اللجنة المشتركة بين البلدين تجتمع 7 أكتوبر في أبوظبي

فرص استثمارية مشتركة ونمو فـي التجارة بين الإمارات وأوكرانيا

«فلاي دبي» تسيّر رحلات منتظمة إلى 3 مدن أوكرانية هي كييف وخاركيف ودونيتسك. الإمارات اليوم

تعقد اللجنة المشتركة الإماراتية الأوكرانية في السابع من أكتوبر المقبل اجتماعاً في أبوظبي، يبحث في نمو الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين، في ظل تزايد التبادل التجاري بينهما.

وأشار بيان للسفارة الأوكرانية في أبوظبي إلى أن وزير خارجية أوكرانيا، قستانتين غريشينكو، سيجري زيارة رسمية للإمارات يومي السابع والثامن من أكتوبر المقبل، ليترأس الوفد الأوكراني خلال الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين الإمارات وأوكرانيا.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 467.2 مليون دولار (الصادرات الأوكرانية 394 مليون دولار)، فيما تجاوز التبادل التجاري بين أوكرانيا والإمارات خلال الفترة من يناير إلى يونيو من العام الجاري 270 مليون دولار.

وهناك العديد من الشركات الأوكرانية التي فتحت مكاتب تمثيلية لها في الإمارات، من بينها شركة «موتور سيتش» لصناعة محركات الطائرات والمروحيات، وشركة «إنتربايب» المصنعة للأنابيب والعجلات الفولاذية، وشركة «ميت إنفيست» لصناعة الحديد.

ويعمل الجانبان الأوكراني والإماراتي على إيجاد واستغلال الفرص الاستثمارية في مجال الزراعة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا العليا والبنية التحتية، ويسهم عقد الاجتماعات المنتظم للجنة الحكومية المشتركة في بحث وتنفيذ مشروعات استثمارية جديدة.

ويسعى القطاع الخاص في كل من الإمارات وأوكرانيا إلى تعزيز الشراكة بين الطرفين في إطار الاتصال الحالية الحاصلة بين الجانبين للاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة في البلدين.

رحلات طيران

وتلعب شركتا الطيران الوطنية (فلاي دبي) و(العربية للطيران) دوراً بارزاً في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين، إذ تسيّران رحلات بين البلدين تهدف إلى تنمية العلاقات السياحية، خصوصاً أن الشركتين تسيران رحلات إلى عدد كبير من المدن السياحية في أوكرانيا مقابل أسعار منافسة في سوق الطيران بالمنطقة.

وكانت «فلاي دبي» أعلنت عن دخولها السوق الأوكرانية بإضافة العاصمة كييف ومدينة خاركيف ودونيتسك كوجهات جديدة لطائراتها.

وانطلقت الرحلات إلى الوجهات الثلاث في سبتمبر ،2011 إذ بدأت الرحلات إلى كييف وخاركيف في 16 سبتمبر ،2011 بينما بدأت الرحلات إلى مدينة دونيتسك في اليوم التالي من العام نفسه.

وتسيير الرحلات إلى ثلاث وجهات في أوكرانيا سيكون له تأثير كبير في توطيد العلاقات بين الإمارات وأوكرانيا.

وأما «العربية للطيران»، فأعلنت في أبريل من العام الماضي زيادة عدد رحلاتها المباشرة بين الشارقة وكييف، التي بدأتها في أكتوبر ،2008 إلى خمس رحلات أسبوعياً، بعد أن شهد هذا الخط إقبالاً متنامياً من قبل المسافرين من رجال الأعمال والسياح الذين يبحثون عن خدمات سفر تقدم لهم أفضل عروض القيمة مقابل المال.

وكانت الناقلة أعلنت مطلع أكتوبر المنصرم تسيير رحلات مباشرة إلى وجهتين جديدتين في أوكرانيا، هما مدينتا خاركيف ودونيتسك، لترفع بذلك عدد وجهاتها في أوكرانيا إلى ثلاث.

وتسيّر الناقلة رحلتين أسبوعياً إلى دونيتسك في كل ثلاثاء وجمعة، فيما تغادر رحلة خاركيف من الشارقة كل أربعاء.

ومن خلال تسيير ثماني رحلات أسبوعياً بين المركز الرئيس لـ«العربية للطيران» في مطار الشارقة وثلاث مدن أوكرانية، تؤكد الشركة التزامها تقديم خدماتها لهذه الدولة المهمة التي يزيد عدد سكانها على 46 مليون نسمة.

