غير لائقة بقداسة القرآن

حظر أجهزة «رسالة إلى الماء»

الجهاز تم تسويقه بزعم أن مياهه دواء لكل داء. من المصدر

قررت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي مصادرة 800 جهاز لقراءة القرآن الكريم على المياه المبردة للرقية، من إحدى الشركات المحلية في الإمارة، والتي كانت تروجه عبر موقعها الإلكتروني على الإنترنت، مؤكدة أن ترويج مثل هذه الأجهزة هو نوع من الغش التجاري والتدليس، وأنه لا يجوز شرعاً هذا العمل، حسب فتوى لهيئة كبار العلماء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي.

وكان مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، سامي القمزي، تلقى شكوى من أحد المتعاملين على حسابه الخاص على موقع «تويتر»، تفيد بقيام شركة محلية في الإمارة، بترويج جهاز إلكتروني يتم تركيبه على مبردات مياه الشرب، فتقرأ القرآن الكريم كنوع من الرقية الشرعية للماء أطلقت عليه اسم «رسالة إلى الماء»، وأوضحت الشكوى أن هذا الأمر ربما يأتي في إطار التدليس أو الغش، خصوصاً مع استغلال البسطاء لهذا الأمر، الذين يشترون كميات كبيرة من هذا الجهاز.

ورد مدير عام الدائرة بتوجيه قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك بالتحقيق في الشكوى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك عمر بوشهاب، لـ«الإمارات اليوم» إن الدائرة الاقتصادية قررت في وقت سابق وقف بيع أجهزة رسالة إلى الماء، إلى حين سؤال هيئة كبار علماء المسلمين في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي.

وأضاف أن الدائرة رأت أن ترويج مثل تلك الأجهزة، هو نوع من التدليس، إذ يتم خداع المشتري بأن تركيب الجهاز على مبرد المياه، سيؤدي إلى تغييرات فيزيائية في مركب الماء، ما سيؤدي إلى تغيير التأثير في مكونات المياه لتصبح دواء لكل الأمراض.

وأوضح أن الدائرة أحالت القضية إلى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إذ نقل للدائرة أن الشركة تقوم ببيع جهاز هو قارورة ماء مركب فيها جهاز قارئ «3» لقراءة القرآن الكريم كاملاً على ماء الشرب من داخل القارورة، وأن الشركة تروج الجهاز قائلة إنه يقوم بإعادة القراءة تلقائياً مادام موصولاً اختيارياً بالكهرباء، إذ يقرأ القرآن بصوت واضح ومفهوم، ويمكن التحكم بمستوى الصوت وإيقافه، وإعادة تشغيله بسهولة، وأن تلك الخاصية تعني أنه يمكن شرب ماء بعد أسبوع، مقروءاً عليه سبع ختمات كاملة من القرآن الكريم.

إلى ذلك، قالت الشركة في موقعها على الإنترنت إن فكرة الجهاز محلية، لكن تم صنعه في الصين، إذ باعت نحو 1400 جهاز في دولة الإمارات كدفعة أولى، وبعد أن نفدت الكمية، ولمواجهة الطلب عليه تقرر إعادة تصنيع الجهاز، بعد إجراء بعض التعديلات عليه. لافتة إلى أن الجهاز تم تصنيعه بطريقة علمية وبأفضـل المواصـفات، ومسـجل فـي وزارة الاقـتـصاد. ولم تتمكن «الإمارات اليوم» من التواصل مع أي من مسؤولي الشركة، عبر أرقام الهواتف التي نشرت على موقعها الإلكتروني.

وردت دائرة الشؤون الإسلامية بأن القرآن الكريم كتاب هداية وإعجاز، أنزله الله تعالى ليهدي للتي هي أقوم، وجعل فيه خاصية الشفاء للمؤمنين، وأحاطه الله بما يوجب قداسته وتعظيمه وتنزيهه عما يحط من مقداره ومكانته، موضحة أن كل ما يشعر بعدم تعظيمه يحرم فعله، ويجب تركه، ومنها وضعه في مثل هذه الأجهزة التي تكون في الممرات والمطابخ وغيرها، ولا ضابط لذلك ولا وازع أو رادع، ولا مستمع ولا سامع.

وأكدت الدائرة أن الرقية الشرعية بالقرآن الكريم إنما تكون بلسان القارئ ونفسه وحاله مع الله تعالى، لا مجرد القراءة، مشيرة إلى أن كون الماء فيه خاصية التأثر بما يسمع، فذلك مالا يعنينا بحثه. لافتة أن هذا الوضع غير لائق بقداسة القرآن ومكانته، وبالتالي لا يجوز أن يتخذ هزوا، ولا يجوز هذا الجهاز.

تويتر