تجّار أرجعوه إلى تقليص ساعات العمل والرغبة في رفع المبيعات

مستهلكون ينتقدون الازدحام وعدم تطبيق المسافات الآمنة في منافذ بيع

منافذ بيع أكدت صعوبة منع المتسوّقين من دخول المنافذ خصوصاً من السيدات وكبار السن. تصوير: أشوك فيرما

شكا مستهلكون من وجود ازدحام في منافذ بيع، خصوصاً في منافذ «السوبر ماركت» المتوسطة على صناديق المحاسبة، مع عدم تطبيق معايير المسافات الآمنة بين المتعاملين كأحد الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد بين الأفراد، خصوصاً في المناطق المغلقة والمزدحمة.

وأرجع تجار ومسؤولو منافذ بيع أسباب الازدحام والتكدس بالمتاجر إلى تقليص ساعات العمل في معظم المنافذ لمواكبة البرنامج الوطني للتعقيم، إضافة إلى صعوبة منع المتسوّقين من دخول المنافذ، خصوصاً من السيدات وكبار السن، مع توجه بعض المنافذ للاستفادة من نمو الإقبال في رفع نسب المبيعات وتصريف مخزون السلع، لاسيما مع التوجه لطلب كميات بنسب كبيرة من المورّدين للمنافذ.

«سوبر ماركت»

وتفصيلاً، قال المستهلك، محمد زياد: «إنه اضطر إلى التسوّق من (سوبر ماركت) لشراء احتياجات أسرته، على الرغم من وجود ازدحام كبير داخل المتجر، إضافة إلى تكدس المتسوّقين على صناديق المحاسبة، لسرعة السداد للمشتريات قبيل دخول فترة التعقيم الوطني».

وأضاف المستهلك، عبدالله بدر: «إن عدداً من منافذ البيع لا يهتم بتنظيم دخول المتسوّقين، وتطبيق معايير المسافات الآمنة بين الأفراد، ولو حتى بمسافة متر واحد»، مبيناً أن «الازدحام وغياب المسافات الآمنة يعرّضان المتسوّقين لمخاطر كبيرة في الإصابة بالفيروس».

وأشارت المستهلكة، نجلاء محمود، إلى أنها «عانت استمرار الازدحام والتكدس في منافذ البيع بمعدلات كبيرة، خصوصاً بعدما قلصت منافذ كبيرة من فترات عملها، أخيراً، ما يرفع من احتمالات انتشار فيروس (كورونا) بين الأفراد».

وقالت المستهلكة، أمينة سالم: «إنها تعاني اقتراباً شديداً في المسافات بينها والمتسوّقين الآخرين في عدد كبير من منافذ بيع كبيرة ومتوسطة، نتيجة الازدحام الشديد، ما جعل الالتزام بوجود مسافة آمنة بين المستهلكين مسألة صعبة للغاية، مطالبة منافذ البيع بتنسيق دخول المتسوّقين مع وضع علامات على الأرض توضح المسافات الآمنة».

وأضاف المستهلك، أحمد إبراهيم: «إن هناك ازدحاماً شديداً في منافذ بيع كبيرة ومتوسطة، ما أدى إلى تقارب شديد في المسافات بين المتسوّقين، وبالتالي عدم وجود مسافة آمنة ضماناً لصحة وسلامة جميع المتسوّقين».

واتفق المستهلك، علي عبدالله، مع ضرورة الالتزام بوجود مسافة آمنة بين المتسوّقين للحفاظ على صحة وسلامة جميع المتسوّقين ومسؤولي وموظفي المنافذ، منوّها بأنه ذهب، خلال الأيام الماضية، إلى عدد من منافذ البيع المختلفة، وتفاجأ بازدحام شديد عند صناديق الدفع، وفي أرجاء المتجر نفسه، وعدم الالتزام بوجود مسافات آمنة بين المستهلكين.

وطالب مسؤولي المنافذ والجهات الحكومية المعنية بالتدخل لحماية المستهلكين.

تقنين الدخول

من جانبها، وجهت اقتصادية دبي، أخيراً، كل منافذ البيع والخدمة بإمارة دبي، بتطبيق شروط المسافة الآمنة بين الزبائن والمتعاملين بحد أدنى متر ونصف المتر، من خلال وضع العلامات الإرشادية على الأرض، ويشمل ذلك طوابير الانتظار الخاصة بالدفع والاستقبال. وأوضحت أنه سيتم تنفيذ حملات تفتيشية للتحقق من الالتزام بهذا التعميم بالأسواق.

من جانبها، أكدت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي أنها تتابع مع منافذ البيع تقليل عدد المستهلكين داخل المنافذ، وتقنين عملية الدخول في حالات وجود أعداد كبيرة من المتسوّقين.

وأوضحت أنها تلقت شكاوى من مستهلكين بشأن عدم الالتزام بالمسافات الآمنة داخل المنافذ، خصوصاً عند صناديق الدفع.

المسافات الآمنة

بدوره، أوضح مدير عام جمعية الإمارات التعاونية، محمد يوسف الخاجة، أن «(الجمعية) تعمل على تطبيق المسافات الآمنة بين المتسوّقين، ومنع التزاحم داخل المنافذ، وتوجيه بعض المتسوّقين الذين لا يستطيعون الدخول للمنافذ، حفاظاً على منع الازدحامات، للاستفادة من خدمات التوصيل للطلبات من دون الاضطرار إلى الانتظار لفترات طويلة».

