تقرير لـ«غرفة دبي» يستعرض فرص تحويل الإمارة إلى مركز تجاري لتصدير لحوم الجمال والماعز المحلية

9% ارتفاعاً في واردات الإمارات من لحوم الأبقار الطازجة خلال 2016

«غرفة دبي»: الإمارة تتمتع بقطاعات دعم ذات طراز عالمي مثل التغليف والدعم اللوجستي والتمويل الإسلامي. أرشيفية

أفاد تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي بوجود فرص هائلة لتطوير وتنمية مزارع الماشية في دبي، والعديد من مجالات الأعمال التي تدور حول الزراعة وسلسلة توريد تربية الحيوانات.

وأكد التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه أن دبي تتمتع بقطاعات دعم ذات طراز عالمي (مثل التغليف، والدعم اللوجستي، والتمويل الإسلامي)، ويمكنها ترقية وضعها كمركز تجاري لتصدير أنواع معينة من اللحوم مثل لحم الجِمال، والأنواع المحلية الأخرى من لحوم الماعز، إلى مجتمعات المسلمين في أنحاء العالم.

كلفة النقل

بيّن تقرير «غرفة دبي» أنه يتم استيراد الماشية خلال تسعة أشهر في السنة عبر البحر، إلا أن ذلك لا يصبح مجدياً خلال أشهر الصيف بسبب الحرارة، وعوضاً عن ذلك، يستخدم الشحن الجوي الذي يعد أكثر سبل النقل كلفة، ما يزيد من كلفة الواردات، ويجعل المنتج المحلي بديلاً أكثر جذباً.

وكشف التقرير أن واردات الإمارات من لحوم الأبقار الطازجة ارتفعت بمعدل سنوي قدره 9% من حيث الكمية خلال عام 2016، فيما سجل إجمالي واردات لحوم الضأن والأغنام زيادة بنسبة 2%.

اللحوم الطازجة

وتفصيلاً، كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن دولة الإمارات استوردت 929 طناً من الأبقار الحية، و29 ألفاً و506 أطنان من الضأن والأغنام الحية في عام 2016، لتسجل بذلك انخفاضاً فعلياً بنسبة (96%) و(21%) على التوالي مقارنة بمستويات عام 2015.

وأشار التقرير إلى أن واردات الإمارات من لحوم الأبقار الطازجة ارتفعت بمعدل سنوي قدره 9% من حيث الكمية خلال عام 2016، فيما سجل إجمالي واردات لحوم الضأن والأغنام زيادة بنسبة 2%.

مستجدات موسمية

وأفاد التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأن الانخفاض الحاد الذي سجلته واردات الحيوانات الحية في عام 2016 لم يكن نتيجة لضعف الطلب المحلي على اللحوم الطازجة، لكن بسبب مستجدات وبائية وموسمية واقتصادية قللت من واردات أسواق معينة.

وأشار إلى أنه على سبيل المثال، كانت هناك قيود مفروضة على استيراد الأبقار الصومالية، إضافة إلى الضأن والأغنام الإيرانية والتركية، ما أحدث فجوة في السوق نتج عنها ارتفاع الأسعار في عام 2016. وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فقد استقرت الأسعار في عام 2017 حتى الآن مع استئناف واردات الحيوانات الحية، كما أسهمت الماشية المحلية بكميات كبيرة في المعروض بالسوق.

الأمن الغذائي

وشدد التقرير على أن الأمن الغذائي يمثل أهمية كبيرة في خطط التنمية طويلة الأمد لدى حكومة الإمارات، مؤكداً أنه على الرغم من البيئة الطبيعية القاسية، فقد خطت الدولة خطوات مهمة إزاء تقليل الاعتماد على الواردات في تلبية احتياجاتها من المنتجات الزراعية والحيوانية.

