الطيران «الاقتصادي» يركّز على الأسعار و«التجـاري» يعزّز الخدمات

لمشاهدة المخطط بوضوح يرجى الضغط على الصورة أعلاه.

تسعى شركات الطيران الاقتصادي إلى إطلاق المزيد من الوجهات، والتوجه إلى العميل من منطلق الأسعار الاقتصادية، في حين تتجه بوصلة شركات الطيران التجاري نحو توفير المزيد من الخدمات والتركيز على جودتها، بحسب رؤساء تنفيذيين ومديرين عاملين في قطاع النقل الجوي، أكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن ظهور شركات طيران اقتصادية جديدة في المنطقة يشير إلى الحالة الصحية التي يتميز بها هذا القطاع في المنطقة، ما يصب بالتالي في مصلحة العملاء ويزيد من نشاط القطاع.

ولفتوا إلى أهمية خدمات الطيران الاقتصادي التي تركز على توفير المزيد من القيمة المضافة، باعتبارها تشهد إقبالاً كبيراً في مختلف أنحاء العالم.

وأشاروا إلى أن نسبة قطاع الطيران الاقتصادي في المنطقة تمثل أقل من 5٪ .

موضحين أن للطيران الاقتصادي جاذبية كبيرة لجمهور واسع، لأنه يمكّن الناس من الحصول على خيار السفر مرات أكثر بأسعار أقل، إلا أن هذا لم يمنع شركات طيران تجاري من تحقيق نسب نمو تقارب 20٪ في حركة نقل الركاب وسعة المقاعد، كما لم يمنعها من إطلاق العديد من الوجهات الجديدة، فضلاً عن زيادة عدد رحلاتها وتعزيز وإضافة المزيد من الخدمات.

ظروف صعبة
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران»، عادل علي، إنه «على الرغم من الظروف البالغة الصعوبة التي تواجه قطاع الطيران في جميع أنحاء العالم، فإن شركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اغتنمت الفرصة لزيادة حصتها في السوق العالمية، من خلال تركيزها على تحقيق النمو المستدام من الناحية التجارية»، مضيفاً أن «يحدث هذا في الوقت الذي زادت المنافسة على الصعيد الإقليمي، بعد اعتماد المزيد من الدول سياسة الأجواء المفتوحة».

شركات منافسة
وأضاف علي أن «ظهور شركات طيران اقتصادية جديدة في المنطقة يشير إلى الحالة الصحية التي يتميز بها القطاع في المنطقة، حيث ينعكس وجودها على أسعار تذاكر السفر خفضاً، وتشتد المنافسة على تقديم المزيد من الخدمات للعملاء، ما يساعد على تنمية حركة النقل الجوي، وبالتالي المزيد من النشاط لشركات القطاع من جهة، وتوفير المزيد من القيمة المضافة للمسافرين من جهة أخرى».

 إياتا: 16.5٪ نمو السفر 
ارتفع الطلب على النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 16.5٪ في نوفمبر الفائت، مقابل 2.1٪ لنمو الطلب العالمي، بحسب المنظمة الدولية للنقل الجوي (إياتا). وبلغت نسبة نمو قطاع النقل الجوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ 5.1٪، بينما بلغت النسبة 8.2٪ في أميركا اللاتينيّة. وأشارت المنظمة إلى أن الطلب عالمياً لايزال دون المستويات القياسيّة المسجّلة في عام 2008 بنسبة 6٪، مؤكدة المقومات الكبيرة المتاحة لقطاع الطيران، والتي تخوله النمو مستقبلاً. وكانت (إياتا) أعلنت، في وقت سابق، أن شركات الطيران ستخسر 5.6 مليارات دولار في ،2010 بعد مراجعتها للتوقعات المالية الخاصة بالعام نفسه.


وذكر أن «خدمات الطيران الاقتصادي تشهد إقبالاً كبيراً في مختلف أنحاء العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط والإمارات، وذلك كونها توفر حلول سفر أقل تكلفة في هذه الظروف الاقتصادية المضطربة، فضلاً عن سهولة وبساطة الإجراءات اللازمة للحصول عليها، كالحجز عن طريق الإنترنت».

