سنغافورة والإمارات تتـــشاركان سهولة الأعمال وإتاحة الفرص للأجانب

أجمع مسؤولون حكوميون في سنغافورة على تشابه تجربة سنغافورة والإمارات، من حيث سهولة أداء الأعمال، وكونهما مكانين مناسبين لعمل المواهب الأجنبية، فضلاً عن كون الإمارات وسنغافورة مركزين إقليميين للأعمال والسياحة والخدمات اللوجستية.

وقالوا إن الدولتين تتميزان بالتطور التكنولوجي، خصوصاً من حيث استخدام الحواسب الآلية والإنترنت ونسبة انتشار الهاتف المحمول، إلى جانب تقارب التعداد السكاني وتنوع الجنسيات وتعدد الثقافات.

وأشاروا، خلال لقائهم وفداً من الصحافيين الإماراتيين زار سنغافورة الأسبوع الماضي، إلى نمو حركة التجارة الثنائية بين سنغافورة والإمارات، وزيادة عدد الشركات السنغافورية العاملة في الإمارات والعكس، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.

أوجه تشابه

وقال نائب المدير العام لمجلس التنمية الاقتصادية في سنغافورة، تان شون شيان، إن «الإمارات وسنغافورة تتشابهان في عدد من الأوجه مثل التطور التكنولوجي وتعداد السكان وتعدد الثقافات». وفسر ذلك بأن «عدد سكان سنغافورة يقدر بنحو 4.8 ملايين نسمة، ويصل عدد غير المقيمين إلى 1.2 مليون نسمة بنسبة نمو تصل إلى 19٪، فضلاً عن تعدد الثقافات، إذ إن نسبة 75٪ من السكان من أصول صينية، و14٪ من المالاي (ماليزيا وإندونيسيا ودول مجاورة) فضلاً عن نسبة 11٪ من الهنود وجنسيات أخرى». وتابع أن «أجهزة الكمبيوتر توجد في 83٪ من المنازل في سنغافورة، فيما تستخدم الإنترنت نسبة 70٪ من الأشخاص البالغين، كما تبلغ نسبة انتشار الهاتف المحمول 137٪». وأوضح أن «الإحصاءات الرسمية تشير إلى توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي لسنغافورة بنسبة تراوح بين 7 و9٪ خلال العام الجاري، إذ يقدر الناتج المحلي الإجمالي حالياً بنحو 182 مليار دولار أميركي». ولفت إلى أن «إجمالي حجم التجارة في سنغافورة يصل إلى 514 مليار دولار، ويبلغ معدل التضخم 0.6٪، في حين تبلغ نسبة البطالة 3٪ فقط من حجم القوى العاملة».

تجارة ثنائية

وقالت مديرة قسم الإعلام والاتصالات في مؤسسة «مشاريع سنغافورة العالمية»، دينيس ناه شو، إن «حركة التجارة الثنائية بين سنغافورة والإمارات شهدت نمواً ملحوظاً على مدار السنوات الخمس الماضية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري 5.31 مليارات دولار أميركي في عام ،2005 وزاد الرقم إلى 6.21 مليارات دولار في عام ،2007 ثم إلى 7.44 مليارات دولار في ،2008 قبل أن ينخفض الرقم إلى 5.91 مليارات دولار في عام ،2009 بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية». وأضافت أن «أهم الصادرات السنغافورية إلى الإمارات خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري تمثلت في المجوهرات، المنتجات النفطية المكررة، معدات الاتصالات، وقطع غيار الآلات، معالجة بيانات المكاتب». وأوضحت أن «أهم الواردات السنغافورية من الإمارات تتمثل في منتجات النفط الخام، المنتجات النفطية المكررة، الذهب غير النقدي، ومعدات الهندسة المدنية وأجزائها».

ولفتت إلى أن «أكبر العقود الرئيسة التي فازت بها الشركات السنغافورية في دبي، أخيراً، تمثلت في عقد لإنشاء مستشفى في مدينة دبي للإعلام بقيمة 14.29 مليون دولار أميركي، وعقد بقيمة 14.29 مليون دولار أميركي لإدارة مشروع عقاري تطوره شركة «أبيار العقارية» الكويتية، فضلاً عن عقد بقيمة 107.14 ملايين دولار لتصميم وبناء وتنفيذ النظم الميكانيكية والكهربائية لمضمار سباق ند الشبا، وعقد آخر لاستشارات التصميم لمقر هيئة الطرق والمواصلات، وكذا عقد بقيمة 7.14 ملايين دولار لاستشارات قطار النخلة الكهربائي».

وأشارت إلى أنه «بالنسبة إلى إمارة أبوظبي، فإن أكبر العقود الرئيسة التي فازت بها الشركات السنغافورية في أبوظبي، أخيراً، تمثلت في عقد مشروع مشترك بقيمة 1.79 مليار دولار مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي لتطوير محطة الفجيرة المتكاملة لتوليد المياه والكهرباء، وعقد بقيمة 14.29 مليون دولار لإدارة فندق خمس نجوم مكون من 161 غرفة في منتجع القرم السياحي، الذي تم تطويره من قبل شركة «الدار العقارية»، فضلاً عن عقد بقيمة 35.7 مليون دولار لإدارة مشروع مستشفى دانة الإمارات، وعقد آخر بقيمة 3.86 ملايين دولار لإنشاء مشروع مشترك مع شركة (مبادلة)».

تصنيف سنغافورة

إلى ذلك، قال مدير العمليات الدولية لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في «مجلس التنمية الاقتصادية» في سنغافورة، إنغ كيت لي، إنه «وفقاً لتقارير البنك الدولي، تم اختيار سنغافورة أسهل مكان في العالم للقيام بأعمال تجارية، تلتها نيوزيلندا، ثم الولايات المتحدة الأميركية، ثم هونغ كونغ، والدنمارك».

وقال إن «سنغافورة تم تصنيفها كذلك ثاني أفضل الدول في حماية حقوق الملكية الفكرية بعد سويسرا، تلتها الدنمارك، ثم فنلندا، فالنمسا».

وأضاف أن «مطار شانغي السنغافوري حصل على جائزة أفضل مطار في العالم عام 2008»، لافتاً إلى أن «سنغافورة تم تصنيفها كذلك أفضل دولة آسيوية يمكن للأجانب العمل فيها، وثاني دولة على مستوى العالم بعد سويسرا».

مستحقات

توقع مدير قسم الشرق الأوسط وإفريقيا للعمليات الدولية في مؤسسة «مشاريع سنغافورة العالمية»، إيان لي، أن «يتم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورة والدول الخليجية خلال العام الجاري أو العام المقبل»، عازياً تأخير توقيع الاتفاقية إلى «مطالبة كل من السعودية والبحرين بمزيد من الوقت لترجمة ودراسة بنود الاتفاقية قبل التوقيع عليها».