شركات عقارات تقدم قوالب حلوى في أعياد الميلاد.. وتسهيلات في الدفعات والعمولة وقيمة التــأمين السنوي

رمضان يشهد مرونة في التأجيــر السكني.. ومنافسة شديدة لاستقطاب مستأجرين بأبوظبي والشارقة

صورة

يشهد شهر رمضان الجاري هدوءاً في الطلب على التأجير السكني، ما يشجع الملاك وشركات إدارة العقارات على تقديم حوافز وتسهيلات للمستأجرين، لتغيير السكن والانتقال إلى وحدة سكنية جديدة.

وكشف مستأجرون وعقاريون أن السوق العقارية، في أبوظبي والشارقة، تشهد منافسة شديدة بين الملاك لاستقطاب مستأجرين، لافتين إلى أن بعض الملاك يمنحون المستأجرين الجدد، خلال شهر رمضان، فترة سماح شهراً أو شهرين، ما يعني تمديد فترة العقد الإيجاري ليكون 14 شهراً بدلاً من 12 شهراً، وخفض قيمة العمولة التي تحصل عليها شركات إدارة العقارات لتأجير الوحدة السكنية، أو إعفاء المستأجر منها، فضلاً عن محفزات أخرى، مثل وضع «التأمين» على هيئة شيك وليس نقداً.

وشملت تلك المحفزات تحمّل كلفة نقل الأثاث عند الاستئجار، ورسائل تهاني وقوالب حلوى (جاتوه) للمستأجرين في أعياد ميلادهم، وفقاً لبيانات الاستئجار المسجلة لدى شركات إدارة العقارات، فضلاً عن منح مواقف مجانية، وتحمل كلفة تسجيل العقود.

محفزات مشجعة

وتفصيلاً، قال المستأجر عمر الحسن إنه تعمّد استئجار شقة سكنية جديدة في أبوظبي، خلال شهر رمضان الجاري، على الرغم من عدم انتهاء عقده الإيجاري في مسكنه الحالي، وذلك بهدف الاستفادة من المحفزات المشجعة خلال شهر رمضان.

وأكد أن مالك الشقة التي يقيم فيها حالياً أبدى مرونة كبيرة، إذ منحه شهراً إضافياً مجاناً في عقد التأجير الخاص بالوحدة السكنية، إضافة إلى عدد الدفعات، لافتاً إلى أن انخفاض القيم الإيجارية في أبوظبي شجعه على الانتقال إلى شقة سكنية أكبر بالقيمة الإيجارية نفسها التي يدفعها حالياً، مع وجود خدمات ومرافق إضافية.

واتفق المستأجر محمد جمعة في وجود محفزات تأجيرية خلال شهر رمضان، تغري بالانتقال إلى شقة سكنية جديدة، أبرزها الإعفاء من عمولة التأجير، والحصول على قيمة التأمين بشيك مؤجل الدفع وليس نقداً.

وطالب جمعة الملاك بخفض القيم الإيجارية بنسب أكبر، تتماشى مع توجهات السوق حالياً.

أما المستأجرة سهى الوكيل، فقالت إنها تدرس حالياً الاختيار بين شقتين قريبتين من عملها، بعد أن وافق المالك على منحها شهرين إضافيين إلى حين انتهاء عقدها الحالي، وتقسيط الدفعات المالية على أكثر من أربع دفعات، أو الدفع بشكل شهري. وطالبت الوكيل بمرونة أكبر في خفض القيم الإيجارية، إلى جانب هذه المحفزات، خصوصاً أن السوق تشهد منافسة شديدة بين الملاك لاستقطاب مستأجرين.

مرونة كبيرة

إلى ذلك، قال مدير التأجير في شركة «رعاية» لإدارة العقارات، محمد عثمان أيوب، إن شهر رمضان يشهد عادة هدوءاً في الطلب، يشجع الملاك على تقديم حوافز وتسهيلات للمستأجرين، لتغيير السكن والانتقال إلى وحدة سكنية جديدة.