وستسير «العربية للطيران» رحلات إلى مدينة أوديسا في أوكرانيا، اعتباراً من 12 أكتوبر ،2012 لتكون بذلك أول ناقلة إماراتية تقدم خدمات السفر الجوي إلى أوديسا.

وستسير الشركة رحلاتها إلى أوديسا أيام الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، إذ ستقلع الطائرة من مطار الشارقة الدولي عند الساعة 25:09 صباحاً لتصل مطار أوديسا الدولي عند الساعة 40:12 ظهراً، أما رحلات الإياب، فستغادر أوديسا في الأيام ذاتها عند الساعة 40:،13 لتصل الشارقة عند الساعة 20:20 بالتوقيت المحلي.

وببدء تسيير رحلاتها إلى أوديسا، سيرتفع إجمالي عدد رحلات «العربية للطيران» إلى أوكرانيا ليبلغ 10 رحلات أسبوعية.

وتتمتع أوديسا في جنوب أوكرانيا بمكانة مميزة في التاريخ الثقافي للبلاد، إذ إنها رابع أكبر المدن الأوكرانية، ويقطنها نحو مليون نسمة، وتعد المدينة وجهة سياحية مميزة تحتضن الكثير من المتاحف والشواطئ.

وتنظم هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة حالياً حملة ترويجية تشمل أوكرانيا وروسيا وكازاخستان، وذلك للترويج لمقومات الشارقة السياحية والفعاليات العالمية التي تحتضنها الإمارة طوال العام، إذ اختتمت الحملة الأسبوع الجاري، وتأتي هذه الحملة لتعزيز مكانة الشارقة السياحية في هذه الدول، التي تعتبر من أكثر الأسواق العالمية المصدرة للسياح للإمارة، بحسب الهيئة.

كما تهدف الحملة إلى التعريف بآخر المستجدات والمشروعات السياحية الحديثة والمهرجانات العالمية التي تقدمها الإمارة لزوارها على مدار العام.

واستقبلت الشارقة نحو 50 ألف سائح من أوكرانيا وكازاخستان عام ،2010 في حين زار الإمارة من الدولتين 60.3 ألف سائح في عام ،2011 أي بزيادة وصلت إلى 21٪، ما يؤكد الدور الكبير الذي تلعبه هذه الحملات الترويجية في جذب السياح لزيارة الإمارة والتعرف إلى منتجها السياحي والثقافي.

تعزيز التعاون

وفي 10 فبراير الماضي، بحث اتحاد غرف التجارة والصناعة الأوكراني تعزيز التعاون الاقتصادي مع نظيره الإماراتي، وزار وفد أوكراني يترأسه النائب الأول لرئيس غرفة أوكرانيا مقر الاتحاد في دبي، فكتور ينوفسكي.

وجاءت الزيارة ضمن جولة الوفد الأوكراني الرامية إلى تطوير التعاون الاقتصادي بين القطاع الخاص الإماراتي والأوكراني.

وعرض الجانب الأوكراني الفرص الاقتصادية التي يمكن لاتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات الاستفادة منها، إلى جانب طرح أهمية تنظيم المنتديات التي من شأنها تبادل وجهات النظر والتعريف بالفرص والإمكانات الاستثمارية المشجعة.

وقال مسؤول في الاتحاد الإماراتي إن اللقاء أتاح الفرصة أمام أصحاب القرار في غرفة أوكرانيا للتعرف إلى واقع مجتمع الأعمال عموماً في الإمارات، وكذلك التحولات الاقتصادية الشاملة التي تشهدها الدولة في إطار منهجيتها وتوجهاتها لبناء اقتصاد قائم على مبدأ الحرية والشفافية في ممارسة الأنشطة والفعاليات الاقتصادية في إطار الضوابط والقوانين الاقتصادية السائدة عالمياً.

يشار إلى أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، كان زار أوكرانيا في مايو ،2011 وبحث مع نظيره الأوكراني غريشينكو، إمكانات التعاون الاستثماري بين البلدين، لاسيما في مجال الطيران والزراعة والطاقة المتجددة.

وكان سموه بحث في مايو 2011 مع الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، في العاصمة كييف سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، خصوصاً من خلال افتتاح سفارة للإمارات في أوكرانيا.

