مسؤولون أرجعوها إلى زيادة الطلب وتعهيد بيعها لشركات أخرى

مستهلكون ينتقدون اختفاء وضعف العروض الرمضانية على اللحوم والدواجن الطازجة

صورة

انتقد مستهلكون ضعف ومحدودية عروض التنزيلات الرمضانية في الأسواق على منتجات اللحوم والدواجن الطازجة واختفائها في عدد من منافذ البيع بالدولة، رغم أنها سلع أساسية لمختلف الأسر خلال الشهر الكريم، لافتين إلى أن المنافذ تطرح تخفيضات بنسب موسّعة على سلع استهلاكية أقل أهمية للأسر، فيما تتجاهل التخفيضات على تلك المنتجات أو تطرح عروضاً محدودة تتركز معظمها على أنواع ليست شعبية أو ذات طلب مرتفع من المستهلكين.

وقالوا إن منافذ وجمعيات كثيرة تخلو من التخفيضات الرمضانية على اللحوم الطازجة، بينما توجد تخفيضات قليلة للغاية في منافذ أخرى تشمل صنف أو اثنين على الأكثر.

وأرجع مسؤولون في قطاع تجارة التجزئة ضعف ومحدودية عروض اللحوم والدواجن، إلى أن تلك المنتجات تشهد طلباً مرتفعاً للغاية خلال شهر رمضان، مقارنة بالفترات الأخرى، ما يحد من التوسع في خفض أسعارها، إضافة إلى أن عدداً من المنافذ يلجأ إلى تعهيد أقسام اللحوم والدواجن إلى شركات أخرى، مشيرين إلى أن ربح منافذ البيع من اللحوم والدواجن الطازجة محدود.

وأظهرت جولة لـ«الإمارات اليوم»، في منافذ بيع وجمعيات تعاونية في أبوظبي، خلو عدد كبير منها من التخفيضات الرمضانية على اللحوم الطازجة، بينما شهدت تخفيضات على عدد محدود من أصناف الدواجن الطازجة في عدد من المنافذ.

منافذ البيع

وتفصيلاً، قال المستهلك محمد حمدان: «إن عدداً كبيراً من منافذ البيع والجمعيات يخلو من التخفيضات على اللحوم بكل أنواعها، خصوصاً اللحوم الطازجة، وذلك بخلاف الأيام الأولى من رمضان، التي شهدت تخفيضات على أصناف كثيرة من اللحوم».

وطالب حمدان بتخفيضات على أسعار اللحوم الطازجة خلال شهر رمضان، الذي يشهد أعلى استهلاك للحوم على مدار العام بالنسبة لمعظم الاسر.

وقالت المستهلكة هدى علي: «إن التخفيضات على اللحوم اختفت تقريباً من عدد كبير من منافذ البيع بعد مرور الأيام الأولى من رمضان، حيث تخلو منها منافذ كاملة، بينما يوجد عدد قليل من المنافذ يطرح تخفيضات على صنف أو اثنين على الأكثر».

وأوضحت أنه «توجد تخفيضات متفاوتة على عدد محدود من أصناف الدواجن الطازجة تصل 15%، لكنها تختفي سريعاً لوجود إقبال عليها»، مشيرة إلى أن الدواجن المجمدة هي الوحيدة التي توجد عليها تخفيضات كبيرة بنسب تصل 25%، ومتوافرة بشكل كبير.

وطالب المستهلك أشرف لطيف، بتخفيضات على اللحوم والدواجن الطازجة حتى نهاية شهر رمضان، للتخفيف على المستهلكين، خصوصاً أن الاستهلاك يزداد بنسبة كبيرة بالنسبة للعائلة أو للقيام بأعمال الخير.

وقال: «إن منافذ كثيرة تخلو من تخفيضات على اللحوم بمختلف أنواعها وأصنافها، ويوجد عدد قليل من التخفيضات على أنواع محددة من الدواجن الطازجة، لكن يشترط الذهاب مبكراً قبل نفادها».

وأضاف المستهلك إبراهيم مهداوي: «إن عروض التخفيضات على اللحوم هزيلة ومحدودة للغاية في معظم منافذ البيع، وتقتصر على أنواع مستوردة وليست شعبية، فيما الأنواع ذات المنشأ الباكستاني والهندي أو المذبوحة محلياً تخلو من التخفيضات»، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المنافذ لا يقدم تخفيضات على الدواجن الطازجة، رغم أنها تعدّ من السلع المهمة مع اللحوم خلال شهر رمضان، فيما تعلن المنافذ نفسها عن تخفيضات بنسب كبيرة على سلع استهلاكية أخرى أقل أهمية مثل العصائر.

وأشار المستهلك محمود حسين، إلى أن عروض التنزيلات الرمضانية في منافذ عدة للبيع تخلو من عروض تخفيضات على الدواجن واللحوم، أو تطرح بعض المنافذ عروضاً بنسب محدودة للغاية تكون بعضها بتنزيلات درهمين فقط على الدواجن الطازجة، أو تكون على أنواع معينة من اللحوم البرازيلية التي كانت تشهد تخفضيات بشكل اعتيادي قبيل رمضان، مطالباً بضرورة التوسع في تخفيضات اللحوم والدواجن باعتبار انهما من السلع الأساسية خلال شهر رمضان.