وأضاف أن بعض الملاك يبدون مرونة كبيرة خلال شهر رمضان في ما يتعلق بفترة التأجير، إذ يمنحون المستأجرين الجدد خلال شهر رمضان فترة سماح شهراً أو شهرين، لاسيما للمستأجرين الذين تكون عقودهم الإيجارية القديمة سارية المفعول، ولا يستطيعون دفع البدل الإيجاري مرتين في الوقت نفسه.

وأوضح أن ذلك يكون بمثابة مد فترة العقد الإيجاري ليكون 14 شهراً بدلاً من 12 شهراً، لكن مع التأكيد على تحصيل الدفعة الأولى من المستأجر، للتحقق من ملاءته المالية، والتزاماته ببقية الدفعات طول فترة العقد.

ولفت أيوب إلى أن من بين المحفزات كذلك خفض قيمة العمولة، التي تحصل عليها شركات إدارة العقارات لتأجير الوحدة السكنية، أو إعفاء المستأجر منها لتنشيط السوق.

وأكد أن هناك محفزات فردية أخرى، تتمثل في الإسهام في شراء أثاث الوحدة السكنية الجديدة، عبر منح المستأجر خصماً يصل إلى 50%، في حال كانت الوحدة السكنية مؤثثة أصلاً، إذ يحرص بعض الملاك على عرض أثاث جديد في الوحدات الجديدة، لتقديم صورة أفضل للوحدة السكنية عند عرضها.

حركة إضافية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «سكاي لاين» للوساطة العقارية في أبوظبي، نادر حسن، إن شهر رمضان يشهد هدوءاً إلى حد ما في عمليات التأجير، إلا أنه توجد حركة إضافية حالياً بسبب بعض المحفزات من معظم الملاك، وتفضيل بعض المستأجرين إنهاء الانتقال السكني قبل إجازاتهم الصيفية، فضلاً عن قصر فترة الدوام، ما يتيح وقتاً أمام الموظفين لجولات بحث عن وحدات سكنية جديدة.

وأوضح حسن أن شهر رمضان يشهد مرونة كبيرة من الملاك، إذ يمنح بعضهم المستأجرين الجدد شهراً إضافياً مجاناً، ويوافق بسهولة على زيادة عدد الدفعات المالية، أو على الحصول على الإيجار شهرياً دون زيادة في قيمة العقد.

ولفت إلى أن بعض الملاك يوافق، كذلك، على وضع «التأمين» على هيئة شيك وليس نقداً، على الرغم من أن معظمهم يصرون على تحصيل قيمة التأمين نقداً في الأوقات العادية. كما توافق بعض شركات الوساطة العقارية على خفض قيمة العمولة خلال شهر رمضان من 5 إلى 2.5%. وأشار حسن إلى أن مستوى المحفزات يعتمد في المقام الأول على وضع البناية، وعدد الشقق الخالية فيها، مشيراً إلى أن الملاك يسعون حالياً إلى عدم زيادة عدد الشقق الخالية على نسبة تراوح بين 10 و15%، من إجمالي الوحدات السكنية في البناية، وبالتالي كلما ازداد عدد الشقق الخالية ازداد عدد ونوع المحفزات المقدمة للمستأجرين.

في السياق نفسه، قال مدير شركة «بلاتينيوم هوم»، أحمد صلاح ربيع، إن شهر رمضان، الذي يشهد هدوءاً في التعاملات، يشجع ملاك العقارات على تقديم محفزات لتشجيع التأجير. وأضاف أن من بين تلك المحفزات تحويل قيمة التأمين السنوي إلى شيك، لا يصرف إلا في حال انتهاء العقد، مع وجود تلفيات في الوحدة السكنية، مشيراً إلى استعداد الملاك حالياً لتقبل الدفع الشهري للقيمة الإيجارية.