وأكد يانوكوفيتش في ذلك العام أن أوكرانيا تولي أهمية كبرى للتعاون الاقتصادي والاستثماري مع الإمارات، وأضاف أنه على يقين بأنه من الضروري دعم الحوار السياسي المنتظم على المستوى الأعلى من أجل تطوير التعاون المثمر في جميع المجالات بين البلدين.

وأوضح أن الزيارة الأولى لوزير الخارجية الإماراتي إلى أوكرانيا تشكل المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية.

وكان سموه قال خلال لقائه، إن «العلاقات بين البلدين الصديقين ودية جداً، ونسعى إلى تعزيزها أكثر»، مشيراً إلى أن «حكومة الإمارات ستفتتح سفارة لها في أوكرانيا في أقرب وقت».

وأضاف أن «الإنجازات التي حققتها أوكرانيا مهمة، خصوصاً في المجال الاقتصادي»، مؤكداً حرص الإمارات على تطوير علاقاتها مع أوكرانيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية».

وفي مايو ،2011 عقد في مقر وزارة الخارجية في كييف أعمال الاجتماع الأول للجنة الحكومية الأوكرانية الإماراتية المشتركة لشؤون التعاون التجاري والاقتصادي والفني، وترأس غريشينكو وفد أوكرانيا، في حين ترأس سموه الوفد الرسمي للدولة خلال جلسة الاجتماع.

وناقش الجانبان إمكانات التعاون الاستثماري، لاسيما في مجال الطيران والزراعة والطاقة المتجددة.

وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك حينها، عن ارتياح الإمارات لمستوى العلاقات مع أوكرانيا، وقال إن «لدى الدولتين مجالات كثيرة لتوسيع التعاون»، منوهاً بأن «الإمارات هي الثانية من حيث حجم الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها واحدة من أولى الدول في العالم من حيث إنتاج الكهرباء، لذلك فهي تولي اهتماماً كبيراً لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وقد أجرينا محادثات مفصلة في هذا الاتجاه مع وزير خارجية أوكرانيا».

وأشار إلى أنه «تم بحث سبل تعميق التعاون بين البلدين في المجال العسكري التقني وإدارة الموانئ والسياحة والزراعة والاستثمارات»، لافتاً إلى أنه «أمامنا فرص واسعة للاستثمار في هذه القطاعات من الاقتصاد الأوكراني».

من ناحيته، وصف وزير الخارجية الأوكراني نتائج اجتماع اللجنة بأنها مثمرة، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع هو الأول في تاريخ العلاقات بين أوكرانيا والإمارات.

ووفق وزارة خارجية أوكرانيا، فإن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وأوكرانيا بلغ خلال شهري يناير وفبراير 2011 أكثر من 70 مليون دولار، فيما تقدر الاستثمارات الإماراتية المباشرة بنحو 15.5 مليون دولار.

وفي أبريل الماضي، بدأت قنصلية أوكرانيا في مدينة دبي عملها، وقال قنصل أوكرانيا في دبي، بيترو هولوفيشكو، الذي باشر مهام عمله في القنصلية إن افتتاح البعثة الأوكرانية الدبلوماسية الجديدة خطوة مهمة نحو تطوير العلاقات بين أوكرانيا والإمارات في مجالات التعاون الثنائية كافة.

وأضاف أن من بين أولويات القنصلية توفير الخدمات القنصلية لمواطني أوكرانيا الذين يعيشون ويقومون برحلات سياحية في الإمارات.

مشروعات مشتركة

وعلى صعيد المشروعات المشتركة بين الجانبين، يمثل مشروع «كويست»، للطائرات العمودية الخاصة، الذي أطلق في ديسمبر ،2011 مثالاً حياً على التعاون المستمر بين البلدين.

وكان أحد المستثمرين الإماراتيين في هذا القطاع قال إن مثل هذا المشروع سيؤمن فرص عمل جديدة للشباب الإماراتي اعتباراً من نهاية العام .2012

وسيصنع المشروع طائرة عمودية من الجيل الجديد سيتم الانتهاء من النموذج الأولي لها عام ،2014 على أن تدخل حيز الإنتاج التجاري في السنوات اللاحقة، وذلك على أرض الإمارات التي تحتضن المصنع المشترك.

تويتر