أكدوا أن المباني الخضراء ستوفر حتى 40٪ مـن الطاقة و35٪ من انبعاثات الكربون

خـبـراء: الشمس والريـاح تلعبـان دوراً حاسماً في طاقة المستقبل

خبراء شدّدوا على أهمية تشريعات الأبنية الخضراء في دبي. تصوير: أشوك فيرما

قال خبراء في الطاقة إن المباني الخضراء ستسهم بشكل كبير في خفض استخدام المياه والكهرباء، وانبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون، مؤكدين أن المباني الذكية توفر ما يراوح بين 25 و40٪ من الطاقة، ونحو 35٪ من انبعاثات الكربون.

طاقة الشمس في الشرق الأوسط

قال الرئيس التنفيذي لشركة «إينيل» الايطالية، فرانسيسكو ستراسي، إن «مصادر الطاقة المتجددة والتجارب، تنمو عاماً بعد عام، بما في ذلك تكنولوجيا الرياح، والكهروضوئية، والطاقة المائية، والكتل الحيوية»، متوقعاً زيادة هذا النمو في السنوات الـ10 المقبلة، ليتم انتاج أكثر من 3000 غيغاواط في عام ،2020 أي نحو ثلاثة أضعاف القدرة العالمية في عام .2010 وأضاف أن «الطاقة المتجددة أسهمت بنحو 4.1٪ من إجمالي توليد الكهرباء في الشرق الأوسط في عام 2009»، متوقعاً أن يقفز معدل النمو السنوي المركب من الطلب على الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط من 6٪ بمعدل 672 تيراواط/ساعة في عام ،2008 إلى أكثر من 1000 تيراواط/ساعة في عام .2015 وذكر أن «لدى دول الشرق الأوسط ضوءاً يومياً من الشمس يجاوز تسع ساعات يومياً، فيما تغطيها السحب المنخفضة، وتقل الأمطار مع وفرة بمساحة الأرض الخالية، وكلها تمثل موارد مادية مثلى لبناء محطات للطاقة الشمسية، إضافة الى الكهروضوئية في المنطقة».


الركود الاقتصادي

قال المسؤول في شركة «كيما» الهولندية، تيجيس آرتن، إن «هناك دلائل على أن اقتصاد العالم بدأ في الخروج من الركود العالمي، وفي طريقه لدخول فترة من انتعاش هش، وهذا أمر مشجع للجميع في صناعة الطاقة». وأضاف أنه «وبينما لاتزال هناك آثار ظاهرة للركود في عدد من البلدان في جميع أنحاء العالم، ظهرت تحديات عالمية، ومبادرات تتماشى مع التحول في مجال الطاقة، منها استمرار الاستثمارات في مجالات، مثل الطاقة الذكية، وإدارة الكربون، وكفاءة الطاقة، والتنقل الكهربائي، وتعزيز شبكة نقل الكهرباء.

وأوضحوا أن توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً الرياح والطاقة الشمسية سيلعب دوراً حاسماً، وأن الحل سيكون بشبكات طاقة ذكية عالية الأداء لنقل الانتاج.

وأشاروا في اليوم الأخير من فعاليات «منتدى دبي العالمي للطاقة 2011»، إلى أهمية الموارد المتوافرة في الشرق الأوسط من ضوء من الشمس يجاوز تسع ساعات يومياً، وقلة الأمطار، مع وفرة مساحة الأرض الخالية، ما يؤسس لبناء محطات للطاقة الشمسية، والكهروضوئية في المنطقة.

وشدد الخبراء على أهمية تشريعات الأبنية الخضراء في دبي، لافتين إلى أن النمو في استخدام الكهرباء والمياه بلغ 203٪ و144٪ على التوالي في السنوات الـ11 الأخيرة.

وأكدوا أن استهلاك الكهرباء والمياه، إضافة إلى انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون للفرد في الإمارات، تعتبر من أعلى المعدلات في العالم.

واختتم «دبي العالمي للطاقة 2011»، أعماله، أمس، بمناقشة 48 ورقة عمل مقدمة من 25 دولة، تضمنت تسعة محاور رئيسة تشتمل على موضوعات متعلقة بالطاقة والبيئة والاستدامة، من منظور التحديات التي تواجه هذا القطاع.

استخدام المياه والكهرباء

وتفصيلاً، قال نائب الرئيس التنفيذي لقطاع تخطيط الطاقة والمياه في هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، يوسف جبريل، إن «دبي تتمتع بنمو كبير في اقتصادها، وتعداد السكان، والبيئة العمرانية، والطاقة، والاحتياجات من المياه».

وأضاف أن «النمو في استخدام الكهرباء والماء على مدى السنوات الـ11 الماضية، كان بحدود 203٪ و144٪ على التوالي، وأنه يمكن أن يستمر على أساس توقعات النمو المعتدل للكهرباء ولاستهلاك المياه بنسبة 93٪ و59٪ على التوالي بحلول عام 2021»، مؤكداً أن هذا النمو يتطلب قدرة كبيرة جديدة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه.

وأوضح أن «استهلاك الكهرباء والمياه، وانبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون للفرد في الإمارات تعتبر من أعلى المعدلات في العالم»، مبيناً أن اقتصاد دبي يعتمد أساساً على الأعمال، والتمويل، والتجارة، والسياحة، والتجارة والعقارات واقتصاد الخدمات، ما يعني انتاج واستهلاك أكثر من 80٪ من الكهرباء وأكثر من 90٪ من المياه في المباني، التي لها مساهمة كبيرة جداً في انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون في دبي.

