الجنيه الإسترليني تراجع إلى أدنى مستوياته خلال العام الجاري

«بريكست» والصراع التجاري يقودان تحركات الأسواق العالمية

الجنيه الإسترليني تأثر بشكل كبير بمحاولات ماي الحصول على تصويت لصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أ.ف.ب

انهت الأسواق العالمية أسبوعاً من التقلبات القوية، في ظل مجموعة من الأحداث والعوامل، التي قادت تحركات الأسواق خلال الأسبوع الماضي، ولتفتح الطريق أمام المزيد من التقلبات خلال الأسبوع الجاري، متأثرة في ذلك بـ«بريكست» والصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وتراجع الجنيه الإسترليني خلال الأسبوع الماضي مقابل الدولار الأميركي، ليهبط خلال الأسبوع إلى أدنى مستوياته خلال العام الجاري، حيث وصل إلى مستويات 1.2605 دولار لكل جنيه إسترليني، قبل أن يشهد ارتداد في نهاية الأسبوع بعد إعلان رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن استقالتها يوم السابع من يونيو المقبل.

في هذا السياق، أكد مؤسس شركة «آي سي إم كابيتال» البريطانية، شعيب عابدي، أن «الجنيه الإسترليني تأثر بشكل كبير خلال الفترة الماضية بمحاولات تيريزا ماي، الحصول على تصويت لصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تتمكن من ذلك في ظل المعارضة الشديدة التي واجهتها، وهو ما دفع بها، أخيراً، إلى الاستسلام والإعلان عن استقالتها أول من أمس».

وأضاف عابدي أن «الأسواق كانت قد احتوت سابقاً احتمال استقالة ماي، ولذلك شهدنا بعض المكاسب على الجنيه الإسترليني، نتيجة جني أرباح من مضاربين يعتمدون على قاعدة (شراء الشائعة) وبيع الخبر في تداولاتهم، إلا أن هذا الارتداد يبقى مؤقتاً، وستبحث الأسواق عن إجابات على العديد من التساؤلات التي خلفها تنحي ماي لتحديد الاتجاه المقبل».

وأوضح أن «أهم التساؤلات التي ستبحث الأسواق عن إجابة عليها هي من سيكون رئيس الوزراء القادم خلفا لماي، وفي الفترة الحالية فإن الاحتمال الأكبر هو لمصلحة بوريس جونسون، الذي يعتبر من أشد المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويعتبر الوجه الرئيس في فريق حملة التصويت لمصلحة الخروج، وبالتالي فإن تزايد الاحتمالات بفوزه في سباق رئاسة الوزراء سيزيد من الحالة السلبية للجنيه الإسترليني، وقد يدفع به للمزيد من التراجعات خلال الفترة المقبلة».

من جانب آخر، تفاعلت الأسواق بقوة مع تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد قرار الولايات المتحدة وضع شركة «هواوي» الصينية على القائمة السوداء، وهو ما جعل أسواق الأسهم الأميركية تستمر بخسارتها خلال الأسبوع الماضي، حيث أنهى الذهب تداولاته للأسبوع الماضي عند مستويات 1284 دولاراً للاونصة مرتفعاً بنحو 10 دولارات، مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند 1274 دولاراً للأونصة.

فيما أنهى مؤشر «داو جونز» الصناعي تداولاته منخفضاً بنسبة 0.7% خلال الأسبوع، ليكون بذلك قد خسر نحو 3.5% منذ تزايد حدة الحرب التجارية في الخامس من مايو الجاري.

من جانبه، أشار المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لمجموعة «أي سي إم دوت كوم»، الحسن علي بكر، إلى أن «استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين كان أثره واضحاً منذ دخول تطبيق الزيادة في التعرفة الجمركية على البضائع الصينية ،وما تلاه من ردود فعل من قبل الصين لنصبح ضمن مرحلة من عض الأصابع من الطرفين في محاولات للحصول على أفضل شروط لصفقة تنهي هذه الحرب».


«داو جونز» خسر 3.5% منذ تزايد حدة المواجهات التجارية بين الصين وأميركا.

تويتر