‬78 ٪ ممن تراوح أعمارهم بين ‬12 و‬17 عاماً يمتلكون هاتفاً متحركاً

تقرير: تزايد استخدام المراهــقين للإنترنت عبر الهواتف المحمـــولة

‬25٪ من المراهقين يعتمدون هواتفهم وسيلة وحيدة للوصول إلى الإنترنت. أرشيفية

أشارت دراسة جديدة، نشرها مركز «بيو للأبحاث»، بعنوان «المراهقون والتكنولوجيا»، إلى أن نحو ‬78٪ من المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين ‬12 و‬17 عاماً يمتلكون هاتفاً محمولاً، بينما يمتلك ‬37٪ من هؤلاء هاتفاً ذكياً، وذلك في ارتفاع نسبته ‬23٪ عن عام ‬2011.

ومن أبرز ما يلفت الانتباه في التقرير، أن واحداً من كل أربعة مراهقين ممن يمتلكون هاتفاً محمولاً (‬25٪)، يعتمدون هواتفهم وسيلة وحيدة للوصول إلى الإنترنت، عوضاً عن الاعتماد على جهاز كمبيوتر مكتبي أو على حاسب محمول، ويرتفع هذا الرقم بين جمهور مستخدمي الهواتف الذكية إلى ‬50٪ من المستخدمين.

ووجدت الدراسة أن ‬34٪ من الفتيات المراهقات اللواتي تراوح أعمارهن بين ‬14 و‬17 عاماً يستخدمن الهاتف على أنه الوسيلة الوحيدة بالنسبة لهن للاتصال بالإنترنت، مقارنة بـ‬24٪ من الفتية في العمر نفسه. وعدت الدراسة هذا «أمراً مثيراً للاهتمام»، وذلك لأن كلًا من الفتية والفتيات يتمتعون بنسبة متقاربة من حيث امتلاكهم الهواتف الذكية، أما بالنسبة للمراهقات الأكبر عمراً، اللاتي يمتلكن هواتف ذكية، فتستخدم ‬55٪ منهن الهاتف وسيلة رئيسة للوصول إلى الإنترنت.

أما عن السبب الذي يجعل المراهقين يعتمدون الهواتف عوضاً عن أجهزة الكمبيوتر للوصول إلى خدمات الإنترنت، فتوضح الدراسة أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً رئيساً في ذلك، إذ يُصنف المراهقون عادة ضمن الطبقة الأقل دخلاً في المجتمع، ويمثل الهاتف بديلاً رخيصاً عن جهاز الكمبيوتر بالنسبة إليهم.

ويمتلك نحو ‬93٪ من المراهقين الذين تم إجراء الدراسة عليهم، البالغ عددهم ‬802 مراهق، حاسباً شخصياً في المنزل، لكن ‬71٪ من هؤلاء يتشاركون الجهاز مع أفراد عائلتهم، في حين وجدت الدراسة أن ‬15٪ فقط من البالغين هم ممن يعتمدون هاتفهم وسيلة رئيسة للوصول إلى الإنترنت.

ولم يرتفع عدد المراهقين المتصلين بالإنترنت كثيراً منذ عام ‬2006، لكن وسائل اتصالهم بالإنترنت تغيرت بشكل كبير خلال الأعوام السبعة الماضية.

وبحسب الباحثة المساهمة في إعداد التقرير، ماري مادين، فقد تغيرت عادات اتصال المراهقين بالإنترنت بدءاً من ولوجهم الشبكة عبر أجهزة الكمبيوتر الموجودة في مدارسهم، مروراً بأجهزة الكمبيوتر المشتركة مع العائلة في المنزل، وانتهاء باتصالهم الدائم والمستمر بالإنترنت عبر هواتفهم المحمولة طوال اليوم.

وأضافت مادين أنه يمكن اعتبار أسلوب استخدام المراهقين الإنترنت مؤشراً لما ستكون عليه وسائل الاتصال في المستقبل القريب، إذ إن طريقة استخدام التكنولوجيا لدى المراهقين تُنبئ بالتغييرات المستقبلية في أشكال الاتصال في المجتمع عندما يتحولون بدورهم إلى بالغين اعتادوا في أيام مراهقتهم على وسائل معينة للاتصال.

وتلعب العوامل الديموغرافية دوراً كبيراً في استخدام الانترنت لدى المراهقين، إذ وجدت الدراسة أن المراهقين المتحدرين من العرق القوقازي، الذين تراوح أعمارهم بين ‬14 و‬17 عاماً، والذين يعيشون في الضواحي، هم أكثر احتمالًا لامتلاك حاسب محمول أو مكتبي، مقارنة بالأولاد ذوي الأصول الإفريقية الذين يعيشون في المدن.

ووجدت الدراسة أن مستويات الدخل لدى الوالدين، لا تؤثر في امتلاك المراهقين الهواتف الذكية، إذ وُجد أن أولئك الذين يعيشون في بيوت ذات دخل متدن نسبياً، يتوافر لديهم احتمال امتلاك هاتف ذكي بشكل مماثل للمراهقين الذين يعيشون في بيوت ذات دخل عال، لكن العمر والموقع يمكن أن يقررا نمط الاستخدام، إذ إن المراهقين الذين يعيشون في الريف أقل احتمالاً بشكل كبير من حيث امتلاك هاتف ذكي، مقارنة بالمراهقين الذين يعيشون في المدن.

أما بالنسبة للحواسب اللوحية، وجدت الدراسة أن ‬23٪ من المراهقين بعمر ‬17 عاماً وما دون يمتلكون حاسباً لوحياً، مقابل ‬25٪ من البالغين.

ويتفق تقرير مؤسسة «بيو» مع التقارير الأخرى، التي تتحدث عن ازدياد استخدام المراهقين للتكنولوجيا، ووفقاً لدراسة نشرتها شركة «آنجيولوتي»، المتخصصة ببيع الأجهزة الإلكترونية في يناير الماضي، فإن الأطفال بدءاً من عمر ستة أشهر فقط يبدأون اللعب بأجهزة الوالدين الإلكترونية، بينما استخدم أكثر من ‬50٪ من الأطفال ما بين الخامسة والثامنة من العمر حاسباً لوحياً أداة تعليمية أو جهازاً للعب.

تويتر