وأوضح أن سوق اللحوم الطازجة المحلية تزود من الحيوانات الحية التي يتم شراؤها من خلال الواردات والماشية المحلية، إضافة إلى استيراد اللحوم الطازجة والمبردة، لافتاً الى الاتجاهات التي بدأت تتشكل أخيراً بتزايد الاهتمام بشراء الضأن والأغنام المحلية، خصوصاً في موسم عيد الأضحى.

الماشية المحلية

وأفاد التقرير بأنه اعتباراً من عام 2015 فقد بلغ عدد رؤوس الماشية المحلية 4.8 ملايين تكونت من 2.2 مليون رأس من الأغنام، و2.1 مليون رأس من الضأن، و430 ألف رأس من الإبل، و75 ألف رأس من الأبقار.

وأوضح تقرير «غرفة دبي» أنه من حيث النمو فقد ظل الاتجاه إيجابياً في كل الفئات، مع تحقيق الضأن لأعلى نمو، إذ سجل أعلى معدل للنمو السنوي التراكمي قدره 11.4% بين 2011 و2015. وحلت الإبل في المرتبة الثانية بمعدل نمو 4.3%، في حين سجلت الأغنام 4%، فيما ظلت فئة الأبقار دون تغيير.

وقال التقرير إن إمارة أبوظبي، الأكبر من حيث المساحة في دولة الإمارات، تحظى بالحصة الكبرى من عدد الماشية في الدولة وقدرها 72%، إذ بلغت 3.5 ملايين رأس في عام 2015، ويشمل هذا العدد 1.8 مليون رأس من الضأن، و1.3 مليون رأس من الماعز، و384 ألف رأس من الإبل، و51 ألف رأس من الأبقار (باستثناء الأبقار في المزارع التجارية).

وجاءت المناطق الشمالية في المرتبة الثانية بعدد ماشية يبلغ إجمالاً 827 ألف رأس من الماعز، و299 ألف رأس من الضأن، و36 ألف رأس من الإبل، و20 ألف رأس من الأبقار، بينما تتكون أعداد الماشية في دبي من 86 ألف رأس من الماعز، و62 ألف رأس من الضأن، و11 ألف رأس من الإبل، و4000 رأس من الأبقار.

فرص تطوير

وقدّر التقرير أعداد الماشية في دبي اعتباراً من عام 2015 بنحو 163 ألف رأس، لافتاً إلى هذا العدد يعد قليلاً للغاية، مقارنة بأبوظبي التي يبلغ عدد الماشية فيها أكثر من 3.5 ملايين رأس.

وأكد التقرير أنه مع تقارب عدد سكان دبي مع عددهم في أبوظبي (2.8 مليون نسمة مقابل 2.9 مليون نسمة)، فإن الفجوة بين الطلب على اللحوم الطازجة والمعروض من الماشية المحلية في دبي، أكبر بكثير من أبوظبي، ما يؤسس فرصاً هائلة لتطوير وتنمية المزارع في دبي، والعديد من مجالات الأعمال التي تدور حول الزراعة وسلسلة توريد تربية الحيوانات.

وأوضح التقرير أن دبي تتمتع بقطاعات دعم ذات طراز عالمي (مثل التغليف، والدعم اللوجستي، والتمويل الإسلامي)، ويمكنها ترقية وضعها كمركز تجاري لتصدير أنواع معينة من اللحوم مثل لحم الجمال، والأنواع المحلية الأخرى من لحوم الماعز، إلى مجتمعات المسلمين في أنحاء العالم.

وقال إنه على الرغم من قلة تنافسية هذه اللحوم في السوق العالمية على أساس السعر، بسبب الكلفة العالية نسبياً للانتاج، فإن هناك جوانب مهمة مرتبطة بالجودة (المنتجات العضوية)، والسلامة الصحية، وحصولها على شهادات المنتجات الحلال، وكفاءة التسليم، وكلها نقاط بيع رئيسة يمكن أن تضيف مزايا تنافسية للمنتجات المحلية، سواء في الأسواق المحلية أو العالمية.

تويتر