جاذبية كبيرة
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي»، غيث الغيث، «مازالت سوق الطيران الاقتصادي في المنطقة في طور النمو، ويعتبر توسع (فلاي دبي) السريع منذ بدء تشغيل رحلاتها في يونيو الماضي جزءاً مهماً من هذا النمو».

وأشار إلى أن «قطاع الطيران الاقتصادي في المنطقة يستحوذ على نسبة تقل عن 5٪ مقارنة بالأسواق الأكثر تطوراً مثل أوروبا وأميركا، حيث يستحوذ هذا القطاع على أكثر من 20٪».

وأضاف الغيث أن «قطاع الطيران الاقتصادي يعتبر بشكل عام ذا جاذبية كبيرة لجمهور واسع، لأنه ببساطة يمكّن الناس من الحصول على الخيار في السفر مرات أكثر بسبب خفض الأسعار، نظراً للعدد الكبير من المغتربين في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط الذين يعتمدون على السفر جواً لزيارة أوطانهم»، مؤكداً أن «الشركة تعلن بانتظام عن عروض وتخفيضات ما يتيح للناس السفر للعمل أو للمتعة مرات أكثر، وتعتبر هذه التخفيضات في (فلاي دبي) جزءاً مهماً من استراتيجية عمل الشركة، ونعتزم مواصلة هذا التوجه بصورة منتظمة».

الدفع مقابل الخدمات
ولفت إلى أن «أسعار رحلات (فلاي دبي) التي يتألف أسطولها من ست طائرات من الجيل الجديد من طراز بوينغ «737 ـ 800» بإمكانها التحليق على ارتفاع يتراوح بين 35 ألف قدم إلى 41 ألف قدم، تبدأ من 200 درهم، ويغطي سعر التذكرة جميع الضرائب وحقيبة أمتعة يدوية يصل وزنها إلى 10 كيلوغرامات لكل راكب، مضيفا «يتسم نموذج العمل الذي تعتمده (فلاي دبي) بالسهولة والبساطة، حيث يقوم الركاب بالدفع مقابل الخدمات التي يختارونها فقط حيث إننا نعتقد أن على الركاب أن يدفعوا ثمن الحقائب التي بحوزتهم فقط».

أداء قوي
إلى ذلك، قال نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران لـ«طيران الإمارات»، أحمد خوري، إن الناقلة «واصلت خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية 2009 ـ 2010 تحقيق نمو قوي في أعمالها، سواء من حيث السعة المتاحة أم حركة الركاب والشحن مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، وهو أداء خالف تماماً اتجاهات صناعة الطيران العالمية».

وأضاف أن «السعة التي تقاس بالعائد الكيلومتري على المقعد (بي آر كي أم) سجلت نمواً بنسبة 22٪، في حين ارتفع مؤشر حركة نقل الركاب الذي يقاس بالعائد الكيلومتري على الراكب بنسبة 21٪، واستمرت نسبة الإشغال عند مستوياتها العالية بنسبة 77.5٪، بخفض طفيف عن الأشهر الستة الأولى من السنة الماضية، حيث سجلت آن ذاك 78.3٪».

طلب وعرض
وأكد خوري، أن «الناقلة تواصل افتتاح صالات جديدة لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال في عدد من المطارات الدولية حول العالم التي تشمل مطارات بريسبن، سيدني، ملبورن، بيرث، أوكلاند، بانكوك، دبي، فرانكفورت، هونغ كونغ، كوالالمبور، لندن غاتويك، لندن هيثرو، ميونيخ، باريس شارل ديغول، نيويورك جي أف كي، سنغافورة، فضلاً عن زيوريخ»، مؤكداً عزم الناقلة افتتاح المزيد من الصالات.

وأشار إلى أن «أسعار التذاكر تتفاوت من سوق إلى أخرى نظراً لارتباطها بعوامل مختلفة بما فيها العرض والطلب المرتبطة بالمواسم في كل سوق على حدة».

وفي سياق خططها لتطوير وتنمية خدماتها وتحسين منتجاتها المقدمة للعملاء، أكد خوري أن «أسعار تذاكر (طيران الإمارات) تخضع للمراجعة المتواصلة للعمل على توفير أفضل الأسعار لعملاء الناقلة مع المحافظة على هامش الأرباح».
تويتر