نجحت في إيجاد صيغة تجارية قائمة على توظيف التكنولوجيا الحديثة

«أدنوك»: خطة للاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات مع إمكانية التحوّل إلى التصدير

سلطان الجابر: «نتخذ اليوم خطوات غير مسبوقة لتنفيذ استراتيجيتنا الشاملة للغاز».

كشف وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن «أدنوك» من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة وإعادة صياغة نموذج أعمالها نجحت في إيجاد صيغة تجارية مناسبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات، مع إمكانية التحوّل إلى مصدر للغاز الطبيعي.

وأضاف الجابر في كلمته الافتتاحية لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، الذي انطلقت فعالياته في أبوظبي، أمس: «نسعى إلى تطوير المكامن غير المطورة، والأغطية الغازية، والاستفادة بشكل أكبر من موارد الغاز الحامض، ونحن اليوم قادرون على تحقيق كل هذه الأهداف، من خلال التفكير بأسلوب مختلف ومبتكر».

وأشار إلى أن قطاع النفط والغاز يشكل مكمناً رئيساً للنمو الاقتصادي في العصر الصناعي الرابع، موضحاً أن العالم اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الازدهار غير المسبوق المدفوع بالتقدم السريع في التكنولوجيا ونمو الطبقة الوسطى عالمياً، التي سيصل تعدادها إلى خمسة مليارات نسمة بحلول عام 2030، وهو ما سيزيد من الطلب على الطاقة والمنتجات المشتقة من النفط والغاز.

وأوضح الجابر أن «هذه المرحلة التي تُعرف بالعصر الصناعي الرابع، تتجه نحو إحداث تحول كبير في النمو العالمي، سيزيد من الطلب على منتجات قطاع النفط والغاز، وبالتالي علينا العمل بجد لضمان أن يسهم قطاع النفط والغاز في تلبية الاحتياجات المتنامية للطاقة».

وأكد أن «أدنوك» مستمرة في وضع الأساسات اللازمة للاستفادة من الفرص الجديدة التي يوفرها العصر الصناعي الرابع، في إشارة إلى الإعلانات الاستراتيجية التي أصدرها المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي أخيراً، عن الزيادة التدريجية للسعة الإنتاجية من النفط إلى أربعة ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2020، وإلى خمسة ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، وإلى تطوير موارد الغاز.

وقال الجابر: «نتخذ اليوم خطوات غير مسبوقة لتنفيذ استراتيجيتنا الشاملة للغاز، حيث سنعمل وللمرة الأولى على تطوير مكامن أبوظبي غير التقليدية، من خلال مشروع مشترك بموجب اتفاقية شراكة مع (توتال)، كما ستضمن هذه الاستراتيجية ترسيخ مكانتنا كمورد موثوق للغاز الطبيعي المسال في المستقبل».

وأضاف: «لقد بدأت التطورات التكنولوجية تؤثر في جميع القطاعات، وحان الوقت لنركز اهتمامنا على تطوير قطاع النفط والغاز، ونحن في (أدنوك) على ثقة بأن الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا الحديثة والملائمة سيسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية، والارتقاء بالأداء وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي وتمكين الكوادر البشرية».

وذكر الجابر أن «أدنوك» تطمح إلى التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في مختلف مراحل وجوانب القطاع، بدءاً من منصات الحفر ووصولاً إلى منصات التداول، كما تعتزم الشركة من خلال دمج الابتكارات الحديثة في كل مجالات أعمالها، أن تصبح وجهة عمل مفضلة للشباب المواطنين من أصحاب المهارات العالية، والمتميزين في مجال التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، ومركزاً يجمع أفضل وأبرز العقول الشابة.

أهمية «أديبك»

أكد رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، المهندس عويضة مرشد علي المرر، أهمية دور «أديبك» في التعريف بالجهود التي تبذلها أبوظبي على مستوى تنسيق الجهود العالمية في قطاع الطاقة بشكل عام، والمساهمة الفاعلة في وضع الخطط والاستراتيجيات الفاعلة التي تضمن تحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المختلفة.

وقال إن «أديبك» يعتبر من أبرز المحطات السنوية التي يترقبها المعنيون على مستوى قطاع الطاقة العالمي، وذلك نظراً للموضوعات والنقاشات الغنية التي تتمحور حول أهمية تحقيق الاستفادة من موارد الطاقة، وتسخيرها على النحو الأمثل في خدمة أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم وفي دولة الإمارات.

وأضاف أن النجاح المميز الذي حقّقه المعرض منذ انطلاقته في عام 1984، والزخم الذي يكتسبه عاماً بعد عام، يعدان تأكيداً عملياً على مكانته في تعزيز التواصل البناء بين المعنيين بضمان الإمداد المستدام لموارد الطاقة على المستوى العالمي.

«أوبك» تواصل جهودها لتحقيق توازن السوق

شهدت الجلسة الافتتاحية لـ«أديبك» حلقة نقاش وزارية خاصة، تحت عنوان «إعادة تشكيل الأسواق: مواصلة حوار الطاقة العالمي»، بمشاركة وزير الطاقة والصناعة، سهيل المزروعي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية، خالد الفالح، ووزير الطاقة الروسي، ألكساندر نوفاك، والأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، محمد باركيندو، حيث تم التأكيد خلال الحلقة على أن «أوبك» تواصل جهودها لتحقيق توازن السوق.

وقال المزروعي، إن «سوق النفط تمتاز بديناميكية عالية، وما تم إنجازه خلال العامين الماضيين لا يصدق، حيث نجحت (أوبك) وشركاؤها من المنتجين غير الأعضاء من الاقتراب من التوازن، وسنرى خلال الاجتماع المقبل بعد ثلاثة أسابيع في فيينا، وضع السوق، ونضع الحلول للتأكد من استمرار الاستقرار».

من جهته، قال الفالح، إن «اجتماع فيينا يضم 25 وزيراً من (أوبك) والمنتجين من خارجها، وسنعمل معاً على إصلاح أي فجوات بين العرض والطلب»، لافتاً إلى أن «القراءات الأولية تشير إلى حاجة السوق إلى خفض مليون برميل يومياً للحفاظ على الاستقرار».

تويتر