توقعات بإنتاج 11.2 مليون برميل يومياً مع انخفاض كلفة استخراج النفط الصخري

«غرفة دبي»: أميركا أكبر منتج للنفط الخام عالمياً خلال 2019

عدد حفارات النفط الأميركية يعتبر بمثابة مؤشر مبكر إلى الإنتاج في المستقبل. رويترز - أرشيفية

أفادت غرفة تجارة وصناعة دبي بأن الشركات المنتجة للنفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية، ستكون مستقبلاً جزءاً دائماً من معادلة الإمداد النفطي العالمي وتحديد الأسعار، وذلك مع انخفاض كلفة استخراج ومعالجة النفط جراء التقدم التكنولوجي المستمر، متوقعة أن تصبح أميركا أكبر منتج للنفط الخام في العالم خلال العام الجاري، مع إنتاج 11.2 مليون برميل يومياً.

وذكرت الغرفة في تقرير حديث، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن تصدُّر الولايات المتحدة قائمة منتجي النفط في العالم سيؤثر مباشرة في الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، موضحة أنه مع ارتفاع الإنتاج في أميركا، فإن الكميات الزائدة ستحتاج إلى أن يتم تسويقها في الأسواق الخارجية، ومع تحقيق شركات الطاقة الأميركية حصة أكبر في السوق العالمية، فإن من المرجح أن تتعرض حصص أعضاء «أوبك» إلى التناقص، كما يمكن أن تفقد «أوبك» بعضاً من قوتها في تحديد الأسعار.

وبيّنت أن ارتفاع عدد حفارات النفط الأميركية بنحو 200 حفارة، خلال العام الماضي، سيؤدي إلى زيادة الإنتاج.

تحديد الأسعار

وتفصيلاً، أوضح تقرير حديث لغرفة تجارة وصناعة دبي أنه، مع التقدم التكنولوجي المستمر في مجال استخراج النفط الصخري، أصبحت الشركات الأميركية العاملة في المجال تدفع تكاليف أقل في استخراج ومعالجة النفط، حيث يساعدها ذلك في تحقيق أرباح جيدة حتى عند مستويات منخفضة لأسعار النفط، الأمر الذي يجعل أنشطتها التجارية أكثر تنافسية واستدامة.

وأفاد التقرير، الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأنه على عكس ما كان الأمر، في الأعوام القليلة الماضية، عندما كانت الشركات المنتجة للنفط الصخري في الولايات المتحدة بمثابة كابح للأسعار المرتفعة للنفط العالمي، فإن هذه الشركات مستقبلاً ستصبح جزءاً دائماً من معادلة الإمداد النفطي العالمي وتحديد الأسعار، مشيراً إلى أنه في حالة استمرار توجهات السوق هذه، فقد تصبح أميركا أكبر منتج للنفط الخام في العالم خلال العام الجاري.

وذكر التقرير أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تتوقع ارتفاع الإنتاج النفطي الأميركي إلى 11.2 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري، بعد أن سجل متوسطاً قدره 10.6 ملايين برميل في اليوم، خلال العام الماضي، مرجعاً ذلك إلى التوسيع الهيدروليكي والتقدم في استخراج النفط الصخري.

وأضح أن إنتاج النفط الصخري يشكّل، في الوقت الحالي، نحو 65% من إجمالي إنتاج النفط في أميركا.

تأثير مباشر

وأضاف التقرير أن تصدّر الولايات المتحدة قائمة منتجي النفط في العالم سيكون له تأثير مباشر في الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، إذ إن مع ارتفاع الإنتاج في أميركا فإن الكميات الزائدة ستحتاج إلى أن يتم تسويقها في الأسواق الخارجية، لافتاً إلى أنه مع تحقيق شركات الطاقة الأميركية حصة أكبر في السوق العالمية، فإن من المرجح أن تتعرض حصص أعضاء «أوبك» إلى التناقص.

وبيّن التقرير أنه إضافة إلى ذلك، فإن من التأثيرات الأخرى التي قد تظهر في المستقبل القريب، أن تفقد «أوبك» بعضاً من قوتها في تحديد أسعار النفط، مع وجود دولة جديدة في صدارة السوق.

