تساعد على ضم 150 مليون متعامل للصيرفة الإسلامية بحلول 2021

خبراء: «فين تيك» تتيح فرصاً استثمارية جديدة في الاقتصاد الرقمي الإسلامي

خلال إحدى الجلسات التي عقدتها «تومسون رويترز» في مركز دبي المالي العالمي. من المصدر

أفاد خبراء في قطاعات اقتصادية ومالية مختلفة، بأن أنظمة وتقنيات الهندسة المالية الحديثة (فين تيك)، تتيح فرصاً استثمارية جديدة ومبتكرة في قطاع الاقتصاد الرقمي الإسلامي، كما تحفز على زيادة توجهات الابتكار ودعم جودة خدمات التمويل الإسلامي وتنافسيتها في الأسواق خلال الفترات المقبلة.

وقالوا خلال مشاركتهم في جلسات حوارية عقدتها مؤسسة «تومسون رويترز»، في مركز دبي المالي العالمي أمس، إن «فين تيك» تسهم في تشكيل فرص لتأسيس شركات صغيرة ومتوسطة في الخدمات الرقمية لخدمة القطاع المالي، فضلاً عن مساعدتها على ضم 150 مليون متعامل للصيرفة الإسلامية بحلول عام 2021.

الهندسة المالية الحديثة

وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، عبدالله محمد العور، إن «وسائل التداول والتمويل والصيرفة شهدت تطوراً كبيراً في أعقاب الثورة التقنية التي جاءت بما يسمى اليوم الاقتصاد الرقمي».

وأضاف العور في جلسات حوارية عقدتها مؤسسة «تومسون رويترز»، أمس، في مركز دبي المالي العالمي حول التوجهات والتطورات المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط، أن «ظهور تقنيات الهندسة المالية الحديثة الـ (فين تيك)، يفتح مجالاً واسعاً للاستثمار في الاقتصاد الرقمي الإسلامي، اذ إن هذا القطاع الذي لايزال قادراً على استقبال كل ما هو جديد، كما يشكل فرصة لتأسيس الأعمال والشركات الجديدة، لاسيما الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الاقتصاد الرقمي والهندسة المالية الرقمية».

وأشار إلى أن «الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، يُنظر إليها اليوم، من قبل المستثمرين ولاسيما الشباب منهم، على أنها أرض الفرص الواعدة للأعمال التي تقوم على الأسس التي أنتجتها ثورة الاتصال وطفرة المنتجات المالية الرقمية».

وبين العور أن «ما يزيد من فرص الاستثمار في التكنولوجيا وفي تقنيات الهندسة المالية، هو توفير دبي أول مسرّع لـ (فين تيك) في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، الذي أطلقه مركز دبي المالي العالمي من أجل توفير وسائل منخفضة التكاليف لتطوير شركات الـ(فين تيك) بالتزامن مع التحسين المتواصل للإطار القانوني لأنشطة التمويل الفردي والجماعي».

وذكر أنه «في دلالة على حجم الأثر الإيجابي لتقنيات الـ (فين تيك) في الاقتصاد الإسلامي، أشار تقرير حديث صادر عن مؤسسة (إرنست أند يونغ) إلى أن المنتجات التي تعمل شركات الـ (فين تيك) على ابتكارها قادرة على ضم 150 مليون متعامل للصيرفة الإسلامية بحلول عام 2021».

زيادة الأصول

وقال العور إن «الدمج بين حجم الطلب على منتجات التمويل الإسلامي وبين تقنيات الهندسة المالية الحديثة، سيضاعف ليس فقط عدد متعاملي المصارف والمؤسسات المالية، بل سيرفع حجم الأصول القابلة للاستثمار إلى معدلات قياسية خلال فترة زمنية محدودة، خصوصاً أن هناك طلباً كبيراً وفي ازدياد يومي على منتجات التمويل الإسلامي».

وأوضح أن «تقرير الخدمات المالية التقنية العالمي لعام 2017 الصادر عن شركة (كابجيميني)، أفاد بأن حجم التمويل الجماعي المتوقع من خلال الـ (فين تيك) قد يصل إلى 90 مليار دولار في عام 2020، علاوة على أن سوق البرمجيات والبيانات قد تصل إلى 92 مليار في عام 2026».

مجالات جديدة

من جهته، قال رئيس قسم التمويل الإسلامي في مؤسسة «تومسون رويترز»، مصطفى عادل، إن «أنظمة (فين تيك) توفر مجالات استثمارية جديدة في قطاع الاقتصاد الرقمي الإسلامي، خصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة التي يمكنها الاستفادة من تلك الفرص»، لافتاً إلى أن «الـ (فين تيك) تعد بمثابة توجه مستقبلي ضروري للمؤسسات العاملة في الاقتصاد والتمويل الإسلامي، لدعم جودة خدماتها وتنافسيتها في الأسواق، لاسيما مع نمو سياسات اتباع تلك الأنظمة في أسواق مختلفة من العالم».

وأضاف عادل أن «(فين تيك) سترفع من تنافسية خدمات مؤسسات التمويل الإسلامي، كما ستسهم عبر الخدمات الابتكارية التي توفرها في تقليل النفقات سواء على المؤسسات أو الأفراد، فضلاً عن زيادة معدلات الثقة للأفراد بخدمات التمويل الإسلامي»، مشيراً إلى أن «أبرز التحديات التي تواجه التحول لأنظمة الـ (فين تيك) تكمن في ضعف الوعي لدى بعض المؤسسات وتباين التشريعات المنظمة للأعمال في الأسواق».

بدوره، قال الرئيس الاقتصادي في مجلس تطوير الاقتصاد في البحرين، جيرمو كوتيليلين، إن «أنظمة (فين تيك) تعد بمثابة مجال خصب للابتكار في قطاع الخدمات المالية الإسلامية وتفتح المجال لفرص دخول أعمال جديدة في ذلك القطاع».

تويتر