شركات إماراتية تصنع وتصدّر اليخوت إقليمياً وعالمياً

ارتفاع الكلفة ونقص العمالة الماهرة والمنافسة الشديدة.. أبرز تحديات صناعة القوارب المحلية

صورة

قال مسؤولو شركات محلية وعالمية متخصصة في صناعة القوارب واليخوت الفاخرة، إن الإمارات تعد عاصمة صناعة القوارب واليخوت في المنطقة، كما أن السوق المحلية تعتبر الأكبر في القطاع من حيث المبيعات إقليمياً، مرجعين ذلك إلى توافر البنية التحتية اللازمة، لاسيما مراسي القوارب، ووجود مصنعين كبار لليخوت في الدولة.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش معرض «أبوظبي الدولي للقوارب 2018»، الذي انطلقت فعالياته مساء أول من أمس، أن العديد من الشركات الإماراتية لديها مصانع داخل الدولة وخارجها لتصنيع اليخوت، فضلاً عن تصدير منتجاتها إلى دول الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأستراليا والولايات المتحدة.

وأوضحوا أن هناك تحديات عدة تواجه صناعة القوارب واليخوت، أبرزها المنافسة الشديدة من كبار المصنعين، خصوصاً في أوروبا، إضافة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج، ونقص الأيدي العاملة الماهرة، فضلاً عن تباطؤ السوق العالمية

جودة الصناعة

وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة شركة الخليج لصناعة القوارب، محمد الشعالي، إن دولة الإمارات تعد عاصمة صناعة القوارب واليخوت في الخليج والشرق الأوسط وآسيا، لاسيما الفاخرة منها، مؤكداً أنه لا توجد أي دولة أخرى تنافس الإمارات في صناعة اليخوت بالمنطقة، خصوصاً من حيث جودة الصناعة والانتشار العالمي.

وأفاد الشعالي بأنه يوجد نمو قوي في الطلب على اليخوت الكبيرة، بينما الطلب مستقر بالنسبة لليخوت المتوسطة حالياً، وسط توقعات بزيادة الطلب خلال الربع الأخير من العام الجاري.

وبيّن أن «الخليج لصناعة القوارب» لديها ثلاثة مصانع، منها اثنان داخل الدولة، أحدها في عجمان والآخر في أم القوين، فيما المصنع الثالث في المالديف.

وأوضح الشعالي أن التحدي الذي يواجه نمو صناعة القوارب وزيادة الصادرات يتمثل في المنافسة الشديدة من جانب كبرى مراكز صناعة اليخوت في أوروبا، خصوصاً أنه لا توجد سمعة تجارية تاريخية قديمة لمنطقة الخليج في صناعة القوارب واليخوت، لافتاً إلى أن هذه الصناعة لاتزال ناشئة في الإمارات، لكنها حققت تقدماً كبيراً خلال وقت قصير.

السوق الأكبر

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «سيز آند ديزيرتس»، الوكيل الحصري لشركة «أزيموت» لصناعة اليخوت في الشرق الأوسط، أحمد العميري، إن سوق الإمارات تعد الأكبر في مجال القوارب واليخوت من حيث المبيعات في منطقة الخليج والشرق الأوسط، كما تعد مركز صناعة القوارب واليخوت في المنطقة بأكملها، مشيراً إلى أن الإمارات تأتي في المرتبة التاسعة عالمياً على مستوى العالم في تصنيع اليخوت خلال العام الجاري، وفقاً للتقارير العالمية.

وأرجع العميري ذلك إلى توافر البنية التحتية اللازمة في الإمارات، خصوصاً مراسي اليخوت، ووجود مصنعين كبار لليخوت في الدولة، مع توافر الخدمات البحرية بجودة عالية، فضلاً عن توافر جهات للسياحة البحرية في دبي وأبوظبي غير موجودة في بقية دول المنطقة.

وأكد أن الإمارات تشهد نمواً في عدد اليخوت الكبيرة والفاخرة بشكل خاص، متوقعاً أن تزيد مبيعات اليخوت في الإمارات 8% على الأقل بنهاية العام الجاري، كما تجهز دبي حالياً مشروعات ومرافق كبيرة لليخوت كبيرة الحجم، التي يزيد حجمها على 200 قدم، ما يحقق نقلة في قطاع سياحة اليخوت العملاقة خلال الفترة المقبلة في الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص.