وأضافت المستهلكة ميرفت محمد: «إنها فوجئت عند تسوقها في بعض منافذ البيع بمحدودية التخفيضات على منتجات اللحوم والدواجن، وخلو بعض المنافذ من تلك التخفيضات، رغم وجود تنزيلات على سلع أخرى استهلاكية أو غذائية أقل أهمية من اللحوم والدواجن»، لافتة إلى أن معظم منافذ البيع تعلن عن عروض ضخمة لتنزيلاتها خلال شهر رمضان، فيما تتجاهل أهمية التوسع في عروض التخفيضات على اللحوم والدواجن.

أصناف اللحوم

من جانبه، قال مسؤول البيع في منفذ بيع بأبوظبي، جامشير ديلان، إن «منافذ تطرح تخفيضات على عدد من أصناف اللحوم والدواجن، لكن تنفد بشكل سريع، نظراً إلى تزايد الاستهلاك في رمضان»، مشيراً إلى أن ربح منافذ البيع من اللحوم والدواجن الطازجة محدود.

واعتبر مسؤول البيع في أحد منافذ البيع، حسن عبدالرزاق، أنه من الصعب استمرار طرح تخفيضات كثيرة على اللحوم لفترة طويلة، خصوصاً أن الاستهلاك منها كبير، وأن الربحية فيها ضئيلة، مشيراً إلى أن شراء اللحوم والدواجن يتزايد في رمضان مقارنة ببقية شهور العام.

من جانبه، قال خبير تجارة التجزئة، إبراهيم البحر، إن «السياسة التسويقية لمنافذ البيع تستند عادة إلى العرض والطلب»، موضحاً أن «شهر رمضان عادة يشهد زيادة في مبيعات اللحوم، ومن المعلوم للمنافذ أن المستهلكين يشترون اللحوم في رمضان بكميات أكثر من المعتاد، سواء عليها تخفيضات أو لا».

وأضاف أن «كميات اللحوم المعروضة في بداية رمضان تكون كبيرة للغاية، وتطرح المنافذ تخفيضات على كثير من الأصناف، لكن مع مرور الأيام تقل الكميات المطروحة نسبياً وتقل معها العروض أو تختفي تماماً».

وطالب بتخفيضات على اللحوم والدواجن لتخفيف الأعباء على الأسر والتشجيع على أعمال الخير والبر، مشيراً إلى أن وجود تخفيضات تسهم عامة في زيادة حجم الوحدات المبيعة من السلع.

وحول وجود تخفيضات على الدواجن المجمدة، أوضح البحر أن «وجود تخفيضات على أصناف من الدواجن المجمدة يرجع إلى أن هامش الربح كبير في الدواجن المجمدة، وبالتالي يسهل طرح تخفيضات كبيرة عليها».

زيادة العروض

بدوره، أوضح مسؤول المبيعات في أحد مراكز التجزئة، محمد حسن، أن «بعض المنافذ يواجه صعوبات في التوسع بعروض التخفيضات على اللحوم والدواجن الطازجة خلال رمضان، مع كون تلك المنتجات تشهد طلباً مرتفعاً بنسب تفوق السلع الأخرى، ما يصعب من دعم تلك التخفيضات أو التنسيق مع شركات التوريد حول تنزيلات أسعارها»، مبيناً أن «بعض المنافذ تعمل بنظام التعهيد لأقسام بيع اللحوم بداخلها، وبالتالي لا تملك التحكم في فرض عروض التخفيضات عليها».

واعتبر المدير السابق لأحد مراكز تجارة التجزئة، ديبال شرون، أن «صعوبات التوسع في تخفيضات اللحوم والدواجن الطازجة، أو غيابها عند بعض المنافذ خلال شهر رمضان، ترجع إلى صعوبة التنسيق مع شركات التوريد حول تلك التخفيضات، بجانب أن هذه المنتجات تشهد طلباً استهلاكياً كبيراً خلال رمضان بشكل يصعب من طرح عروض موسعة عليها والاستمرار فيها».

في السياق نفسه، قال المدير التنفيذي في شركة «الزهراء» لتوريد اللحوم، وليد محمد الحرفي، إن «أسعار أنواع مختلفة من اللحوم تشهد ارتفاعاً في أسعار توريدها من دول المنشأ في رمضان، خصوصاً الأصناف ذات الطلب الشائع، مثل الهندية والباكستانية، وهو ما يجعل من الصعب التوسع في تخفيضاتها في عدد من المنافذ بقطاع التجزئة، فيما تتبع المنافذ التي تطرح بعض التخفيضات سياسات الدعم لتطبيق تلك التنزيلات، كما أنه من الصعب التوسع في عروض التنزيلات بشكل عام خلال رمضان على تلك المنتجات».


منافذ البيع

قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «المعلومات المتوافرة لدى الوزارة تشير إلى أن منافذ بيع وجمعيات في الدولة لاتزال تطرح تخفيضات على بعض أصناف اللحوم الطازجة»، مبيناً أن استمرار تخفيضات اللحوم خلال الشهر الكريم بأكمله في المنافذ عملية صعبة، وقد تؤدي إلى خسائر لعدد من المنافذ.

وأوضح النعيمي أن «خفض أسعار العديد من السلع يتم بالتعاون مع المورّدين، حيث يتحمّل المنفذ أحياناً كلفة التخفيضات وأحياناً يتحمّلها المورّد»، مشيراً إلى أن هناك كلفة عالية تتحمّلها المنافذ بصفة عامة يجب أخذها في الحسبان، خصوصاً في ما يتعلق بالعمالة والشحن والنقل وكلفة الكهرباء والمياه والتبريد وغيرها، ما يجعل استمرار تخفيضات كثيرة لفترة طويلة أمراً صعباً.

تويتر