يحول أبوظبي إلى بوابة تجارية عالمية.. وينهي إجراءات تحميل الشاحنات وتفريغهـــــــــا في 25 دقيقة

«ميناء خليفة» يدشن أعماله بـاستقبال سفينة عملاقة

الميناء استقبل السفينة «م.إس. سي باري» القادرة على نقل 14 ألـــــــــــــــــــــــــــــــــــــف حاوية نمطية. تصوير: إريك أرازاس

أعلنت شركة أبوظبي للموانئ، أمس، بدء العمليات التشغيلية التجارية في «ميناء خليفة» الذي يعد أول ميناء شبه آلي في منطقة الشرق الأوسط والخليج وإفريقيا، ويعد من أكثر الموانئ تطوراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

واستقبل الميناء رسمياً أول سفينة ضخمة، أمس، تعد الأضخم التي تزور أبوظبي في تاريخها، كما تعد واحدة من أضخم سفن شحن الحاويات في العالم وأحدثها، إذ رست في ميناء خليفة السفينة (م.إس. سي باري)، التي يبلغ طولها 366 متراً، وعرضها 51 متراً، وهي قادرة على نقل 14 ألف حاوية بقدرة إجمالية تبلغ 153 ألف طن.

خطط توسعية

كفاءة الخدمات

قال الرئيس التنفيذي لمرافئ أبوظبي، التي ستتولى عمليات تشغيل محطة الحاويات في ميناء خليفة، مارتين فان ديلندي، إنه «بإنجازها لميناء خليفة، تكون شركة أبوظبي للموانئ أوجدت محركاً اقتصادياً جباراً يسهم في دفع نمو اقتصاد أبوظبي، وتنويع مصادره سنوات عدة مقبلة، ويمثل الميناء خطوة نوعية في المجال التقني، بحيث يقدم لمتعامليه أكفأ الخدمات العالمية وأكثرها تنافسية».

ولفت إلى أن «فريق العمل في محطة الحاويات في ميناء خليفة قادر الآن على خدمة السفن العملاقة بكفاءة وسرعة عاليتين، إذ يتم نقل أكثر من 200 حاوية نمطية في الساعة الواحدة، وبدقة عمل تصل إلى 100٪».

واستطرد «تعمل محطة الحاويات على خدمة شاحنات النقل بسرعة عالية، إذ لا يتعدى الوقت المطلوب من الدخول إلى البوابة والخروج من البوابة الأخرى خلال عملية تفريغ الحاويات النمطية وتحميلها 30 دقيقة، وعندما نقارن هذه الحالة بالإجراءات المعتمدة في الموانئ الأخرى، مثل ميناء زايد وغيره، فإن مثل هذا الأمر يستغرق نحو ساعتين»، لافتاً إلى أن «عدداً قليلاً من الموانئ في العالم يستطيع تحقيق ذلك، في الوقت الذي يتجاوز ميناء خليفة جميع المعايير العالمية، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها شركة أبوظبي للموانئ وشركة مرافئ أبوظبي و(بكتيل) العالمية».

وأكد ديلندي أن «البدء الناجح للعمليات التجارية يتيح قيمة كبيرة للغاية لاقتصاد أبوظبي، إذ تملك الإمارة حالياً أحدث البنى التحتية في قطاع الموانئ وأفضل الأنظمة، ولديها القدرة على النمو والتطور، كما أن نجاح تنفيذ هذا المشروع سيمكن من استثمار هذه الخبرات والطاقات والتجارب الناجحة في إضفاء قيمة في مواقع ومشروعات أخرى».

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للموانئ، توني دوغلاس، إن «الميناء بدأ العمليات التشغيلية قبل الموعد المحدد الربع الأخير من عام 2012 وفق المواصفات المطلوبة، وبأقل من الميزانية المحددة»، لافتاً إلى أنه «تم تخطيط ميناء خليفة بحيث يكون قابلاً للتوسع والنمو إن دعت الحاجة إلى ذلك، وجرى تصميم التكنولوجيا والبنية التحتية بشكل مبتكر، بحيث تكون مرنة وقابلة للتطور بما يسهم في خفض تكاليف التوسع مستقبلاً، كما تم حفر قاع الميناء بعمق أكبر من الحاجة الفعلية الحالية كي يتمكن من استقبال السفن الكبيرة مهما بلغ حجمها»، مضيفاً «تعد الرافعات الست العملاقة، الأضخم من نوعها في العالم، قادرة على التعامل مع أكبر السفن الموجودة حالياً في العالم، بل وحتى مع السفن الأضخم التي من الممكن أن تبنى مستقبلاً».

وتبلغ القدرة التشغيلية لمحطة الحاويات في ميناء خليفة 2.5 مليون حاوية نمطية سنوياً، إضافة إلى 12 مليون طن من الشحنات العامة، بما في ذلك أربعة ملايين طن سنوياً من مرسى شركة الإمارات للألمنيوم، الذي افتتح أواخر عام .2010

وأوضح دوغلاس أن «ميناء خليفة يعد الآن أحد أكثر الموانئ تطوراً في العالم من حيث التكنولوجيا المتاحة، وأبوظبي ماضية من خلاله في التحول إلى بوابة تجارية مهمة للعالم بأكمله، وستكون المرحلة الثانية التي سيبدأ العمل بها مباشرة من تطوير محطة حاويات أخرى ذات طاقة مماثلة لمحطة حاويات المرحلة الأولى، ووفق الخطة الحالية، هناك خمس مراحل لنمو ميناء خليفة، بحيث تضمن نمو وتوسع الميناء وفق الاحتياجات المطلوبة، بينما نمضي قدماً باتجاه أهدافنا في الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030».

