أكدوا أن الرغبة والتخطيط وحدهما لا يكفيان

خبراء: النجاح المالي يحتاج إلى تطوير عادات إيجابية

الخبراء أكدوا ضرورة البحث عن طرق لتشديد الميزانية وتغييرها من شهر إلى آخر. أرشيفية

يعمل الكثير من الأفراد على تحسين وضعهم المالي، وسداد الديون، وإدارة أموالهم بشكل أفضل، وبالتالي يتخذون قرارات ويضعون الخطط لتنفيذها، لكنهم يبدأون بحماس، ثم تختفي العزيمة والإصرار تدريجياً مع مرور الوقت، وذلك بحسب خبراء مؤسسة «Credit.org» غير الربحية، المتخصصة في تقديم المشورة المالية، التي أكدت أن الرغبة والتخطيط وحدهما لا يكفيان في هذا الإطار، بل نحتاج أيضاً إلى تغيير العادات التي من شأنها أن تسهم في عملية التغيير الدائم نحو الأفضل.

الإنفاق

ودعا الخبراء إلى التفكير في عادات الإنفاق السيئة التي يمكن تغييرها، وتطوير أخرى جديدة تساعد على تحسين الوضع المالي، موضحين أن الإدارة الفعالة للأموال الشخصية تعني التخطيط، إذ إنه ببساطة لا يمكن التحكم في الأموال ما لم تكن هناك ميزانية قائمة على احتساب الدخل، وخطة إنفاق وادخار، فضلاً عن تفعيل آلية دقيقة لتتبع كل درهم يتم صرفه، فمن دون ذلك لا يمكن أبداً معرفة ما إذا كانت الميزانية تعمل أم لا، أو أين يمكن إجراء تعديلات ذكية لجعلها أكثر فاعلية.

تحدٍّ

وبيّن خبراء «Credit.org» أن الإنفاق الزائد وغير المدروس غالباً ما يمثل تحدياً، ويندرج ضمن قائمة العادات التي ينبغي التخلص منها بسرعة، إذ إن شراء منتج ما بكلفة كبيرة يتوافر في متجر آخر بسعر أقل يزيد الضغط على الميزانية، عندما يصبح ذلك ممارسة دائمة في حياتنا.

وأشاروا إلى أن عادة استخدام الديون لتمويل المشتريات تزيد من حجم المشكلات، فإذا كان الأفراد يرغبون في استخدام الرصيد، فعليهم أن يخططوا بعناية ليتمكنوا من سداد رصيدهم بالكامل في نهاية الشهر، إذ إن هناك مزايا لاستخدام بطاقات الائتمان، مثل الراحة والأمان وفعالية حفظ السجلات وبرامج المكافآت، وما إلى ذلك، لكن استخدام الائتمان لا يعني تحمل الديون، فالسلبيات تفوق الإيجابيات في حال لم نتمكن من الدفع.

تجميد البطاقات

وأوضح الخبراء أن المسهم الأكبر في أزمات الأفراد المالية هو إنفاق الأموال التي لا يملكونها، فإذا كانوا عرضة للإنفاق أكثر مما لديهم، فإن أفضل رهان لهم هو تجميد بطاقات الائتمان، واللجوء إليها فقط في حالات الطوارئ، والعمل على إزالة معلومات بطاقة الائتمان المخزّنة في مواقع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، للتفكير جدياً والتريث قبل أي عملية شراء.

ولفتوا إلى أن العادات الشخصية تأتي بنتائج باهظة الثمن على الميزانية الشخصية، موضحين أنه على سبيل المثال تناول الطعام في الخارج، أكثر كلفة من تحضير الوجبات في المنزل.

أزمات

كما أشار الخبراء إلى أن تجاهل مشكلات الإنفاق يصبح عادة بمرور الوقت، فهي لن تختفي، وستؤدي في النهاية إلى أزمات أكبر، مضيفين أن التخلص من عادات الإنفاق السيئة هو نصف المعادلة، ولتحقيق الحرية المالية، سنحتاج أيضاً إلى تطوير عادات جديدة أفضل لضمان النجاح على المدى الطويل.

وشددوا على أن جوهر الميزانية هو وجود خطة لكل درهم في دخل الأفراد، وبالتالي يجب ألا نمنح أنفسنا إذناً لشراء أي شيء لم نخطط له، وبهذه الحالة قد تذهب نحو 5% من الميزانية إلى مشتريات غير مخطط لها في نهاية المطاف.


تشديد الميزانية

وقال الخبراء إنه في بعض الحالات قد نضطر إلى إنفاق مبالغ كبيرة في فئة معينة، وبالتالي ينبغي البحث عن طرق لتشديد الميزانية، وتغييرها من شهر إلى آخر، بحيث ألا تكون ثابتة، وتتغير وفقاً الظروف، مع الحفاظ على فئات الإنفاق ضمن البنود والمخرجات الموضوعة لها، مبينين أنه ينبغي التواصل مع الدائنين الأصليين بشكل مستمر، لأن ذلك يجنب الكثير من المشكلات عندما نكون في ورطة مالية، مع الحذر تجاه جامعي الديون من طرف ثالث، فيمكن التواصل معهم كتابياً فقط.

الإنفاق الزائد يمثل تحدياً ويندرج ضمن قائمة العادات التي ينبغي التخلص منها.

تويتر