تبدأ بالإمارات وعمان والسعودية ولاحقاً الكويت والبحرين

دراسة لمد شبكة غاز تضم 5 دول خليجية

المزروعي والفالح أعلنا مشروع «شبكة الغاز الخليجية» على هامش «أسبوع أبوظبي للاستدامة». تصوير: نجيب محمد

أكد وزير الطاقة والصناعة، سهيل المزروعي، ووزير الطاقة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، خالد الفالح، أن هناك دراسة يجري العمل عليها حالياً لمد شبكة غاز خليجية مشتركة، تضم الإمارات والسعودية وسلطنة عمان، تليها في مرحلة لاحقة الكويت والبحرين، مشيرين إلى أن وجود مثل هذه الشبكة مهم للمنطقة التي تتطلع للربط مع دول عربية أخرى، مثل مصر والأردن والعراق. جاء ذلك في تصريحات صحافية للوزيرين في أبوظبي، أمس، على هامش فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة وقمة طاقة المستقبل».

دول الخليج

وتفصيلاً، قال وزير الطاقة والصناعة، سهيل المزروعي، إن «دول الخليج يوجد بينها حالياً ربط كهربائي، وهناك مناقشات تمت بين الإمارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، بشأن التكامل في مجال الغاز الطبيعي، من خلال مد شبكة تضم الدول الثلاث، ثم تضم كلاً من الكويت والبحرين»، مؤكداً أن التصور هو مد شبكة أنابيب تربط دول الخليج، كما هو الحال بالنسبة لشبكة الربط الكهربائي، بهدف تحقيق التكامل وأمن الطاقة وضمان توزيع الغاز.

وأضاف أن «الإمارات وعمان لديهما ربط الآن في مجال الغاز، وهذا ربما يتوسع لربط دول عربية مثل العراق ومصر والأردن، بعد إتمام الربط الكهربائي بها».

وأشار المزروعي إلى أن استخدام الطاقة الشمسية أرخص من استخدام الغاز، في وقت النهار، لزيادة كفاءة الطاقة، لافتاً إلى أنه مازال هناك احتياج للغاز بجانب الطاقة الشمسية، حيث لا تؤمن الأخيرة طاقة لمدة 24 ساعة، عكس الغاز. ولفت إلى أن الطاقة الشمسية أصبحت بلا منافس كأرخص أنواع الطاقة المتجددة، لكن لا يمكن الاعتماد عليها طوال اليوم، لذا مازلنا نستخدم الغاز في توليد الكهرباء، ولابد من تكامل المصدرين.

الاقتصاد العالمي

من جانبه، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، خالد الفالح، خلال تصريحات له أمس، إنه «لا توجد لديه مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وأن هناك نية لمد شبكة لخطوط الغاز تربط بين السعودية والإمارات وعمان».

وأشاد الفالح بالمشروع النووي الإماراتي، قائلاً: «زرت على مدار يومين (المشروع)، وأشعر بفخر كبير تجاه الإنجاز الذي تحقق في موقع (براكة)، حيث يتم استخدام أحدث ما تم التوصل إليه عالمياً من تقنيات».

الطاقة المتجددة

إلى ذلك، كشف تقرير جديد أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، أمس، بعنوان «تحليل سوق الطاقة المتجددة.. دول مجلس التعاون الخليجي 2019»، وذلك على هامش فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، عن أن الطاقة المتجددة هي الشكل الأكثر تنافسية لتوليد الطاقة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أسهمت وفرة الموارد وأطر العمل الفعّالة في انخفاض أسعار الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى أقل من ثلاثة سنتات أميركية لكل كيلوواط ساعة، في حين وصلت أسعار الطاقة الشمسية المركزة القابلة للتوزيع إلى 7.3 سنتات لكل كيلوواط ساعة، وهذا أقل من كلفة توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في بعض مرافق المنطقة.

وأشار التقرير الصادر إلى أن تحقيق الأهداف المحددة لعام 2030 من شأنه أن يعود بفوائد اقتصادية كبيرة على المنطقة، بما في ذلك خلق أكثر من 220 ألف فرصة عمل جديدة، وتوفير ما يزيد على 354 مليون برميل من النفط المكافئ في قطاعات الطاقة الإقليمية. ويمكن لتحقيق هذه الأهداف أيضاً أن يسهم بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع الطاقة بواقع 136 مليون طن (انخفاض بنسبة 22%)، وخفض استهلاك المياه في هذا القطاع بواقع 11.5 تريليون لتر (انخفاض بنسبة 17%) في عام 2020.

فيما، قال سهيل المزروعي إن «التزام دولة الإمارات بتنويع مزيج الطاقة هو ركيزة أساسية في تحقيق أهداف النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة على المدى الطويل. وفيما نتطلع إلى إضافة المزيد من القدرة الإنتاجية للطاقة لمواكبة تنامي عدد السكان وتوسع الاقتصادات، ستواصل مصادر الطاقة المتجددة دورها المحوري كمحرك للتنمية الاقتصادية منخفضة الكربون».

من جهته، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، عدنان أمين: «تُعدّ منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر المناطق جاذبيةً في العالم لتطوير مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع، وذلك نتيجةً لوفرة الموارد والبيئة السياسية المواتية، بالتوازي مع تسجيل انخفاض قياسي في أسعار الطاقة المتجددة».

وكانت القدرة المركبة للطاقة في المنطقة قد بلغت نحو 146 غيغاواط أواخر عام 2017، تمثل الطاقة المتجددة منها 867 ميغاواط. وتستأثر دولة الإمارات لوحدها بنسبة 68% من هذه القدرة، ويشكّل ذلك زيادة بواقع أربعة أضعاف عن القدرة المسجلة في عام 2014. وتأتي السعودية في المرتبة الثانية بنسبة 16%، تليها الكويت بنسبة 9% من القدرة الإقليمية. وبموجب الخطط الحالية، سيتم تركيب ما مجموعه سبعة غيغاواط من القدرة الإنتاجية الجديدة للطاقة في المنطقة من مصادر متجددة بحلول مطلع العقد المقبل.

اقتصاد قوي

أكد وزير الطاقة والصناعة، سهيل المزروعي، أن تصريحاته بشأن توقعات البعض بوجود أزمة مالية قادمة تم تحريفها، ونسبت خطأ على أنها توقعات شخصية له، مؤكداً أنه قال إن «هناك توقعات من قبل البعض بوجود أزمة مالية في العالم، لكننا في دولة الإمارات متفائلون، ولدينا اقتصاد قوي». وأشار إلى أنه في ما يخص سوق النفط، كل التوقعات إيجابية، منوهاً بأنه لم يتحدث عن أسواق المال أو القطاع المالي حتى تنسب إليه توقعات بشأن أزمة مالية.

سهيل المزروعي:

• «التصور هو مد شبكة أنابيب تربط دول الخليج كما هو الحال بالنسبة لشبكة الربط الكهربائي».

تويتر