تقلّل زمن الرحلات وترفع كفاءة استهلاك الوقود

«طيران الإمارات» تستخدم «المسارات المرنة» بين دبي وأوكلاند من دون توقف

الرحلة الجديدة التي ستنطلق في الأول من مارس ستعمل بـ«بوينغ 777-200LR». من المصدر

أفادت شركة «طيران الإمارات» بأنه من المنتظر أن يصبح مسار خدمة «طيران الإمارات» اليومية من دون توقف بين دبي وأوكلاند، التي ستنطلق في الأول من مارس المقبل، واحداً من أطول المسارات لرحلة جوية في العالم من حيث المسافة، مؤكدة في الوقت نفسه أنه بفضل التخطيط الجيد واستخدام تكنولوجيا ذكية، ستتمكن من إيصال مسافريها إلى وجهتهم في أقصر وقت ممكن مع رحلة الـ14 ألف كيلومتر.

وأوضحت الناقلة، في بيان، أنها ستستخدم مسارات مرنة قد تتغير يوماً بعد يوم للاستفادة من الرياح العكسية وتجنب الرياح الأمامية من أجل تقليل زمن تحليق الطائرة، مشيرة إلى أن هذه التقنية التي أثبتت جدواها، مقرونة بالاستغناء عن التوقف في أستراليا، ستسهم في تقليل زمن الرحلة من دبي إلى أوكلاند بنحو ثلاث ساعات.

وذكرت الشركة أن ذلك لا يعد جيداً للمسافرين فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى تحقيق مزيد من الكفاءة في استهلاك الوقود، الأمر الذي تضعه «طيران الإمارات» نصب عينيها دوماً ضمن جهودها البيئية.

وبينت «طيران الإمارات» أنه مع انطلاق أول رحلة لها من دبي إلى أوكلاند من دون توقف، ستوفر لمتعامليها في 39 وجهة أوروبية و38 وجهة في إفريقيا والشرق الأوسط، إمكانية السفر إلى أوكلاند بتوقف واحد فقط في دبي، لافتة إلى أنها ستشغل طائرة من طراز «بوينغ 777-200LR» لخدمة هذه الرحلة التي ستستغرق من دبي أقل من 16 ساعة، في حين تستغرق رحلة العودة من أوكلاند 17 ساعة و15 دقيقة.

الاستثمار في التكنولوجيا

«بوينغ 777-200LR»

تشترك طائرة «بوينغ 777-200LR» مع «بوينغ 777-300ER» في طول الجناح، لكن الأولى تستطيع الطيران إلى مدى يصل إلى 8400 ميل بحري، بحمولة كاملة من الركاب والشحن. وتضم 266 مقعداً بتقسيم الدرجات الثلاث: ثمانية أجنحة خاصة في الأولى، و42 مقعداً في درجة رجال الأعمال و216 مقعداً في السياحية.

 

وقال نائب رئيس طيران الإمارات لخدمات العمليات وإدارة الحركة الجوية، جيف هاونسل، إن «(طيران الإمارات) تواصل الاستثمار في المبتكرات التكنولوجية، كما تستخدم أفضل الممارسات في ضبط أنظمة تخطيط الرحلات الجوية، وإيجاد أفضل المسارات التي تأخذ في الاعتبار الأحوال الجوية لضمان اختصار الوقت وخفض حرق الوقود وكمية الانبعاثات، وذلك مع عدم التفريط في سلامة وراحة الركاب وطاقم الرحلة».

وأضاف هاونسل أن «الإعداد والتخطيط لرحلة الـ14 ألف كيلومتر الجديدة تطلبا جهوداً كبيرة، ومع إنجاز المهام الملقاة على عاتق مختلف الأقسام والشركاء، فإننا نتطلع إلى تقديم أفضل الممارسات التكنولوجية في مجال إدارة المسارات والرحلات، وتوفير تجربة مثالية لركاب رحلتنا المقبلة من دون توقف إلى أوكلاند».

وتابع: «لطالما كانت خيارات المسارات المرنة الجديدة موضع اهتمام كبير من (طيران الإمارات)»، مشيراً إلى أن «خدمات الملاحة الجوية الأسترالية (إيرسيرفيسيز أستراليا) وخدمات الملاحة الجوية النيوزيلندية (إيرويز نيوزيلند) شريكان رئيسان في هذه المبادرة».

