6 مليارات درهم استثمارات أبوظبي في قمريها الاصطناعيين

«واي 1 إيه» يوفر خدمات عسكرية وتجارية معاً. من المصدر

تستعد شركة «الياه سات»، التابعة لـ«مبادلة للتنمية»، المملوكة لحكومة أبوظبي، لإطلاق أول أقمارها الاصطناعية في 30 مارس الجاري الساعة 00:03 صباحاً بتوقيت الإمارات، الذي يعد أول قمر اصطناعي في المنطقة يخصص للأغراض العسكرية والتجارية معاً.

ويخدم القمر الاصطناعي الأول أكثر من مليار شخص في 85 دولة ضمن نطاق تغطيته الممتدة من إفريقيا وحتى جنوب غرب آسيا، مروراً بالشرق الأوسط.

وسيعقب إطلاق القمر الأول إطلاق قمر ثانٍ قبل نهاية العام الجاري، ويبلغ إجمالي استثمارات إطلاق القمرين 1.6 مليار دولار (نحو ستة مليارات درهم)

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات»، المدير التنفيذي لوحدة «مبادلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، جاسم الزعابي، في مؤتمر صحافي بمقر الشركة، أعقبها جولة في مركز التحكم في الأقمار الاصطناعية بمنطقة الفلاح في أبوظبي، أمس، إن «القمر الأول الذي يحمل اسم (واي 1 إيه) سيتم إطلاقه على ارتفاع 36 ألف كيلومتر من مدينة كورو في قاعدة غوايانا الفرنسية، ويحمل ثلاث حمولات، الأولى عسكرية، والثانية للبث التلفزيوني، وأخرى لربط الشبكات وأنظمة الاتصالات المتقدمة».

ولفت الزعابي إلى أنه «توجد في أبوظبي أكبر محطة للتحكم في الاقمار الاصطناعية في المنطقة، ومن أكثرها تقنية، لمواجهة احتياجات وشروط حمل الحمولة العسكرية، إذ تستطيع المحطة التحكم في عدد أقمار يراوح بين أربعة إلى ثمانية أقمار، وليس قمرين فقط».

وأوضح أن القمر مجهز بجميع احتياجات الأقمار الاصطناعية من حيث اكتشاف محاولات التجسس بمهارة فائقة، كما يوفر أحدث أجهزة ونقاط الاتصال الخاصة بالقوات المسلحة، ويعتمد على تقنيات عالية تتيح له حل مشكلاته الداخلية بنفسه، ما يتيح المرونة التي يحتاجها.

وقال إن «القمر يعد الأول في المنطقة الذي يخدم الجانبين العسكري والتجاري في الوقت نفسه، ويبلغ عمره الافتراضي 15 عاماً». وأفاد بأن «نسبة وجود خطأ أو خلل فني يعرقل عملية الإطلاق تصل إلى 7٪، كما يوجد احتمال يصل إلى 85٪ بأن تتأخر عملية إطلاقه فياليوم نفسه، على أن يتم إطلاقه في اليوم التالي، مثلما حدث في حالات أخرى من قبل».

من جانبه، استبعد نائب الرئيس التنفيذي في شركة «الياه سات»، طارق عبدالرحيم الحوسني، إقامة محطة لإطلاق الأقمار الاصطناعية في أبوظبي»، موضحاً أنه «لا توجد حاجة لإقامة تلك المحطة في الوقت الحاضر».

وأضاف أنه «سيتم التحكم في القمر الاصطناعي من خلال غرفة التحكم في الأقمار الاصطناعية الموجودة في مقر (الياه سات) في أبوظبي، التي يديرها 18 مواطناً بالتعاون مع ستة من الخبراء الأجانب»، لافتاً إلى أن «الشركة المصنعة للقمر الصناعي أجرت اختبارات عدة عليه للتأكد من قدرته على التحكم في مواجهة أي مشكلات، وتأكدت أن جاهزية الفريق أعلى من المستوى المطلوب».

وأوضح الحوسني أن «غرفة التحكم في الأقمار الاصطناعية توجد بها أربع محطات استقبال للتحكم في القمرين، فضلاً عن ستة لواقط تتحكم فيهما»، مشيراً إلى أن «احتمالات حدوث الخطأ نادرة للغاية، خصوصاً أن القمر مجهز للتقليل من الأخطاء في حال حدوث أي عطل فني».

وكشف أن «سعة القمر تتجاوز 200 قناة تلفزيونية، ومعظم القنوات العربية أبدت استعدادها للتوقيع مع (الياه سات) للحصول على خدمات الشركة الفضائية».

ولفت إلى أن «الشركة تأمل في تحقيق عائد اقتصادي كبير بعد سنوات عدة»، موضحاً أن «أكثر من 100 موظف يديرون الشركة، وتصل نسبة التوطين فيها إلى 50٪، وستتزايد خلال الأعوام المقبلة».

يشار إلى أن كلمة (ياه) تعني باللهجة الإماراتية نجم الشمال، وهي تشير إلى اهتمام الإماراتيين بعلوم النجوم والفلك والفضاء.

تويتر