لكن العميري لفت في الوقت ذاته إلى أن هناك تحديات تواجه نمو هذه الصناعة في الإمارات على النطاق العالمي، أهمها صعوبة إيجاد الأيدي العاملة الحرفية الماهرة في هذه الصناعة، لاسيما العمالة المؤهلة لتصنيع قياسات معينة من اليخوت، فضلاً عن ارتفاع كلفة التصنيع مقارنة ببعض الدول الأوروبية الراسخة في هذه الصناعة منذ سنوات طويلة.

نمو ملموس

بدوره، قال رئيس شركة الفلاسي لتصنيع القوارب، علي غانم الفلاسي، إن دولة الإمارات تعد أكبر مركز لتصنيع اليخوت في منطقة الشرق الأوسط والخليج، فيما من المتوقع حدوث نمو ملموس في حجم السوق بنهاية العام الجاري.

وأضاف أن الشركة لديها مصنع لتصنيع القوارب في دبي، مشيراً إلى أن العديد من الشركات المحلية تقوم بالتصدير إلى الخارج، سواء إقليمياً أو عالمياً.

وبيّن أن أكبر التحديات التي تواجه صناعة القوارب يتمثل في أوضاع السوق العالمية في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم حالياً، ما يؤثر في نمو الصناعة بشكل عام.

المرتبة الأولى

في السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لشركة «جالبوت» الإماراتية، شكيب بوعياد، إن الإمارات تحتل المرتبة الأولى في تصنيع اليخوت والقوارب في المنطقة بأكملها، مشيراً إلى أن الدليل على تنامي الطلب على قطاع اليخوت في الدولة يتمثل في وجود معرضين كبيرين للقوارب واليخوت حالياً في الإمارات، الأول في دبي، والثاني معرض أبوظبي الدولي للقوارب.

وأكد بوعياد أن شركة «جالبوت» إماراتية 100%، موضحاً أنها تقوم بتصميم وتصنيع القوارب بشراكة ألمانية في ثلاث مناطق، تشمل الإمارات وألمانيا وشرق آسيا، حيث يجري التصنيع بالقرب من مراكز الطلب على اليخوت والقوارب، لتقليل كلفة الإنتاج وفقاً للطلب، لافتاً إلى أن الشركة تقوم بالتصدير إلى دول مجلس التعاون الخليجي، كما تم إبرام اتفاق حديث لبدء للتصدير إلى الولايات المتحدة.

واعتبر أن أهم التحديات التي تواجه صناعة اليخوت في الإمارات يتمثل في كلفة التصنيع المرتفعة، وعدم توافر النظم التكنولوجية المتكاملة للتشغيل، مشيراً إلى أن «جالبوت» سدت النقص جزئياً في هذه الأنظمة خلال الفترة الماضية.

التصدير

إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «هاي بوت»، حمد بن عابد، إن الشركة تقوم بالتصدير إلى العديد من الدول الأوروبية، لافتاً إلى أن ارتفاع كلفة الإنتاج بسبب ارتفاع الإيجارات تحديداً تعد أهم التحديات التي تواجه الصناعة وزيادة التصدير للخارج، إذ إن التصدير تحديداً يتطلب استخدام خامات بجودة عالية للغاية لزيادة المنافسة على المستوى الخارجي، وهو ما يرفع الكلفة بشكل إضافي.


شركات محلية وعالمية أكدت أن الإمارات عاصمة صناعة اليخوت في المنطقة.

8 %

زيادة في مبيعات اليخوت بالإمارات، نهاية 2018.

نمو متوقع

قال رئيس مجلس إدارة شركة الخليج لصناعة القوارب، محمد الشعالي، إن الشركة حققت مبيعات بقيمة 500 مليون درهم، العام الماضي، متوقعاً نمواً يصل 10% في المبيعات بنهاية العام الجاري.

وأضاف أن الشركة تصدر أكثر من 60% من إنتاجها إلى أوروبا والبحر المتوسط وأستراليا وجنوب شرق آسيا، كما بدأت التصدير إلى إفريقيا.

تويتر