دبي تشهد الإعلان عن كيان إقليمي بقيمة 3.6 مليارات درهم

أعلنت مجموعة «إيميرجنج ماركتس بروبرتي» المالكة لمنصة «بيوت» ومقرها دبي، ومجموعة «أو إل إكس» المالكة لمنصة «دوبيزل»، أخيراً، عن دمج عملياتهما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، لتنشأ بذلك شركة مليارية تصل قيمتها السوقية إلى 3.6 مليارات درهم (نحو مليار دولار).

ولفت بيان، صدر أمس، إلى أن انطلاق منصتي «بيوت»، و«دوبيزل»، كان من مدينة دبي للإنترنت.

المستقبل والفرص

وأكد البيان أن الاندماج الجديد يظهر مواصلة دبي تأكيد موقعها كمدينة المستقبل والفرص، ووجهة رائدة على مستوى العالم للطاقات المبدعة والاستثمار القائم على الابتكار، ولكل من يسعى إلى الانطلاق بطموحاته ومشروعاته وأعماله إلى آفاق العالمية، حتى في أصعب الظروف التي تشهد خلالها اقتصادات العالم أجمع ضغوطاً هائلة، نتيجة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19).

وشدد البيان على أن تلك الضغوط لم تثنِ دبي عن الاستمرار في فتح الفرص وتهيئة المجال للتميز، أمام الساعين إلى الاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة وبيئتها التشريعية الداعمة، وقبل كل ذلك المناخ الصحي الذي توفره حكومة الإمارة لمؤسسات ورواد الأعمال، في إطار من الشراكة القائمة على مراعاة مصالح طرفيها وتمكنهما معاً من تحقيق النجاح.

صفقات متتالية

يأتي الاندماج الجديد بعد أقل من 15 شهراً من الإعلان عن استحواذ «شركة أوبر العالمية» على شركة «كريم» التي انطلقت أيضاً من المدينة، وذلك ضمن صفقة قيمتها 3.1 مليارات دولار، فيما كانت مدينة دبي للإنترنت كذلك مهداً لصفقات ضخمة تمكنت بها شركات انطلقت من المدينة من الوصول إلى العالمية، من أبرزها منصة «سوق.كوم» التي استحوذت عليها عملاق التجارة الإلكترونية «أمازون»، وموقع «مكتوب» الذي انطلق كذلك من مدينة دبي للإنترنت واستحوذ عليه موقع «ياهو» العالمي، الذي كان يعد آنذاك من كبرى المؤسسات التكنولوجية حول العالم.

الاتفاقية الجديدة

وتتضمن الاتفاقية الجديدة استثمارات تصل إلى 550 مليون درهم (150 مليون دولار) بقيادة مساهمي مجموعة «إي إم بي جي» الحاليين مع مجموعة «أو إل إكس»، لتصبح المجموعة الأولى، بهذا الاندماج، أكبر مساهم منفرد في «إي إم بي جي» بنسبة 39% من الأسهم.

وستقوم «إي إم بي جي» بإدارة منصتي «دوبيزل» و«بيوت» في الإمارات، في وقت يشتمل فيه الحضور العالمي للمجموعة خارج دولة الإمارات على منصات: «زمين» في باكستان، و«بي بروبرتي» في بنغلاديش، و«مبوب» في المغرب وتونس، و«كايدي» في تايلاند.

وتعود ملكية جميع هذه الأصول إلى مجموعة «إي إم بي جي»، إضافة إلى «دوبيزل».

ويتضمن هذا الاندماج، أيضاً، علامات تابعة لمجموعة «أو إل إكس» في مصر ولبنان وباكستان والعديد من دول مجلس التعاون الخليجي، لتضاف بذلك إلى مجموعة «إي إم بي جي».

جاذبية دبي

وحول دور المدينة في تعزيز المشهد الاستثماري والاقتصادي في إمارة دبي، قال المدير العام لمدينة دبي للإنترنت، عمار المالك، إنه «رغم الأوقات الاستثنائية التي يمر بها العالم، فإن دبي تؤكد من جديد جاذبيتها كوجهة استثمارية عالمية من الطراز الأول، وذلك بفضل بيئة الأعمال الداعمة للمواهب ورواد الأعمال والتي تتيح لهم التوسع والنجاح، وهي ترجمة لرؤية القيادة الهادفة إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار».