ضغوط

ورأى تقرير «غرفة دبي» أن عودة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، فضلاً عن عودة مستثمري صناديق التحوط (المضاربون) إلى سوق العقود النفطية الآجلة، تشكلان زيادة في الضغوط التصاعدية على أسعار أسهم النفط، وكذلك عودة الحديث بين تجار النفط عن ارتفاع سعر البرميل إلى 80 دولاراً أو حتى 100 دولار.

وذكر التقرير أن هذه الزيادة في السعر تعد قصيرة المدى، على الرغم من أنها تفيد أعضاء «أوبك»، لكن تصاحبها مساوئ تأتي لاحقاً على المدى المتوسط، حيث تحفز مزيداً من الاستثمارات الرأسمالية بإنتاج النفط في الولايات المتحدة وكذلك من المتوقع في أسواق متقدمة أخرى، ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى كبح ونقض الكثير من المكاسب التي تحققت عند ارتفاع الأسعار.

ولفت إلى أن الدول الأعضاء في «أوبك)» بدأت تجني ثمار قرارها باستمرار خفض إنتاجها من النفط الخام، خلال العام الماضي، وذلك في إطار مساعيها للتخلص من تخمة المعروض في السوق العالمية للنفط الخام، وبالتالي دفع الأسعار نحو الارتفاع، موضحاً أن أسعار خام «برنت» سجلت مكاسب بنسبة 47% بنهاية أبريل 2018، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017.

وأكد التقرير أنه على الرغم من أن ذلك يمثل أخباراً إيجابية للمجال النفطي بشكل عام، إلا أن الدول المنتجة غير الأعضاء في «أوبك» حققت منافع أكثر من هذا التحول في محركات التسعير والإنتاج، لافتاً إلى أن بروز الولايات المتحدة ليس فقط كدولة جديدة منتجة للنفط، إنما أيضاً كمصدر رئيس لمنتجات النفط الخام.

حفارات جديدة

وأوضح التقرير استناداً إلى بيانات اقتصادية، أنه بنهاية أبريل 2018 أضافت شركات النفط الأميركية حفارات نفطية جديدة لخمسة أسابيع متتالية، حيث أدت الأسعار المرتفعة للنفط الخام إلى زيادة أرباح هذه الشركات، وحفزتها لضخ مزيد من الاستثمارات، ما أدى إلى ارتفاع عدد الحفارات النفطية إلى 834، مشيراً إلى أن ذلك يعد أكبر عدد تبلغه الحفارات منذ مارس 2014، غير أنه وفقاً لشركة الخدمات المالية الأميركية «كوين آند كو»، فإن 58 من بين 65 شركة للتنقيب والإنتاج النفطي، تقوم الشركة برصدها، أشارت إلى أنها خططت لزيادة إنفاقها الرأسمالي في العام الماضي بنسبة 11%.

وذكر تقرير «غرفة دبي» أن عدد الحفارات النفطية الأميركية يعتبر بمثابة مؤشر مبكر إلى الإنتاج النفطي الأميركي في المستقبل، مضيفاً أنه من اللافت مشاهدة الشركات الأميركية تقوم بزيادة إنتاجها في الوقت الذي تبذل الدول أعضاء في «أوبك» جهوداً كبيرة لخفض الإنتاج العالمي. وأشار التقرير إلى أن محللي الطاقة بينوا أن عدد الحفارات النفطية الأميركية ارتفع بنحو 200 حفارة، خلال العام الماضي، معتبرين أن ارتفاع عدد الحفارات يؤدي إلى زيادة الإنتاج.


معدلات قياسية

أوضح تقرير غرفة تجارة وصناعة دبي أنه، وفقاً لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن إجمالي إنتاج النفط الأميركي بلغ، حتى أبريل 2018، أعلى معدلاته القياسية على الإطلاق، حيث وصل إلى 10.6 ملايين برميل يومياً، وبالتالي ارتفعت الصادرات النفطية الأميركية إلى كميات قياسية بلغت 8.3 ملايين برميل في اليوم، حيث يمثل ذلك زيادة قدرها 75% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017.

تصدُّر الولايات المتحدة قائمة منتجي النفط في العالم يؤثر مباشرة في «أوبك».

إنتاج النفط الصخري يشكّل نحو 65% من إجمالي إنتاج النفط الأميركي حالياً.

200

حفارة نفط أميركية جديدة خلال 2018.

تويتر