أهمّها الاستعداد لتحمّل المخاطر الاستثمارية وسهولة «الخروج» بخسائر قليلة

«الأوراق المالية»: 6 أساسات يجب مراعاتها قبل الاستثمار في السلع

«الأوراق المالية»: بعض أدوات الاستثمار في السلع مثل العقود المستقبلية ليست متوافقة تماماً مع مبادئ الشريعة الإسلامية. تصوير: باتريك كاستيلو

أكّدت هيئة الأوراق المالية والسلع أن هناك ستة أساسات يجب أن يلمّ بها المستثمر الراغب في الاستثمار في السلع، ومعرفة ما إذا كانت مناسبة له أم لا.

مخاطر الاستثمار في السلع

استعرضت هيئة الأوراق المالية، المخاطر الناجمة عن الاستثمار في السلع.

وأوضحت أن أسعار السلع، في معظم الأحيان، تكون عالية التقلب بسبب عوامل عدة، منها: عدم التطابق بين العرض والطلب عليها على المدى القصير؛ وتأثير عوامل من الصعب التنبؤ بها، مثل سوء الأحوال الجوية، والظروف السياسية، ومزاج المستثمرين، على أسعار السلع؛ فضلاً عن تأثير تغيّر مستويات النشاط الاقتصادي على الأسعار.

وأضافت الهيئة أن الاستثمار في بعض الأدوات، مثل العقود المستقبلية، يمكّن المستثمر من الحصول على مركز استثماري كبير عن طريق استثمار مبلغ صغير جداً نسبياً، فتكون قيمة المركز الاستثماري أضعافاً مضاعفة من مبلغ رأس المال الذي وضعه المستثمر، ويسمى هذا بـ«الرفع المالي» (financial leverage)، الأمر الذي يمكّن المستثمر من تضخيم الأرباح التي يحصل عليها، إلا أنه أيضاً يؤدي إلى تضخيم الخسائر إذا ما حدثت، وهكذا فإنه يعرّضه لخسائر أكبر بكثير من رأس المال الأصلي الذي استثمره، فيصبح مسؤولاً عن دفع مبالغ إضافية ضخمة قد لا يقدر عليها.

قدرات محدودة

استعرضت «الأوراق المالية» بعض الأمثلة للأفراد الذين تكون قدرتهم على اتخاذ مستويات عالية من المخاطر الاستثمارية محدودة، وبالتالي لا يُنصحون بالاستثمار في بعض أنواع السلع: وهم المستثمرون ذوو مستويات دخل أو أحجام مدخرات متوسطة أو محدودة، والمستثمرون الذين لديهم التزامات مادية كبيرة حالية أو متوقعة، وليس لديهم الوقت الكافي لتعويض الخسائر إذا ما حدثت، والمستثمرون كبار السن الذين يعتمدون على مدخراتهم للإنفاق منها بعد تقاعدهم.


بعض أنواع الاستثمارات في السلع، مثل الذهب

وصناديق السلع المتداولة في البورصة، تتمتع

بسيولة عالية.

وأوضحت الهيئة، في نشرة توعوية حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، أنه يجب قبل اتخاذ قرار الاستثمار في السلع، الحصول على المشورة والمساعدة من المستشار المالي الخاص بالمستثمر، أو المختصين في مجال الاستثمار في السلع، وأن ينظر المستثمر بعناية إلى اعتبارات عدة تتمثل في: الأهداف الاستثمارية، والاستعداد لتحمّل المخاطر الاستثمارية، ووجود خبرة ومعرفة كافيتين بأسواق السلع والعقود المستقبلية، فضلاً عن المدة الزمنية للاستثمار، ومراعاة السيولة - أي سهولة الخروج من الاستثمار واسترداد الأموال في وقت سريع وبخسائر قليلة - ومدى موافقة أدوات الاستثمار في السلع مع أحكام الشريعة الإسلامية للمهتمين بهذا النوع من الاستثمار.

وبينت الهيئة أن السلع لا تناسب المستثمر الذي يبحث عن استثمار يولّد له دخلاً منتظماً.

الأهداف الاستثمارية

وتفصيلاً، أكدت هيئة الأوراق المالية والسلع وجود ستة أساسات يجب أن يلمّ بها المستثمر الراغب في الاستثمار في السلع.

ولفتت الهيئة إلى الأساس الأول المتمثل في الأهداف الاستثمارية من حيث احتياجات المستثمر المالية، مثل حجم إنفاقه أو رغبته في زيادة حجم مدخراته، والعائدات التي يود الحصول عليها، ومستوى الربح الذي يرغب في الحصول عليه.

وأوضحت أنه في حال كان المستثمر يبحث عن استثمار يولّد له دخلاً منتظماً، فإن السلع ليست مناسبة له، نظراً لأنها لا تقدم دفعات منتظمة مثل دفعات الفوائد على السندات أو التوزيعات على بعض الأسهم، لكنها قد تعود عليه بأرباح ناتجة عن ارتفاع أسعارها إذا باعها بعد سنوات عدة.