وذكر أن «معظم وقت رحلة بوينغ 777-200LR سيكون في المجال الجوي الذي تديره أستراليا»، لافتاً إلى أن «(طيران الإمارات) عملت مع (إيرسيرفيسيز أستراليا) طوال العقد الماضي لضبط مسارات الرحلات واستخدام التكنولوجيا التي سيتم تطبيقها على خط دبي - أوكلاند المباشر».

وأكد هاونسل أن «نظام المسار AUSOT أثبت جدواه، وسيحقق استخدام هذا البرنامج على خط دبي - أوكلاند فوائد كثيرة من دون التأثير في العمليات أو على الطائرات الأخرى المتجهة إلى أستراليا»، مشيراً إلى أن «(إيرسيرفيسيز أستراليا) تدير 11% من المجال الجوي العالمي».

أفضل المسارات

من جهته، قال المدير العام لمراقبة الحركة الجوية في «إيرسيرفيسيز أستراليا»، جريج هود، إن «عدداً من مسؤولي مراقبة الحركة الجوية وخبراء البيئة عملوا مع فريق التخطيط لدى (طيران الإمارات) لإيجاد أفضل المسارات شرقاً وغرباً التي ستربط الرحلة مع مساراتنا المرنة القائمة Flex Tracks ومناطق المسارات المفضلة UPR من قبل المستخدمين». وأضاف هود أن «أنظمة (إيرسيرفيسيز أستراليا Flex Tracks وUPR ستساعد (طيران الإمارات) على تحقيق وفورات في الوقود والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي، كما ستخفض زمن الرحلات على اختلاف الأيام والفصول، اعتماداً على حركة الرياح واتجاهها، بالنسبة للتيارات المنبعثة من المحركات النفاثة».

أكفأ خدمة

بدورها، قالت المدير التنفيذي للعمليات في «إيرويز نيوزيلند»، بولين لامب، إن «المراقبين الجويين يتطلعون إلى استقبال (بوينغ طيران الإمارات) في المنطقة»، مبينة أن «خدمات الملاحة الجوية النيوزيلندية تدير أكثر من 1.2 مليون حركة جوية سنوياً ضمن مجال جوي مساحته 30 مليون كيلومتر مربع عبر نيوزيلندا والمحيط الهادئ وبحر تسمانيا».

وأضافت لامب أن «مراقبي (إيرويز نيوزيلند) سيتولون توجيه طائرة الإمارات الـ(بوينغ 777-200LR) في رحلاتها الطويلة خلال الساعة الأولى والساعة الأخيرة لكل رحلة، لضمان حصول هذه الطائرة على أكفأ وأفضل خدمة ممكنة».

وأفادت بأن «(طيران الإمارات) ستستفيد من قدرات (إيرويز نيوزيلند) على توفير مسارات جديدة ذات كفاءة في استهلاك الوقود إلى أوكلاند، ودرجة عالية من المرونة باستخدام المسارات المفضلة ذات الكفاءة العالية، بما في ذلك إمكانية مراجعة وتغيير مسارات الرحلات أثناء الطيران»، لافتة إلى أن «ذلك يتيح لـ(طيران الإمارات) اختيار المسارات الأعلى كفاءة في الوقود والكلفة في كل مرة».

يشار إلى أن الرحلة الجديدة من دون توقف، ستخدمها 13 مضيفة ومضيفاً وأربعة طيارين، ما يوفر فترات راحة للطاقم أثناء الرحلة.

وستغادر رحلة «طيران الإمارات» الجديدة «إي كيه 448» يومياً دبي عند الساعة 10:05 صباحاً وتصل أوكلاند الساعة 11 من صباح اليوم التالي. ويمكن للركاب عند وصولهم إلى أوكلاند متابعة رحلاتهم إلى محطات أخرى في نيوزيلندا من خلال شركة «جيت ستار» التي ترتبط معها «طيران الإمارات» باتفاقية رمز مشترك.

أما رحلة العودة «إي كيه 449» فتغادر أوكلاند عند الساعة 9:30 مساء لتصل دبي الساعة 5:45 من صباح اليوم التالي. وتتيح هذه الرحلة للركاب متابعة سفرهم على رحلات «طيران الإمارات» إلى 38 وجهة أوروبية ووجهات عبر الهند وإفريقيا والشرق الأوسط.

تويتر