وأضاف: «يؤكد النجاح الذي شهدته منصتا (بيوت) و(دوبيزل)، خلال السنوات الماضية، وعملية الاندماج الأخيرة، وفرة فرص النمو الكبيرة في قطاع التكنولوجيا بدولة الإمارات، والتي لا تشمل السوق المحلية فحسب، بل تتجاوزها إلى النطاقين الإقليمي والعالمي».

بيئة أعمال داعمة

من جانبه، أكد رئيس مجموعة «إي إم بي جي» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيدر علي خان، أن نجاح الصفقة يأتي بفضل بيئة الأعمال الداعمة التي تتميز بها دبي، والتي مهدت الطريق أمام الشركة للنمو والتوسع على النطاقين المحلي والإقليمي.

وقال: «نحن في منصة (بيوت) ومجموعة (إي إم بي جي) متفائلون جداً بمستقبل قطاع العقارات في دولة الإمارات، وبالتطورات الحاصلة في السوق العقارية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، لافتاً إلى أن الدمج بين مجموعتي «إي إم بي جي» و«أو إل إكس» سيتيح توفير خدمة أفضل للمتعاملين، وذلك نظراً لما تمتلكه المجموعتان من علامات تجارية فريدة، ومواقع إلكترونية تحظى بمعدلات زيارة عالية.

وتابع: «ستمكننا الصفقة كذلك من الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات المتوافرة، حالياً، في تشكيل صورة أكثر دقة لأوضاع القطاع العقاري في مختلف أنحاء المنطقة. وفي الوقت نفسه، سنقوم باستثمارات تقنية كبيرة توفر قيمة أكبر لجميع المهتمين بأسواق العقارات، والسيارات، وقطاعات الأعمال الأخرى على منصتي (دوبيزل)، و(بيوت)».

7 مليارات درهم عمولات

تقدر القيمة الإجمالية للعقارات المبيعة في الإمارات ومصر ولبنان وباكستان، بنحو 330 مليار درهم، ما يوفر للوكالات العقارية عمولات تتجاوز سبعة مليارات درهم سنوياً.

وتمثل هذه الأرقام فرصة واعدة أمام الشركة الجديدة الناشئة عن هذا الاندماج الجديد الذي خرج إلى النور من مدينة دبي للإنترنت، وغيرها من الشركات الناشئة أو العاملة في هذا القطاع بالإمارة عموماً.

الريادة لمن يملك زمام التكنولوجيا

احتفلت مدينة دبي للإنترنت، أواخر العام الماضي، بمرور 20 عاماً على تأسيسها كمجمع أعمال متخصص في الابتكار والتكنولوجيا، وقاعدة استراتيجية للشركات التي تستهدف الأسواق الناشئة.

وكان انطلاق مدينة دبي للإنترنت - التي شكلت نواة مجموعة تيكوم - ثمرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المستشرفة للمستقبل، إذ أدرك سموه أن الريادة ستكون فيه لمن يملك زمام التكنولوجيا.

وكان الإعلان عن تأسيس المدينة كمجمع أعمال متخصص لهذا القطاع، بمثابة نقطة البداية التي انطلقت منها دبي، لإرساء قواعد اقتصاد المعرفة التي باشرت تعزيز دعائمه على مدار عقدين من الزمان، مستقطبة أهم وأكبر الشركات العالمية المعنية بهذا المجال، إذ مثلت «مجموعة تيكوم»، التي تضم أيضاً تحت لوائها مدينة دبي للإعلام، والعديد من الشركات المتخصصة في مجالات الاقتصاد العالمي الجديد، حجر زاوية في الهيكل الاقتصادي للإمارة كمنصة رئيسة للاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار في دبي، لتعزيز مكانتها، وجهة أولى للشركات والطاقات المبدعة ورواد الأعمال الطموحين من شتى أنحاء المنطقة والعالم.

- «إيميرجنج ماركتس بروبرتي» المالكة لموقع «بيوت»، و«أو إل إكس» المالكة لموقع «دوبيزل»، تندمجان في أسواق الإمارات ومصر ولبنان وباكستان.

الأكثر مشاركة