تركز على دعم معايير السلامة وتقليل كلفة ووقت الإنتاج
شركات دولية تطلق منتجات وأنظمة ذكية لصناعة الطائرات
الشركات كشفت عن منتجاتها خلال فعاليات معرض دبي الدولي للطيران 2015. تصوير: أحمد عرديتي
أعلنت شركات دولية، مشاركة في فعاليات معرض دبي الدولي للطيران 2015، إطلاقها منتجات وأنظمة تقنية ذكية جديدة موجهة لقطاع صناعة الطيران، يركز بعضها على أنظمة تختص بمعايير الأمن والسلامة على الطائرات، فيما يركز البعض الآخر على تقليل وقت وكلفة إنتاج مكونات الطائرات، خصوصاً الصغيرة منها.
وأفاد مسؤولون في تلك الشركات بأن هناك تطورات متسارعة على صعيد التكنولوجيا المرتبطة بصناعة الطيران، خصوصاً في قطاع السلامة الجوية، مشيرين إلى أن هذه التكنولوجيا تستطيع إرسال معلومات الصندوقين الأسودين للطائرات بشكل فوري، اعتماداً على الإنترنت.
وذكروا، في الوقت نفسه، أن هناك معوقات مالية أمام تطور هذه التكنولوجيا، تتمثل في ارتفاع أسعار كلفتها التشغيلية.
ارتفاع الكلفة
|
جهاز متناهي الصغر قالت مدير الاتصال في شركة «تي إم دي» البريطانية لأنظمة صناعة الطيران، كولين كارتير، إن «الشركة طرحت للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ومن خلال فعاليات معرض (دبي للطيران 2015)، جهازاً متناهي الصغر، يعمل بتقنيات حديثة على الطائرات، ويتيح الربط الكامل للطائرات مع أنظمة الأقمار الاصطناعية»، مبينة أن «الجهاز يحتوي فوائد عدة، تشمل عدم أخذ أي حيز مكاني على الطائرات، سواء المدنية أو العسكرية، إضافة إلى كونه يربط الطائرات بشكل مستمر مع الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي يفيد في عمليات البحث والإنقاذ التي تنفذها الطائرات المخصصة لتلك الأغراض». وأضافت كارتير أن «هذه التقنية الجديدة تفيد أيضاً في معرفة مواقع الطائرات بشكل دقيق، عبر مراكز التحكم من خلال عمليات الربط مع بيانات الأقمار الاصطناعية»، لافتة إلى أن «الجهاز يعمل بقدرات طاقة مرتفعة، ومن المتوقع زيادة استخدامه بشكل موسع في أنحاء العالم، خلال الفترة المقبلة». |
وتفصيلاً، قال مدير تطوير الأعمال في شركة «تيليداين كنترولز»، ويليام سيسيل، إن «التكنولوجيا الجديدة تفرض نفسها على قطاع الطيران، على الرغم من ارتفاع كلفتها»، مشيراً إلى أن «التكنولوجيا الجديدة تتيح سهولة تراسل البيانات بين الطائرة والأرض بشكل فوري، إذ ترتبط نظم البيانات في الطائرة، ومنها الصندوقان الأسودان بمحطات أرضية لاستقبال البيانات، وذلك عبر الإنترنت».
وأضاف أن «وجود تقنيات جديدة سيكون من شأنه إرسال معلومات عن الطائرة في حالة التحليق، اعتماداً على شبكات الإنترنت الموجودة في الطائرة»، لكنه ذكر أن هناك معوقات مالية أمام تطور هذه التقنيات، تتمثل في ارتفاع كلفتها التشغيلية، لافتاً إلى أن الكثير من الناقلات الجوية لا يوجد فيها إنترنت، بسبب ارتفاع الكلفة الخاصة بشبكات الإنترنت الفضائي.
وأفاد سيسيل بأن «الناقلات المتطورة هي التي تراقب الجديد في أنظمة السلامة، وتحاول أن تجعلها على متن طائراتها»، مؤكداً أن «الناقلات الإماراتية تأتي على رأس هذه الناقلات التي تهتم بعنصر السلامة واعتماد أنظمة متطورة، إذ إنها من أولى الناقلات في العالم التي تتيح إنترنت فضائياً على متنها».
