«الأوراق المالية»: أبرزها تسجيل قرارات المساهمين والتصويت والحوار مع إدارة الشركات (2- 2)

3 وسائل للتأثير في ممارسات الشركات بالحوكمة البيئية والاجتماعية

«الأوراق المالية» نصحت المستثمرين بالاطلاع على المواقع الإلكترونية للشركات التي يتم تداول أسهمها بين الجمهور. أرشيفية

أفادت هيئة الأوراق المالية والسلع بأن امتلاك أسهم في شركة، يمنح المستثمرين قناة لطرح قضايا الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية التي تهمهم.

وأكدت أن تسجيل قرارات المساهمين، والتصويت بنشاط في الجمعيات العمومية، والمشاركة في الحوارات النشطة مع فرق إدارة الشركات، تعتبر جميعها طرقاً يمكن للمستثمر أن يتبعها لاستخدام الأسهم التي يمتلكها، للتأثير في ممارسات الشركات في مجال الحوكمة البيئية، والاجتماعية والمؤسسية، وتشجيعها على تحسين هذه الممارسات.

حوكمة الشركات

ونصحت هيئة الأوراق المالية والسلع، في نشرة توعوية حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، المستثمرين بالاطلاع على المواقع الإلكترونية للشركات التي يتم تداول أسهمها بين الجمهور، لتتحقق إذا ما كان الناشرون يقدمون تقارير عن ممارساتها وأدائها في مجال سياسات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وفي العادة يكون ذلك تقريراً مستقلاً عن الاستدامة، أو يتم الإبلاغ عن هذا الموضوع في التقرير المالي السنوي للشركة.

وتفرض الهيئة على الشركات نشر هذه المعلومات في تقريرها السنوي عن حوكمة الشركات، وكذلك تستخدم هذه الموارد لترتيب أو إدراج الشركات في فئات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وعلى سبيل المثال، طور بعض مطوري المؤشرات مؤشراً للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، لتقييم وترتيب مجموعة مختارة من الشركات المسؤولة في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في أسواق الأسهم العربية، لرصد أدائها في تلك المجالات مقارنة مع شركات أخرى بالمنطقة.

السندات والصكوك

وتستخدم السندات و«الصكوك الخضراء» كأدوات لتمويل مشروعات تعود بفائدة إيجابية على البيئة أو المناخ. وغالبية السندات و«الصكوك الخضراء» الصادرة حتى اليوم، هي إصدارات حكومية. وتُصنف بأنها «خضراء»، استناداً إلى «استخدام المتحصلات» أو ارتباطها بأصول أو مشروعات «خضراء». ويتم تخصيص متحصلات هذه السندات للمشروعات الخضراء، لكنها مدعومة بميزانية الجهة المصدرة بأكملها.

فلسفة الصناديق

وأكدت الهيئة، في نشرتها التوعوية، أنه عادة تشير الفلسفة الاستثمارية للصندوق، المذكورة في نشرة اكتتاب الصندوق، إلى أي استدامة أو عوامل الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، التي يضعها فريق إدارة الاستثمارات في الصندوق بعين الاعتبار عند اختيار محفظته الاستثمارية. وتتضمن الأمثلة ممارسات التصويت والسياسات المتعلقة بقضايا الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في الشركات التي يتم الاستثمار فيها، أو الاستثمار في شركات أو تمويل يركز على الجوانب البيئية أو الاجتماعية، وما إلى ذلك.

تحديات الاستثمار

وبحسب الهيئة، فإن هناك نقصاً في توفير معلومات عالية الجودة ومتسقة وشاملة عن ممارسات الاستدامة في الشركات، وهو ما قد يحبط المستثمرين. ورغم ذلك، يسعى العديد من مزودي خدمة المعلومات، وغيرهم من مزودي الخدمات والمنصات المشابهة إلى حل هذه المشكلة في الوقت الراهن، بالإضافة إلى ذلك، ومع اقتراب تطبيق أنظمة تفرض على الشركات الإفصاح عن قدر كبير من المعلومات المتعلقة بممارساتها في الاستدامة، بناءً على المعايير الدولية للتقارير، لن توجد مشكلة في توفير المعلومات.

وقد تنطوي الاستثمارات على مخاطر معينة غير مرتبطة بأشكال أخرى من الاستثمارات، مثل المخاطر التنظيمية والتقنية والتجارية، والتي ترتبط على سبيل المثال بطاقات متجددة جديدة والطاقة النظيفة والمخاطر التي تعترض بعض الاستثمارات المؤثرة اجتماعياً والتي تتم في أسواق غير متطورة، حيث تواجه الأعمال أو الشركات غير الهادفة للربح مجموعة فريدة من التحديات.

وفي بعض الأحيان، يكون المعروض من الفرص الاستثمارية التي توفر حجماً وتأثيراً وعائداً مالياً، أقل من الطلب. ونتيجة لذلك، يمكن أن يشعر المستثمرون في الاستثمارات التأثيرية، بالإحباط عند البحث عن فرص تتوافق مع معايير الاستثمار واعتبارات الاستدامة التي يتبنونها. وبمجرد تنفيذ الاستثمار، قد تظهر تحديات في التوصل إلى استراتيجية جاذبة للخروج، إلا إذا كان يوجد سوق تداول نشطة لهذه الأدوات.

وقد يفتقد العديد من المستشارين الماليين الخبرة في مجال الاستثمار المستدام. ولحل هذه المشكلة يمكن أن يبحث المستثمرون عن صناديق استثمارية تركز على الاستثمار الذي يتوخى اعتبارات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، إذ سيعمل المستشارون المهنيون في إدارة واختيار الأوراق المالية، التي ستتكون منها هذه الصناديق.

الاستثمار المستدام

يشير الاستثمار المستدام والمسؤول إلى استراتيجيات الاستثمار، التي تسعى إلى دمج القيم البيئية والاجتماعية والأخلاقية الأخرى، في عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية، جنباً إلى جنب مع أهداف تحقيق العائد المالي. وكمستثمر نشط، يمكنك الاضطلاع بدور قوي للغاية في تعزيز ممارسات الاستدامة في الشركات المدرجة، عن طريق ممارسة سلطتك في الإدلاء بصوتك، ونقل استثماراتك إلى هذه الشركات.

ويوجد دليل يثبت أن الشركات، التي تتبنى ممارسات استدامة أفضل، وأداء اجتماعي وبيئي أفضل، توفر أداء مالياً أفضل، وقيمة استثمارية أفضل على المدى الطويل.

تويتر