مؤسسات حذّرت من ارتفاع الفائدة الجديدة وعدم القدرة على السداد

مخاطر خفية في قروض توحيد الديون

قرض توحيد الديون لا يقلل من إجمالي المستحقات. أرشيفية

أفادت مؤسسات متخصصة في الاستشارات المالية، منها «نيرد والت»، و«سمارت موني»، بأن توحيد الديون أو إعادة التمويل يتمثل في مفهوم بسيط، هو الحصول على قرض بسعر فائدة منخفض واستخدام المال لتسديد جميع الديون ذات الفائدة المرتفعة، وهذا يعني أيضاً التخلص من الدفعات الشهرية المتعددة، والالتزام بدفعة واحدة فقط للمقرض الجديد.

لكن المشكلة أن هذه الديون تبقى قائمة إلى جانب المخاطرة بأي أصول يتم التعهد بها كضمان إذا لم يكن المتعامل قادراً على استيفاء شروط القرض الجديدة. وهناك أسباب قد تقف عائقاً أمام توحيد الديون، خصوصاً عندما تكون الفائدة الجديدة مرتفعة، في ظل تدني الدرجات الائتمانية للمتعامل، وقد لا يكون الدفع الشهري ميسوراً، أو لا يمكن الاقتراض بما يكفي للتعامل مع جميع الديون.

وذكرت المؤسسات، أن قرض توحيد الديون لا يقلل من إجمالي المستحقات، فإذا كان المتعامل مديناً بمبلغ 50 ألف درهم على خمس بطاقات ائتمان، فمن الجيد استبدال هذه الدفعات الشهرية بدفعة واحدة فقط على قرض، لكن مستوى الدين الإجمالي يبقى دون تغيير، مشيرة إلى أن تسوية الديون تنطوي على التفاوض على تخفيض في المبلغ الذي يجب سداده للدائنين، لكن قرض توحيد الديون لن يساعد على ذلك، بل يجب أن تسدد كامل المبلغ مع الفوائد. وللحصول على قرض مناسب ستحتاج عادة إلى الحصول على درجة جيدة، ودليل على الدخل الثابت، كما أن بعض المقرضين يفرضون غرامة دفع مسبقة، أي معاقبة المتعامل على سداد قرض في وقت مبكر عما هو متوقع.

وأكدت أهمية تحديد قائمة بالديون وأهداف السداد، ومعرفة السرعة التي ينبغي التخلص منها، فتوحيد الديون مجرد عملية لنقل الأرصدة، لكن انخفاض سعر الفائدة قد يساعدك على سداد الديون في وقت أقرب، لافتة إلى أنه قبل الدمج وللحد من معدل الفائدة يجب العمل على تسديد كامل الأرصدة الصغيرة، وسيؤدي ذلك إلى خفض معدل المخاطر، وهو أمر جيد لرفع التصنيف الائتماني.

وبيّنت أن الغرض من توحيد الديون هو توفير المال، من خلال اختيار قرض سيكلف أقل مبلغ مالي على المدى الطويل، مبينة أن توحيد الديون ليس جزءاً من الحل، عندما لا يستطيع المتعامل أن يغير من عاداته وينفق أكثر مما يكسب، وبالتالي من الضروري أن تكون الميزانية محكمة، بحيث لا تنمو الأرصدة الائتمانية مرة أخرى.

وأشارت المؤسسات إلى أن هناك العديد من برامج توحيد الديون السيئة، التي تفرض رسوماً إضافية وتكاليف فائدة مرتفعة، وقد لا تكون خياراً مفضلاً، ولذلك يجب التأكد من خفض سعر الفائدة على جميع الديون التي تدمجها.

فإذا كان لدى المتعامل قرض سيارة بفائدة منخفضة، بالإضافة إلى ديون بطاقات ائتمانية عالية الفائدة، يمكن حينها عزل قرض السيارة عن الديون الأخرى، لافتة إلى أهمية تجنب أي خيارات توحيد للديون تتطلب دفع رسوم معالجة أو استشارة كبيرة، سواء كانت دفعة مقدمة أو يتم احتسابها طوال فترة القرض.

وأوضحت أنه في حال كان المتعامل يسدد الحد الأدنى من المدفوعات مقابل أرصدة بطاقاته الائتمانية، فقد لا يكون توحيد الديون هو الحل الأمثل، وبالتالي يجب مقارنة فترات السداد والتكاليف مع بدائل أخرى لتخفيف العبء، فكثيراً ما يفشل توحيد الديون، لأن الناس يستمرون في استخدام بطاقات الائتمان لتغطية نفقاتهم، ما يفاقم الديون الجديدة فوق الديون القديمة، فالمتعاملون الذين يتطلعون إلى الجمع بين قروض عدة في حساب واحد يكونون في العادة مؤهلين للحصول على سعر فائدة منخفض، ويتطلعون إلى سداد قروضهم خلال فترة زمنية أقصر.

تويتر