أنظمة السلامة
من جهتها، قالت مديرة خدمات المتعاملين في شركة «هانويل»، غيدا الحاج، إن «هناك تطوراً كبيراً في أنظمة السلامة»، مشيرة إلى أن «الكثير من الشركات في منطقة الخليج تتجه إلى اعتماد آخر التطورات المتعلقة بأنظمة السلامة».
وأضافت أن «ذلك يظهر من حجم الإنفاق على هذه التقنيات، والتي على الرغم من ارتفاع أسعارها في الوقت الحالي، إلا أنها ستفرض نفسها في الفترة المقبلة على الأجواء».
وذكرت الحاج أن «هناك تطورات على صعيد التكنولوجيا المرتبطة بالسلامة الجوية، وأهمها طريقة وسرعة إرسال البيانات التي من الممكن أن تكون مفيدة لرصد حركة الطائرات بشكل أسرع ولحظي، خصوصاً تلك الأمور المتعلقة بتكنولوجيا (البلاك بوكس)، أو الصناديق السوداء للطائرات».
وأفادت بأن «هناك متطلبات أمام شركات الطيران، خصوصاً في الخليج، من ناحية التركيز على معايير السلامة، وفق المعايير العالمية، ومتطلبات الشركات المصنعة لهذه الطائرات»، مؤكدة أن «الإمارات حققت مراكز متقدمة في هذا الجانب، إذ أبرزت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في تقريرها السنوي لعام 2014، مبادرات الإمارات في ميدان سلامة الطيران».
وأوضحت الحاج أن «(هانويل) تقدم الكثير من التقنيات المتعلقة بالسلامة الجوية، منها ماسحات (الباركود) لإدارة التذاكر والأمتعة، وأنظمة الحرائق، والأنظمة الأمنية، ومراقبة الدخول، وأنظمة توجيه الطائرات أثناء الهبوط، وأنظمة إدارة حركة المرور الأرضية في المطار»، لافتة إلى أن «الشركة تقدم حلاً متكاملاً للمطارات التي تحتاج إلى التكيف السريع مع التغيرات والتحديات الجديدة والمنافسة المتزايدة، بحيث تعزز تقنيات الشركة رفع الكفاءة داخل المطار وفي الجو لضمان أمن المسافرين، وتحسين كفاءة مدرجات المطارات، فضلاً عن رفع مستوى إنتاجية المطارات».
«طباعة ثلاثية»
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إي صن» الدولية للأنظمة التقنية، كيفين يانغ، إن «شركته طرحت أنظمة ذكية تتيح الاحتفاظ بتصميمات إنتاج مكونات الطائرات، خصوصاً الصغيرة منها، والمعرضة للاستهلاك بشكل سريع، بحيث يتم تصنيعها وفقاً لتلك الأنظمة بشكل سريع في مراكز صيانة الطائرات في المطارات، من خلال أجهزة طباعة ثلاثية الأبعاد». وأضاف أن «تلك الأنظمة توفر وقت وكلفة إنتاج المكونات، بشكل يدعم عمليات الصيانة، فضلاً عن إمكانية استخدامها لتعويض أي مكونات للطائرات في المطارات، من خلال قدرتها على التصنيع لأي مواد خام».
وفي السياق ذاته، قال نائب الرئيس لتطوير الأعمال في شركة «بيم الدولية» لأنظمة التصنيع، فريدريك لوموليك، إن «شركته طرحت أيضاً تقنيات ذكية لتصنيع مكونات الطائرات بشكل فوري عبر أجهزة ذكية للطباعة ثلاثية الأبعاد»، موضحاً أن «تلك التقنيات تدعم سرعة التصنيع للمكونات، وتدعم عمليات الابتكار من خلال إعادة التصميم والتصنيع بشكل سلسن عبر أنظمة تعتمد على تشكيل المعادن والمواد الخام بكل أنواعها، من خلال النحت الذكي بأشعة الليزر».
واعتبر أن «الأنظمة الذكية للطباعة ثلاثية الأبعاد تعد بمثابة توجه مستقبلي لصناعة الطيران الذكية»، مضيفاً أن هذه الأنظمة تتيح التصنيع للمكونات بكلفة ووقت وجهد أقل من عمليات التصنيع التقليدية المستخدمة حالياً في شركات تصنيع مكونات الطائرات، إضافة إلى تميزها بسهولة الانتقال بأجهزة التصنيع لمناطق مختلفة وزيادة دقة التصنيع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news