وأشار إلى أن «بعض المنافذ قد تجد صعوبة في التنظيم، أو منع المتسوّقين من الدخول للمنافذ، ما يتسبب بدوره في التكدس على صناديق المحاسبة، وغياب المسافات الآمنة، إضافة إلى أن بعض المنافذ قد تجدها فرصة مناسبة لزيادة المبيعات وتصريف مخزون السلع المختلفة، خصوصاً مع لجوء معظم المنافذ إلى الحصول على كميات كبيرة لسلع مختلفة من شركات التوريد، أخيراً، لمواكبة الطلب الاستهلاكي المتنامي».

من جهته، قال مدير المبيعات في أحد مراكز التجزئة، ديبال شرون، إن «الازدحام في المنافذ يرجع إلى تقليص فترات العمل في معظم المتاجر، مع تطبيق البرنامج الوطني للتعقيم، ما جعل معظم المستهلكين يتكدسون في المنافذ قبيل توقيت تطبيق التعقيم، إضافة إلى صعوبة تطبيق منع المتسوّقين من الدخول للمنافذ، خصوصاً من كبار السن والسيدات».

وقال مسؤول المبيعات بإحدى سلاسل «السوبر ماركت»، محمد بشير، إن «إدارة المنفذ تحرص على منع دخول أي متسوّق من دون ارتداء كمامة وقفازات، لكنه في الوقت نفسه يصعب منع المتسوّقين من الدخول للمتجر عند اتباع تلك الإجراءات الاحترازية، إذ تكون هناك تحديات في إقناعهم بالانتظار خارج المتجر».

إجراءات السلامة

في السياق نفسه، أوضحت إدارة مراكز «كارفور» أنها تطبق إجراءات متعددة للسلامة، وقد تتسبب في بعض التأخيرات المؤقتة في الدخول للمتاجر، إذ يتم تقييد دخول المتعاملين في بعض الأوقات لمراقبة سعة المتجر، وضمان تطبيق التباعد الاجتماعي.

وأشارت إلى أنها وضعت ألواحاً زجاجية «إكريليك» عند صناديق الدفع في المتاجر، كما قامت بوضع لافتات إرشادية لإرشاد المتعاملين حول ترك مسافات آمنة أثناء التسوّق، إلى جانب ذلك يقوم فريق العمل بقياس درجة حرارة المتعاملين، وإذ كانت درجة الحرارة 38 درجة مئوية فما فوق يطلب من المستهلكين التسوّق الإلكتروني.

من جهته، قال المتحدث باسم مجموعة «اللولو هايبر ماركت»، ناندا كومار، إن «(المجموعة) تبحث حالياً خيارات عدة، بهدف الحفاظ على مسافات آمنة بين المستهلكين، بالتعاون مع مسؤولي المنافذ التابعة لها»، موضحاً أن «من بين الخيارات المطروحة، بحث سبل تنظيم انتظار المستهلكين في الخارج، إذا كان هناك عدد كبير داخل المنفذ، أو تنظيم فتح بوابات الدخول بشكل مؤقت»، مشيراً إلى أن (اللولو) معني في المقام الأول بحماية المستهلكين، والتقيد بالاجراءات التي تحافظ على سلامتهم. ودعا كومار المستهلكين إلى ممارسة التسوّق في الأوقات التي لا تشهد ازدحاماً قدر المستطاع.

من جانبها، أعلنت جمعية أبوظبي التعاونية أن لديها العديد من الآليات التي تمكنها من الالتزام بتوفير مسافات آمنة بين المتسوّقين، وتيسير الحصول على احتياجاتهم بسهولة ويسر في حال حدوث ازدحام كبير، موضحة أن انتشار فروعها في أبوظبي بمختلف المناطق السكنية، فضلاً عن أن لديها عدداً من الفروع تعمل لمدة 24 ساعة، يقلل من الازدحام الشديد.

وقال مسؤول في منفذ بيع متوسط، (س.ر)، اكتفى بذكر الأحرف الأولى من اسمه، إن «هناك صعوبات في منع دخول بعض المتسوّقين، لأن ذلك يغضب البعض، ويجعله يذهب الى منفذ بيع آخر، ما يتسبب في خسارة المنفذ لعملائه».


دخول المتسوّقين

أكد خبير شؤون التجزئة، إبراهيم البحر، ضرورة تنظيم عملية دخول المتسوّقين إلى منافذ البيع بشكل عاجل، متسائلاً عن دور مسؤولي المنافذ ومفتشي الجهات المعنية في تطبيق القرار حماية للجميع، موضحاً أن المطلوب هو تنظيم دخول المتسوّقين بطريقة آمنة ومريحة، وليس منعهم من الدخول، مشيراً الى أهمية توعية المستهلكين كذلك بعدم الازدحام، حفاظاً على سلامة الجميع في هذه الظروف الاستثنائية.

اقتصادية أبوظبي تلقت شكاوى بشأن عدم الالتزام بالمسافات الآمنة داخل المنافذ.

تقليص ساعات العمل في معظم المنافذ، لمواكبة البرنامج الوطني للتعقيم.

تويتر