‬٪50 من المستخدمين يتلقون الأخبار العاجلة من خلال الشبكات الاجتماعية. أرشيفية

الأخبار الإيجابية أكثر انتشــــاراً من «المحزنة» عبر الإنترنـــــــت

كشف باحثون من جامعة «بنسلفانيا» الأميركية، نتائج دراسة أعدوها، تتناول الفرق في تناقل الأخبار بين وسائل الإعلام التقليدية، ووسائل الإعلام الاجتماعي الحديثة عبر الإنترنت.

ووجدت الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي كسرت عدداً من قواعد العمل الإعلامي المعتاد عليها في وسائل الإعلام التقليدية، من أبرزها إعطاء الأولوية لنشر وبث الأخبار السيئة، وإبرازها على حساب الأخبار الإيجابية وذات الصدى الجيد، وذلك بسبب اعتقاد تلك الوسائل بأن الخبر السيئ أكثر جذباً للمشاهد من الخبر الجيد، وهو ما لم يعد صحيحاً في عالم شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب الدراسة.

وبمراقبة سلوك المستخدمين عبر الانترنت بطرق مختلفة، اكتشف علماء الأعصاب وعلماء النفس، أن الأخبار الجيدة أسرع وأكثر انتشاراً من أخبار الكوارث والأخبار المحزنة.

ويقول عالم النفس الاجتماعي المساهم في البحث، جوناه بيرغر، إن «وسائل الإعلام التقليدية تسعى إلى جذب عيون المشاهد، دون الاهتمام بمشاعره، إلا أنه عند قيام المستخدم بمشاركة قصة ما مع أصدقائه على شبكات التواصل الاجتماعي، فمن طبيعة المستخدم إبداء مزيد من الاهتمام حول كيفية التفاعل مع ما ينشره».

ووجد الباحثون من خلال تحليل الأخبار التي تتم مشاركتها عبر البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت، بأنها أكثر ميلاً إلى الإيجابية منها إلى السلبية.

ونظرت الدراسة إلى الكيفية التي يقوم بها مستخدمو الإنترنت بنشر مجموعة معينة من الأخبار، وذلك عبر تحليل آلاف المقالات من موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية التي تمت مشاركتها عبر الشبكات الاجتماعية، إذ تبين أن المقالات والأعمدة في قسم العلوم، هي الأكثر قابليةً للمشاركة مقارنةً بالمقالات غير العلمية.

وقد وجدت الدراسة أن المقالات العلمية تُعطي القارئ نوعاً من الرهبة التي تجعله يرغب في مشاركة هذا الشعور مع الآخرين.

كما يميل القراء إلى مشاركة المقالات المثيرة أو الطريفة، وحتى المقالات التي تحفز مشاعر الغضب أو القلق، لكن ليس المقالات التي تترك المستخدم حزيناً بعد قراءتها. وبحسب الدكتور بيرغر، فكلما ازدادت إيجابية المقالة، زاد احتمال انتشارها عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وذلك هو تماماً عكس الاعتقاد الذي ساد لسنوات طويلة في مؤسسات الإعلام التقليدي.

ولم تقتصر الدراسة على تناول الفارق بين الإعلام التقليدي والإعلام الاجتماعي في نقل الأخبار، بل تطرقت أيضاً إلى طبيعة الاختلاف في نقل الخبر بشكل شفهي، أو عبر شبكات التواصل مثل «تويتر» و«فيس بوك». ويقول بيرغر: «إننا في معظم المحادثات الشفهية لا نمتلك الوقت الكافي للتفكير بالعبارات الأنسب التي يجب قولها، وبالتالي، نملأ هـذا الفراغ بقول أبرز ما يخطر على البال، إلا أنه عند الكتابة في شبكات التواصل الاجتماعي، فإننا عادة ما نمتلك الوقت لترتيب وتنسيق ما يجب قوله، وبالتالي فقد أسهمت وسائل الإعلام الجديد في نقل الخبر بشكل أفضل، على الرغم من أنها أسهمت كذلك في الوقت نفسه في نشر الشائعات بشكل أسرع»، لافتاً إلى أنـه سرعان ما يتم كشف الأخبار الكاذبة، ضمن مواقع التواصل.

إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه الإيجابية، فإنه ليس بالضرورة أن يؤدي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي إلى جعل المتلقي أفضل حالاً، إذ أظهرت دراسة أخيرة قامت بها جامعة «يوتاه» أنه كلما طالت فترات الجلوس على موقع «فيس بوك»، ازداد احتمال أن يشعـر المستخدم بأن الحياة غير عادلة، وبأنه أقل سعادةً من أصدقائه.

وهذا مشابه لنتائج دراسة ألمانية أجراها فريق بقيادة الدكتورة، هانا كرانسوفا. لكن الدكتور بيرغر يقـول إن «هذا لا يمنع بأن شبكات التواصل الاجتماعي أسهمت في النهاية بتغيير الطريقة والمفاهيم التي نتناقل ونتلقى الأخبار من خلالها».

وكان مركز «بيو» للأبحاث، نشر دراسة عن مدى قوة تأثير تلقي الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واضمحلال تأثير وسائل الإعلام التقليدية، جاء فيها أن أكثر من ‬50٪ من المستخدمين باتوا يتلقون الأخبار العاجلة من خلال الشبكات الاجتماعية، وأن ‬46٪ من المستخدمين يحصلون على الأخبار كافة، من خلال الإنترنت ثلاثة أيام أسبوعياً على الأقل.

الأكثر مشاركة