توقعات بتزايدها مع الارتفاع غير المسبوق في عدد المسافرين جواً
«إياتا»: 28 ألف حادثة دولية مرتبطة بالركاب المشاغبين على الطائرات في 6 أعوام
«إيكاو»: مجتمع الطيران الدولي يشهد زيادة في حوادث الشغب وعدم الانضباط. أرشيفية
أفاد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، بأنه تم تسجيل 28 ألف واقعة وحادثة بسبب الركاب المشاغبين في الفترة بين عامي 2007 و2013 على متن الطائرات في الجو، موضحاً أن هذه الحوادث تشمل العنف ضد الطاقم والركاب الآخرين، فضلاً عن المضايقة وعدم اتباع تعليمات السلامة.
وكشف آخر إحصاءات «إياتا» عن زيادة كبيرة في نسبة الأحداث المرتبطة بالركاب المشاغبين التي وقعت في عام 2009، وصلت إلى 687% مقارنة بعام 2007.
من جهتها، أوردت اللجنة الفرعية الخاصة للجنة الشؤون القانونية المعنية بتحديث اتفاقية طوكيو، (الخاصة بالجرائم المرتكبة على متن الطائرات)، بخصوص مسألة الركاب المشاغبين، أنه في عام 1997، أشارت التقارير إلى ارتفاع بمقدار 400% لعدد تلك الحوادث مقارنة بمستويات عام 1995.
وذكرت اللجنة في الورقة التي وجهتها للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) بخصوص تعديل الاتفاقية، أن هذه التقارير تشير إلى اتجاه متصاعد، قائلة إنه «من المتوقع تزايد الحوادث التي تشمل السلوك المشاغب، والتي تقع على متن الطائرات، وينبغي ألا نفاجأ عندئذ من أن فريق خبراء أمن الطيران التابع لـ(إيكاو) أبلغ في مناسبات عدة أن مجتمع الطيران الدولي يشهد زيادة ثابتة في حوادث الشغب وعدم الانضباط».
الراكب المشاغب
وأوضحت أن «الراكب المشاغب أو غير المنضبط»، مصطلح يشير إلى الركاب الذين لا يحترمون قواعد السلوك على متن الطائرات أو اتباع تعليمات أعضاء الطاقم، وتالياً فهم يعرقلون النظام الجيد والانضباط على متن الطائرة.
وبينت اللجنة أنه إضافة إلى التزايد غير المسبوق في عدد المسافرين جواً، فقد تساعد عوامل أخرى أيضاً في تفسير هذه الظاهرة الناشئة، مشيرة إلى أنه من أبرز هذه العوامل: تعاطي المشروبات الكحولية والعقاقير غير القانونية، إضافة إلى جو مقصورة الركاب الخانق، وحظر التدخين، فضلاً عن تأخر مواعيد رحلات الطيران، وعدم وجود مسافة كافية للأرجل في مقصورة الركاب، إلى جانب ظروف الحصر والضيق على متن الطائرات، والخوف من الطيران، والحالة العقلية للركاب وطاقم الطائرة، علاوة على التدابير الأمنية، والتدريب غير المناسب للطاقم، ومستوى التوتر الداخلي الذي يشهده السفر الجوي في هذه الأيام.
ولفتت اللجنة إلى أن تعريف السلوك المشاغب واسع النطاق ويشمل عدم الامتثال لتعليمات طاقم الطائرة، وتعاطي المخدرات، والتحرش الجنسي، إضافة إلى الاعتداء الجسدي أو اللفظي، أو القيام بتهديدات، موضحة أنه في عام 2013، بلغ عدد حوادث السلوك المشاغب التي تم الإبلاغ عنها طواعية من قبل شركات الطيران إلى «إياتا» نحو 8000 حالة، إذ جاءت حالات تناول الكحوليات، التي تحدث غالباً بسبب استهلاك الكحوليات قبل الصعود إلى الطائرة، من بين أهم الأسباب المرتبطة بوقوع مثل هذه الحوادث، فيما تشمل العوامل الأخرى الانزعاج بسبب سلوكيات الركاب الآخرين، وإحباط المسافرين جراء القواعد المنصوص عليها مثل حظر التدخين أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، أو بعض العوامل النفسية التي تحدث قبل بدء الرحلة.
اتفاقية طوكيو
وحسب اللجنة تسري اتفاقية طوكيو على تلك الجرائم المرتكبة أثناء طيران الطائرة أو عندما تكون فوق أعالي البحار أو في أراضٍ غير خاضعة للسيادة، فضلا عن سريانها على تلك الأعمال، التي قد لا تشكل جرائم، لكنها تهدد سلامة الطائرة، أو حسن النظام والانضباط على متنها، ولا تحدد اتفاقية طوكيو جرائم أو أفعال معينة قد تشكل خطراً على سلامة الطائرة أو الأشخاص الموجودين على متنها، بل تترك ذلك لتقدير كل دولة طرف.
وأفادت اللجنة بأنه رغم أن اتفاقية طوكيو تتطرق للمسائل المتعلقة بإنزال الأشخاص من الطائرة وتسليمهم إلى السلطات المختصة على الأرض، إلا أنها لا ترشد على ما ينبغي القيام به، أو على الإجراءات التي ينبغي أن توجد في ما يتعلق بالجناة المزعومين حال إبعادهم من الطائرة، كما أنها لا تنص على حكم إلزامي بشأن تسليم المجرمين.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الطيران المدني الدولية في وقت سابق من العام الجاري خلال مؤتمر شاركت فيه 100 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة وتسع مؤسسات ومنظمات دولية، أنها اعتمدت رسمياً بروتوكولاً لتعديل اتفاقية طوكيو بشأن الجرائم المرتكبة على الطائرات والمبرمة في عام 1963.
وقالت المنظمة إن البروتوكول الجديد شكل ثمرة جهود أربع سنوات في ظل التصاعد المزعج لتواتر الوقائع التي تتضمن الركاب المشاغبين وغير المنضبطين على الرحلات الجوية التجارية المنتظمة. وذكرت المنظمة أن هذا البروتوكول الجديد لاتفاقية طوكيو يحسن بشكل كبير قدرة الدول الأعضاء في المنظمة على توسيع نطاق اختصاصها القضائي على الجرائم ذات الصلة، لكي يغطي دولة المشغل الجوي ودولة الهبوط، وسيعمل على تعزيز أمن النقل الجوي بواسطة توسيع نطاق الإقرار القانوني والحمايات القانونية لكي يشمل حراس الأمن على متن الطائرات من الآن فصاعداً.
وكانت الجمعية العمومية السنوية في دورتها السبعين للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، تبنت قراراً بالإجماع يدعو الحكومات وممثلي صناعة الطيران للعمل سوياً على اتخاذ مجموعة متوازنة من التدابير الفاعلة لردع ومواجهة القضية المهمة المتمثلة في السلوك المشاغب للمسافرين جواً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news