طالبوا البنوك بإيداع الرواتب بحساباتهم في موعدها

متعاملون: «مشكلة مايو» حوّلت أرصدة موظفين إلى «سالب».. وخصمت أقساطاً قبل استحقاقها

سحب أرصدة المتعاملين أوقعهم في مواقف محرجة أثناء الدفع ببطاقاتهم عند التسوّق. الإمارات اليوم

طالب متعاملون البنوك، التي يتعاملون معها، بضمان عدم تكرار ما حدث في شهر مايو الماضي، عندما تأخرت البنوك في إيداع رواتب الموظفين في حساباتهم الشخصية، على الرغم من تحويلها من جهات عملهم في موعدها، لافتين إلى أن بنوكاً حجزت على المبالغ المالية في حساباتهم المصرفية لسداد أقساط شهرية قبل موعد استحقاقها، ما أوقعهم في مواقف محرجة أثناء الدفع ببطاقاتهم عند التسوّق.

وشددوا على عدم أحقية البنوك في خصم الأقساط قبل موعد استحقاقها، أو حجز المبالغ المتاحة في الرصيد وجعله سالباً قبل إيداع الرواتب.

تحديث النظام

وتفصيلاً، قال المتعامل (إبراهيم.ع) إن البنك الذي يتعامل معه أخّر إيداع راتبه في حسابه الشخصي حتى 27 مايو، على الرغم من أن إيداع الراتب يكون في 25 من كل شهر.

وأضاف أن البنك حجز كذلك على المبلغ المتوافر في حسابه البنكي يوم 26 مايو، لسداد القسط الشهري الخاص بالتمويل الشخصي، مع أنه يستحق في 27 من كل شهر، متسائلاً عن أحقية ذلك؟.

وأوضح أنه اتصل بمركز خدمة المتعاملين للبنك، الذي أفاده بوجود تحديث في النظام «السيستم»، متسائلاً عن سبب إجراء تحديث في النظام بموعد أيداع رواتب الموظفين، في وقت تتحدث فيه البنوك عن إنفاق الملايين في عمليات التحوّل الذكي لعملياتها وخدماتها.

موقف محرج

بدوره، قال المتعامل (ع.القحطاني)، إنه تعرّض لموقف محرج خلال التسوّق، عندما اكتشف أثناء عملية الدفع، أن البنك الذي يتعامل معه سحب رصيده كاملاً لسداد قسطه الشهري قبل استحقاق موعده بيوم، في وقت أخّر فيه البنك إيداع الرواتب يومين كاملين، لعطل تقني بحسب ما أخبره موظف خدمة المتعاملين، معرباً عن أسفه لسلوك البنك وتعريضه لهذا الموقف المحرج.

في السياق نفسه، قال المتعامل (س.المرزوقي)، إن المصرف الذي يتعامل معه خصم القسط الشهري لتمويله الشخصي قبل إيداع الراتب، وقبل الموعد المعتاد والمتفق عليه، لافتاً كذلك إلى تحويل رصيده إلى سالب، ما أعاق شراء أدوية واحتياجات أسرته، على الرغم من أن جهة عمله حولت الرواتب في موعدها.

إرباك كبير

أما المتعاملة (ع.محمد)، فأكدت لـ«الإمارات اليوم»، أن راتبها يودع في حسابها البنكي في 26 من كل شهر، إلا أن راتب مايو 2020 تأخر حتى 28 من الشهر ذاته، الأمر الذي سبب لها إرباكاً كبيراً يومين كاملين.

وأوضحت أن موظف خدمة المتعاملين في البنك، أخبرها بوجود «خطأ تقني» بسبب العمل «عن بُعد»، مطالبة البنوك بعدم تكرار ما حدث مراعاة لظروف العائلات.

بدوره، ذكر المتعامل (سعيد.أ) أن سحب البنك لكامل رصيده الشخصي لسداد قسط شهري، سبب له إحراجاً عندما اكتشف خلال تزويد مركبته بالوقود أن رصيده البنكي بالسالب، ما اضطره إلى رهن ملكية السيارة.

وأوضح أن البنك الذي يتعامل معه تأخر في إيداع الراتب في حسابه الشخصي حتى 28 مايو، بفارق ثلاثة أيام عن المعتاد في 25 من كل شهر.

وأضاف أن مركز خدمة المتعاملين طلب منه عند الاستفسار مراجعة جهة العمل، مع أن زملاءه في العمل تسلموا رواتبهم من بنوك أخرى في مواعيدها، ما يعني أنه خطأ البنك وليس تأخيراً من جهة العمل.


نصر: تبرير البنوك غير مقنع.. والتأخير يربك الأفراد والشركات

قال الخبير المصرفي، أمجد نصر، إن تبرير البنوك تأخير إيداع الرواتب بسبب العمل «عن بُعد»، أو تحديث الأنظمة، غير مقنع، إذ لابد أن يكون لديها آلية سريعة جداً لتنفيذ أوامر الجهات المختلفة لصرف رواتب الموظفين، خصوصاً في ظل الظرف الراهن المتعلق بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد-19».

وأكد نصر أن تأخير إيداع الرواتب في الحسابات الشخصية يسبب إرباكاً كبيراً للأفراد والشركات، ويستوجب ضمان عدم تكرار ذلك.

وأضاف أن تعاقدات البنوك مع المتعاملين بشأن استقطاع قسط التمويل بحلول تاريخ معين، متعارف عليه، وفي المقابل، فإنه يمكن للبنوك حجز الأقساط بمجرد تحويل راتب المتعامل، وعدم خصم المبالغ المتوافرة في الرصيد في هذا الوقت الاستثنائي.

وشدد نصر على أن البنوك استثمرت كثيراً في الخدمات الرقمية والتقنيات، ويمكنها تحديثها لتسهيل طريقة التعامل مع المتعاملين خلال العمل «عن بُعد».

وكشف أن بنوكاً تعتمد على موظفين غير أساسيين، في ما يعرف بـ«أوت سورس»، وهذه الفئة تعمل «عن بُعْد» من خارج الدولة أحياناً، وفي مراكز خدمة المتعاملين، لافتاً إلى أن اعتماد بعض البنوك على هذه الفئة من الموظفين خلال العمل لتنفيذ إيداع الرواتب في الحسابات الشخصية، أحدث أخطاء أخّرت صرفها، وهو ما يجب أن تنتبه إليه البنوك، بما يضمن عدم التكرار، ويتماشى مع قوة وإمكانية الجهاز المصرفي وسمعته في دولة الإمارات.

بنوك: عطل تقني

أرجعت ثلاثة بنوك وطنية، طلبت عدم ذكر أسمائها، تأخير إيداع رواتب شهر مايو 2020 في حسابات المتعاملين المصرفية في وقتها المعتاد، إلى أعطال تقنية في الأنظمة، مؤكدة أنه تم تدارك المشكلة.

وأضافت البنوك لـ«الإمارات اليوم» أن الرواتب أُودعت في حسابات جميع المتعاملين في نهاية يوم 28 مايو الماضي.

تويتر