محفزات مبتكرة

إلى ذلك، قال مسؤول التأجير في شركة «السعودية والكويت» للعقارات، مجدي عبدالغني، إن الشركات العقارية تتنافس حالياً في طرح عروض ومحفزات لمواجهة هدوء الطلب على الوحدات السكنية، خلال شهر رمضان، لافتاً إلى أن بعض المستأجرين، الذين تنتهي عقودهم التأجيرية في هذا الشهر، يطلبون تأجيل عملية الانتقال حتى بعد فترة عيد الفطر.

وأشار إلى أن أبرز المحفزات الايجارية في الأسواق حالياً، يشمل منح المستأجرين تسهيلات في السداد، وفترات مجانية في العقد تصل إلى شهر أو شهرين، إضافة إلى إلغاء عمولة الوسيط العقاري، ومنح مواقف، ونقل الأثاث مجاناً.

وكشف أن عدداً من الشركات، بدأت خلال الفترة الأخيرة في تعزيز تنافسيتها عبر محفزات مبتكرة، مثل إرسال إشعارات تهنئة مع قالب حلوى (جاتوه) للمستأجرين في أعياد ميلادهم، وذلك عبر البيانات المسجلة لديهم عند الاستئجار، كنوع من دعم وتعزيز العلاقة مع المستأجرين، فيما لجأت شركات أخرى إلى إنشاء صالات لألعاب الأطفال، أو قاعات للصلاة في البنايات.

مسلّم: العلاقة بين المالك والمستأجر غير ناضجة.. وميثاق الشرف هو الحل

قال الخبير العقاري المدير العام لشركة «تروث» للاستشارات الاقتصادية، رضا مسلّم، إن المحفزات جيدة، وتسهم في تنشيط السوق، لكنها ليست حاسمة، مشيراً إلى أن انخفاض الإيجارات بشكل أكبر هو العنصر الحاسم الأكبر بالنسبة للمستأجرين في أبوظبي.

وأوضح أن الانخفاض الحادث في القيم الإيجارية حالياً، هو سياسة تصحيحية طبيعية لعلاقة غير ناضجة بين المالك والمستأجر، إذ تنتقل السوق من سوق يتحكم فيها المؤجرون بشكل كامل، إلى سوق يتحكم فيها المستأجرون بصورة كاملة، من دون علاقة سليمة يسود فيها التوازن بين طرفي العملية الإيجارية.

واعتبر مسلم أن الوضع الحالي يمثل فرصة حقيقية، لإعادة الانضباط لهذا القطاع المهم في الناتج المحلي الإجمالي، ووضع قواعد مستدامة، أو ما يعرف بـ«ميثاق شرف» مدعوم بالتشريعات لإقامة علاقة مستدامة وطبيعية بين المالك والمستأجر، لتكون هناك مرونة كافية بين الطرفين، وتخفيض للقيم الإيجارية حسب العلاقة الحقيقية بينهما.

وأكد أن هناك تفاوتاً بين الأعباء والكلف التي يتحملها الملاك، إذ لا يمكن مقارنة مالك بناية مقامة منذ أكثر من 15 عاماً، واستردت قيمتها مرات عدة، ومالك بناية تم بناؤها خلال فترة الطفرة، وتكلفت مبالغ ضخمة، وبين الوحدات الفاخرة التي تزيد أسعارها كل عام بنسب كبيرة، استجابة لمتطلبات شريحة معينة.

الزرعوني: تأجير الوحدات بشكل سريع وأكثر استدامة

قال المدير العام لمجموعة «دبليو كابيتال» العقارية، وليد الزرعوني، إن سوق تأجير الوحدات السكنية تشهد بشكل عام حالة من الهدوء والبطء خلال شهر رمضان، وذلك مع عدم تفضيل معظم المستأجرين تغيير مساكنهم، أو الانتقال إلى مساكن جديدة خلال فترة الصيام.