ولفت إلى أن «استكمال المرحلة الأولى من الميناء يأتي في أمثل وقت مع وصول ميناء زايد إلى أقصى طاقة استيعابية له بنهاية العام الجاري، إذ سيبدأ العمل على تطوير الميناء بالتوجه إلى المجال السياحي، بحيث لا يترك الميناء من دون الاستفادة منه في هذا الجانب، بل سيحول إلى ميناء سياحي يسهم في تطوير ونمو قطاع السياحة وفي توفير المزيد من فرص العمل».

رؤية أبوظبي

من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموانئ في شركة أبوظبي للموانئ، الكابتن محمد الشامسي، إن «هذا اليوم يعد تاريخياً بالنسبة لأبوظبي، إذ يمثل بداية لتطبيق رؤية أبوظبي 2030 في قطاع الموانئ»، لافتاً إلى أن «جميع الأجهزة بدأت عملها في الميناء، أمس، وتشمل الشرطة والجمارك وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وغيرها، كما أن الميناء على استعداد لاستقبال المزيد من الرافعات، وذلك وفقاً للطاقة الاستيعابية، خصوصاً أن البنية التحتية في الميناء مؤهلة لاستيعاب المزيد إذا دعت الحاجة إلى ذلك».

وأكد الشامسي أنه «تم اختصار المدة الزمنية لدخول الشاحنات وخروجها من بوابة الميناء إلى أقل من 25 دقيقة، مقارنة بساعة في ميناء زايد، كما أن الطاقة الاستيعابية للميناء تصل إلى 2.5 مليون حاوية، ترتفع إلى أكثر من خمسة ملايين حاوية إذا لزم الأمر».

وأشار الشامسي إلى أنه «سيتم نقل حركة السفن تدريجياً من ميناء زايد إلى ميناء خليفة خلال فترة زمنية تصل إلى ستة أشهر، إذ سيتركز العمل في ميناء زايد على السفن السياحية وسفن البضائع العامة والسائبة»، لافتاً إلى أنه «تم إنشاء أول محطة استقبال ثابتة للسياح في ميناء زايد بأبوظبي أخيراً، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة».

نمو كبير

من جهته، قال مدير التشغيل التجاري في شركة أبوظبي للموانئ، الكابتن سالمين العامري، إن «الميناء يستهدف القيام بعمليات تصدير إلى الخارج من مختلف السلع، خصوصاً البتروكيماويات إلى الأسواق الناشئة، وتحديداً آسيا»، لافتاً إلى أن «نسبة نمو الصادرات عبر موانئ أبوظبي وصلت إلى 20٪ سنوياً على مدار السنوات الست الماضية». بدوره، قال مدير العمليات في الميناء، أحمد المطوع، إن «ميناء خليفة يضم مبنى إدارة محطة الحاويات، الذي يعد الأكثر تطوراً في المنطقة بأكملها، ويضم أحدث التقنيات المستخدمة للتحكم بمختلف نواحي العمليات في الميناء الضخم، إذ يعد أول نظام تحكم في المنطقة»، موضحاً أنه «بفضل قرار قيادة أبوظبي بالاستثمار على المدى البعيد في مزايا متطورة مثل البنية التحتية الرقمية لميناء خليفة، فإن الميناء قادر على تقديم خدمات الإمداد الاستراتيجية لشركات الشحن والنقل بسهولة أكبر وفي وقت أقصر وبتكاليف تنافسية».

وذكر المطوع أنه «يمكن لنظام التحكم مناولة 240 حاوية في الساعة، وهو رقم ضخم، وذلك نظراً لأنه أول ميناء شبه آلي في المنطقة، ويعمل بشكل أوتوماتيكي».

ويضم الميناء عدداً من المعالم المهمة، من بينها أطول جسر في الدولة، وهو جسر شركة الإمارات للألمنيوم الذي يمتد مسافة 1.6 كيلومتر، وكاسر الأمواج البيئي الحائز جوائز عدة، والذي يشكل ذراع حماية تلتف حول الميناء على امتداد ثمانية كيلومترات، لحماية الحيد المرجاني الفريد في رأس غنادة، الذي يعتبر الوحيد من نوعه في الخليج العربي.

ويجري العمل وفق خطة استراتيجية لزيادة وتوسيعه طاقة الموانئ في أبوظبي لمواكبة النمو الاقتصادي والتجاري والعمراني الذي تشهده الإمارة.

استثمارات ضخمة

وستبلغ قيمة الاستثمارات في المرحلة الأولى من منطقة خليفة الصناعية وميناء خليفة معاً عند الانتهاء من تنفيذهما، كما هو مخطط له في الربع الأخير من عام ،2012 نحو 26.5 مليار درهم، وفقاً لما أعلنته شركة أبوظبي للموانئ.

وتتوقع الشركة أن يسهم المشروع بحلول عام 2030 بأكثر من 15٪ من الناتج المحلي غير النفطي لإمارة أبوظبي، وبنسبة 70٪ من الصادرات الإجمالية من السلع المصنعة، فيما سيتم تصدير ما بين 60 إلى 80٪ من السلع المصنعة في منطقة خليفة الصناعية، ما يسهم في تعزيز مقومات اقتصاد الإمارة.

وكان رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للموانئ، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أكد أن إنجاز ميناء خليفة قبل الموعد المحدد تم نتيجة التوجيهات السديدة والدعم الكبير الذي قدمته قيادة الدولة، إذ إن إنجاز الميناء يعد التزاماً من جانب الشركة بأداء الدور المنوط بها ضمن رؤية أبوظبي .2030

تويتر