وأكد أن «التوجهات الخضراء في المباني ستسهم بشكل كبير في خفض استخدام الكهرباء والمياه، وانبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون»، موضحاً أن حكومة دبي أطلقت مبادرة المباني الخضراء في أكتوبر من عام ،2007 لتوفير استهلاك الكهرباء والمياه، واستخدام مواد البناء وأساليب التصميم والبناء المستدامة، وتحسين جودة البيئة الداخلية، وبالتالي الظروف الصحية، وزيادة الإنتاجية من شاغلي المباني، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

وأفاد بأنه سيتم تنفيذ مبادرة المباني الخضراء في دبي على ثلاث مراحل: تحضيرية بين مطلع يناير 2008 وآخر ديسمبر ،2010 واختيارية بين مطلع يناير 2011 ونهاية ديسمبر ،2013 ومرحلة الانتداب التي سيتم تطبيقها على جميع المباني في المستقبل اعتباراً من الأول من يناير ،2014 كاشفاً عن وجود توجه لإصدار قانون واحد لتنظيم العملية الشاملة، لتصميم البناء والفحص والتصديق على المباني الخضراء.

المباني الذكية

بدوره، قال النائب الأول لرئيس شركة «سيمنز» العالمية، بون ديكسون، إن «الأزمة المالية، وازدياد الطلب على استخدام الطاقة، وتغير المناخ، وظهور الشبكة الذكية، وتسونامي الاقتصاد والتشريعات، أدت الى ظهور عاصفة في كفاءة استخدام الطاقة واحتياجاتها».

وأضاف أن «معظم اصحاب الشركات والمباني اصبحوا عرضة للمجهول عند وضع الاستراتيجية الصحيحة لمواجهة ظروف السوق، وبالتالي اصبح التعاون بين الحكومة وقطاع الصناعة يوفر مساراً واضحاً لمساعدة أصحاب الأبنية عالية الكفاءة لتحقيق أهداف الاستدامة».

إلى ذلك، أفاد مدير دائرة الاستثمارات الإقليمية المعدنية في شركة «إيه.بي.بي» الإمارات، طارق زكريا، بأن «المباني الذكية توفر ما يراوح بين 25 و40٪ من الطاقة، ونحو 35٪ من انبعاثات الكربون»، مؤكداً أن كفاءة استخدام الطاقة في البناء حاجة أساسية، وستحسن أداء البناء للأفضل، وستسهم في تعزيز العائد على الاستثمار.

إلى ذلك، قالت المسؤولة في مجموعة «سيرا غودا» لعلوم البيئة، في المكسيك، مرثا ايزابيل رويز كورزو، إن «للمؤسسات غير الحكومية دوراً في دفع عجلة الاستدامة، إذ إن الوقت الآن هو للمجتمع المدني»، لافتة إلى أن هناك العديد من الاحتياجات، والمشكلات الأكثر إلحاحاً، فضلاً عن أن التغيرات الهائلة ادت إلى اختبار قدرات الأفراد والمجتمع.

ورأى المستشار البيئي لحكومة عجمان، الشيخ الدكتور عبدالعزيز النعيمي، أن «الشباب يمثلون أكثر من 60٪ من سكان دول المنطقة، إذ يبلغ متوسط العمر في غرب آسيا وشمال إفريقيا 23 سنة فقط، أي خمس سنوات أصغر من بقية العالم، و14 سنة أصغر من الولايات المتحدة». وقال إن «دور الشباب في تعزيز التنمية المستدامة، يكمن في استخدام مواهبهم، وابتكار حلول للتحديات المحلية والعالمية، والاهتمامات البيئية، والتفاعل الثقافي».

أما ممثل شركة «سيمنز إيه جي» الألمانية، الدكتور ريتشارد هوسمان، فأفاد بأن «البشر في طريقهم الى عصر جديد من الكهرباء، إذ نحتاج الى مفهوم جديد للطاقة والتنمية المستدامة في مواجهة تضاؤل الموارد وتغير المناخ، فضلاً عن تأمين الطاقة ذات الكربون المنخفض، والإمدادات بأسعار معقولة»، مؤكداً أن توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً الرياح والطاقة الشمسية سيلعب دوراً حاسماً.

ووفقاً لتوقعات «سيمنز» التي تعتمد على التطورات السياسية، سيتم إنشاء بين 4800 تيراواط/ساعة و6000 تيراواط/ساعة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في العالم بحلول عام .2030 وأوضح هوسمان أن «التحديات التي نواجهها هي التقلبات في الانتاج، عندما لا تهب الرياح أو لا تشرق الشمس، ونقل كميات كبيرة من الكهرباء من المواقع الميدانية إلى المستهلكين»، مبيناً أن الحل سيكون بشبكات طاقة ذكية عالية الأداء.

وأكد أنه «يجري على نطاق واسع بناء محطات طاقة شمسية حرارية ذات قدرة عالية في المناطق الغنية والصحراوية في جنوب أوروبا وإفريقيا وفي ولاية كاليفورنيا، فيما يجري تشييد مزارع عملاقة للرياح البحرية في المياه الساحلية.

واعتبر أن الشبكات الذكية العالية الأداء هي الطريقة الأكثر فعالية لنقل الكهرباء، مع انخفاض الخسائر لمسافات طويلة، لتحميل المراكز مع الضغط العالي، وتشغيل أنظمة نقل الكهرباء على مدى آلاف الكيلومترات مع كفاءة بأكثر من 95٪.

تويتر