ورأى الزرعوني أن مواجهة الهدوء العقاري، خلال شهر رمضان، عبر محفزات وعروض، من الأمور الإيجابية التي تعود بالنفع على القطاع عموماً، إذ توفر على المستأجرين عدداً من التكاليف، كما تتيح لشركات إدارة العقارات فرصاً عدة لتأجير الوحدات بشكل سريع وأكثر استدامة، خصوصاً أن شهر رمضان يعقبه موسم العطلات الصيفية والأعياد التي تشهد بدورها حركة هدوء طبيعية.

وأضاف أن سوق الشارقة العقارية شهدت، أخيراً، تنافساً إيجابياً ملحوظاً بين الشركات العقارية، التي قدمت عروضاً مختلفة من المحفزات لاستقطاب مستأجرين.

وأوضح أن من أبرز تلك المحفزات، خلال شهر رمضان، رفع الأشهر المجانية إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، بعدما كانت تقتصر في عروض سابقة على شهر واحد، وعرض «اسكن وادفع بعد شهرين» للتيسير على المستأجرين، فيما طرحت شركات أخرى عروضاً لتحمل كلفة نقل الأثاث للمستأجرين خلال شهر رمضان، ومنح تسهيلات في سداد القيمة الإيجارية، تصل إلى السداد الشهري، بعد أن كانت تتم عبر أربع أو ست دفعات، مع منح مواقف مجانية للسيارات، وإلغاء نسبة العمولة، أو تخفيضها.

الشرفا: التنافسية الإيجابية مصلحة للمستأجرين والشركات العقارية

قال مدير شركة «المنارة» للاستثمار والتطوير العقارية، محمد أحمد الشرفا، إن العروض التي تشهدها سوق التأجير السكنية، مثل «اسكن وادفع بعد شهرين»، تلقى قبولاً لدى عدد كبير من المستأجرين، نظراً لأنها توفر عليهم تسهيلات في السيولة دون الالتزام بسداد الدفعة الأولى بشكل فوري، لافتاً إلى أن المستأجر يعاني في مرحلة الانتقال السكني أعباء مالية عدة، تشمل سداد مبلغ التأمين المالي للكهرباء والمياه، ورسوم تسجيل العقد، وكلفة نقل الأثاث.

ولفت إلى أن بعض الشركات منحت المستأجرين، خلال شهر رمضان، مواقف للسيارات مجاناً، مع تحمل نسبة العمولة المتعارف عليها. وأشار إلى أن شركته طرحت عرضاً، خلال شهر رمضان الجاري، يشمل تسهيلات في فترات السداد، وتحمل كلفة نقل الأثاث، مع موقف سيارات مجاناً، مؤكداً أن تنوع العروض في سوق الشارقة العقارية رفع مظاهر التنافسية الإيجابية في الأسواق، وصب في مصلحة المستأجرين والشركات العقارية، على حد سواء.

مالكا عقارات: تمديد فترة العقد تخفيض للقيمة الإيجارية

أكد مالكا عقارات أهمية المحفزات في تنشيط السوق العقارية، لافتين إلى أن تمديد فترة العقد شهراً أو شهرين، يعد بمثابة تخفيض للقيمة الإيجارية.

وقال المالك العقاري، خميس محمد، إن المحفزات مسألة مهمة في تنشيط السوق العقارية، وتأتي في إطار الاستجابة لمتطلبات الوضع الراهن في السوق.

ورأى أن هذه المحفزات تسهم بالفعل في خفض الكلفة على المستأجر، لافتاً إلى أن تمديد فترة العقد شهراً أو شهرين، يعد بمثابة تخفيض للقيمة الإيجارية، ولو بشكل غير مباشر.

واتفق المالك العقاري، سلطان عبدالله، مع نظيره محمد، منبهاً إلى أن زيادة الانخفاض على ذلك غير مجدية للمالك، في ضوء الأعباء التي يتحملها، لاسيما في حال استمرار دفعه أقساط قرض البناء للبنوك، وكلفة صيانة المرافق.

تويتر