تحمّل المخاطر

وأشارت «الأوراق المالية» إلى الأساس الثاني المتمثل في استعداد المستثمر لتحمّل المخاطر الاستثمارية: أي حجم الخسائر الذي باستطاعته تحمّله، ورغبته في ذلك.

وتابعت: «عادة ما تعتمد قدرته على تحمل مخاطر الاستثمار على عمره، وحجم مدخراته، ومصادر ومستوى دخله، وحجم نفقاته والتزاماته المادية والمدة الزمنية للاستثمار. أما رغبته في تحمل المخاطر فهو إحساس شخصي لدى المستثمر، إذ إن بعض المستثمرين يفضلون اتخاذ مستويات عالية من المخاطرة، لزيادة فرصهم في تحقيق عائدات أعلى، بينما يفضل البعض الآخر المتحفظ أن تكون نسبة المخاطرة محدودة».

الخبرة والمعرفة

ونصحت «الأوراق المالية»، المستثمرين الذين لا يتمتعون بالخبرة أو المعرفة الكافية بأسواق السلع والعقود المستقبلية، أو الذين لا يستطيعون الوصول إلى مستشاري الاستثمار من ذوي الخبرة والمعرفة الجيدة في هذه الأنواع من الاستثمارات، بعدم الدخول فيها.

المدة الزمنية للاستثمار

وذكرت الهيئة أن الأساس الرابع الذي يجب أن يلمّ به المستثمر الراغب في الاستثمار في السلع، يتعلق بالمدة الزمنية للاستثمار، موضحة أن بعض استثمارات السلع لا تولد أرباحاً إلا على المدى الطويل، ولذلك، إذا كان المستثمر يتوقع أن يحتاج إلى استرداد المبلغ الذي استثمره بعد مدة قصيرة لسداد أقساط قرض، أو دفع إيجار منزل مثلاً، فإن الاستثمار في السلع ليس مناسباً له.

السيولة المالية

ولفتت «الأوراق المالية» إلى أهمية السيولة، وتعني سهولة الخروج من الاستثمار واسترداد الأموال في وقت سريع وبخسائر قليلة.

وأوضحت الهيئة أن بعض أنواع الاستثمارات في السلع، مثل الذهب وصناديق السلع المتداولة في البورصة، تتمتع بسيولة عالية، أما بعض العقود المستقبلية التي تكون قليلة التداول، أو تمتد تواريخ انتهائها لفترات بعيدة، فقد لا تتمتع بميزة السيولة، ناصحة المستثمر الذي يتوقع أنه يحتاج إلى استرداد المبلغ الذي استثمره في وقت سريع لحاجة مادية طارئة، بألّا يدخل في هذا النوع من أدوات الاستثمار، فهي غير مناسبة.

أحكام الشريعة

ولفتت «الأوراق المالية» إلى أن بعض أدوات الاستثمار في السلع، مثل العقود المستقبلية، ليست متوافقة تماماً مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ولذلك، إذا كنت تفضل الاستثمار في الأدوات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية فإن هذا النوع من الاستثمار قد لا يكون مناسباً لك.

عائدات ومخاطر

وشددت هيئة الأوراق المالية والسلع أنه وكأيّ استثمار آخر، وبهدف تقييم جاذبية الاستثمار في السلع ومدى ملاءمته للمستثمر، فإنه يجب النظر في كل من العائدات التي يمكن الحصول عليها، والمخاطر التي يتعرض لها، قبل اتخاذ قرار الاستثمار فيها.

وأوضحت أن مصدر العائد الرئيس للاستثمار في السلع هو ارتفاع سعر السلعة عن سعرها وقت الشراء، أو السعر الذي اتفق على شراء السلعة به في المستقبل من خلال عقد مستقبلي.

ولفتت الهيئة إلى أن سعر السلعة يرتفع نتيجة للتغيرات في العرض والطلب عليها، وعوامل اقتصادية وغير اقتصادية أخرى. وعادةً ما ترتفع أسعار السلع في فترات الأزمات المالية والاقتصادية، كما يتوقع الكثير من المختصين في هذا المجال أن يساعد تزايد الطلب على سلع عدة ذات كميات إنتاج محدودة، على استمرار الارتفاع في أسعار هذه السلع على المدى البعيد.

وذكرت الهيئة أن هناك أنواع عائدات أخرى يمكن الحصول عليها بالاستثمار في عقود السلع المستقبلية، منها:

الفوائد التي يحصل عليها المستثمر على الأموال التي يضعها جانباً لاستخدامها في الوفاء بالتزاماته المادية عند حلول تاريخ انتهاء العقود المستقبلية التي استثمر فيها.

وتابعت أنه عندما تكون أسعار السلع في انخفاض أو متوقع لها الانخفاض، فإنه يمكن للمستثمر أن يحصل على عائدات عن طريق شراء عقود جديدة ذات تواريخ انتهاء أبعد، عند حلول تاريخ انتهاء عقده الأصلي، إذ تكون أسعار هذه العقود الجديدة أقل من سعر عقده الأصلي (وتسمى هذه العملية Rollover).

تويتر