أنباء عن اعتقال القائد العسكري لـ «طالبان» والحركة تنفي

القوات الدولية والأفغانية فوجئت بعدد العبوات الناسفة التي أعاقت تقدمها في مرجة. رويترز

أكد مسؤول أميركي إلقاء القبض على القائد العسكري لحركة «طالبان افغانستان» الملا عبدالغني بارادار، في حملة مشتركة للمخابرات الباكستانية والأميركية، لكن «طالبان» قالت انه مازال يقوم بمهامه. فيما لاتزال القوات الأفغانية والدولية، التي تشن منذ اربعة ايام هجوماً واسع النطاق في مرجة، تصطدم بجيوب مقاومة، فيما تعيق تقدمها القنابل اليدوية المزروعة في المنطقة.

وذكرت وسائل الإعلام الأميركية وعلى رأسها صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن بارادار أسر «قبل ايام» في عملية سرية مشتركة في كراتشي جنوب باكستان وأنه يستجوب حالياً من قبل الاستخبارات الباكستانية بحضور عملاء أميركيين.

وقال المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي لـ«فرانس برس» في اتصال هاتفي «ننفي نفياً قاطعاً المعلومات التي تحدثت عن اعتقال الملا باردار. إنها شائعات غير صحيحة إطلاقاً، إنها اكاذيب».

وأضاف «في الوقت الراهن يوجد معنا في أفغانستان، حيث يقود العمليات الجهادية، انه معنا ونحن على اتصال به».

كما قال المتحدث ذبيح الله مجاهد لـ«رويترز» «إنه لم يقع في الأسر، انهم يريدون نشر هذه الشائعة فقط لصرف اهتمام الناس عن هزائمهم في مرجة واثارة البلبلة لدى الرأي العام».

وقال مسؤولو الشرطة والحكومة في كراتشي انه لا علم لهم باحتجاز الملا بارادار.

وقال قائد شرطة كراتشي وسيم أحمد «لا أعلم بشيء من هذا القبيل».

ووصفت مصادر حكومية اميركية، لم تكشف هويتها، للصحيفة الأميركية الملا باردار بأنه أهم شخصية اعتقلت منذ بدء الحرب في افغانستان في نهاية 2001 وبأنه الرجل الثاني في حركة «طالبان افغانستان» بعد مؤسسها وقائدها الأعلى الملا محمد عمر.

وقالت الصحيفة انها أُبلغت، الخميس، بنبأ اعتقال باردار، لكنها ارجأت نشره بناء على طلب البيت الأبيض لعدم إلحاق الضرر بعملية لجمع معلومات استخباراتية.

ونقلت قناة «إي بي سي» الأميركية عن مسؤول أميركي كبير في مكافحة الإرهاب، طلب عدم كشف اسمه قوله، ان اسر باردار «حدث مهم». وقال «في حال لم يعد في ساحة المعركة ستكون ضربة موجعة لـ(طالبان) وخصوصاً للملا عمر الذي اعتمد كثيراً عليه في السنوات الأخيرة».

وذكرت بطاقة معلومات لـ«الإنتربول» ان الملا باردار يبلغ من العمر 42 عاماً وانه كان نائباً لوزير الدفاع في نظام «طالبان» (1996-2001) وانه قد يكون موجوداً عند الحدود بين باكستان وافغانستان.

وعملية الأسر، في حال تأكدت، تتزامن مع الهجوم الكبير الذي تشنه القوات الدولية على مرجة، احد معاقل «طالبان» في جنوب افغانستان.

ولاتزال القوات الأفغانية والدولية التي تشن منذ اربعة ايام هجوماً واسع النطاق في مرجة تصطدم بجيوب مقاومة، فيما تعيق تقدمها القنابل اليدوية المزروعة في هذه المنطقة التي تعتبر معقلا لـ«طالبان» في الجنوب الأفغاني.

وقال قائد اركان الجيش الأفغاني بسم الله خان، لعدد من الصحافيين «تم العثور على مئات الألغام». وأضاف «اننا نتقدم ببطء لأنه تم تلغيم هذه المناطق».

وكان القادة الأفغان أكدوا، أول من أمس، ان القوات المشتركة الأفغانية والدولية سيطرت على معظم مناطق مرجه وجوارها، أحد معاقل المتمردين.

واعرب متحدث باسم مشاة البحرية الأميركية (المارينز) التي تقود الهجوم، أمس، عن دهشته لعدد العبوات الناسفة «التي زرعها العدو».

وقال اللفتنانت جوش ديدامز «نجدها بأعداد تفوق ما كنا نتصوره». وتتسبب العبوات الناسفة اليدوية الصنع في سقوط العدد الأكبر من القتلى في صفوف القوات الدولية والأفغانية. في موازاة ذلك افاد المتحدث باسم ولاية هلمند داود احمدي بأن قائداً في حركة «طالبان» واربعة مقاتلين من العرب قتلوا في غارة للحلف الأطلسي على الولاية. وأضاف أنها استهدفت منسق المقاتلين الأجانب لدى «طالبان» سراج الدين المعروف بـ«حكمت منهاج»، مؤكداً أن الغارة على منطقة واشير أدت الى مقتل منهاج واربعة مقاتلين عرب كانوا داخل سيارة.

من جهته، صرح حاكم ولاية قندوز (شمال) محمد عمر، بأن قائداً آخر من «طالبان» قتل واعتقل ثلاثة مقاتلين خلال هجوم بقيادة قوات اميركية في منطقة جار درة، في الولاية، لكن المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله، أكد مقتل احد مقاتلي الحركة في غارة، لكنه نفى اعتقال اي عناصر.

تويتر