«ياهو»تسعى إلى إنجاح استحواذها على «مكتوب»

41.9 مليون مستخدم للإنترنت في العالم العربي عام .2008 تصوير: دينيس مالاري

توقع خبير في قطاع تكنولوجيا المعلومات أن يشهد محتوى الإنترنت باللغة العربية نمواً كبيراً خلال السنوات المقبلة، إذ يوجد أكثر من 320 مليون شخص يتحدثون اللغة العربية حول العالم، فضلاً عن ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط من 3.2 ملايين مستخدم عام ،2000 إلى 41.9 مليوناً في ،2008 وفقاً لتقرير «إحصاءات عالم الإنترنت».

وعزز استحواذ شركة «ياهو» العالمية في أغسطس الماضي، على موقع «مكتوب» العربي، صدقية أوساط الإنترنت في المنطقة.

وقال مدير عام شركة «ياهو مكتوب»، أحمد ناصيف، إن «خبرة موقع (مكتوب) في المنطقة، وجمهوره الكبير في الوطن العربي، عاملان أساسيان بالنسبة لشركة (ياهو) لنجاح عملية الاستحواذ».

وعلى الرغم من أن اللغة العربية، تعد حالياً الأسرع نمواً وانتشاراً عبر الإنترنت، حيث ارتفعت أعداد مستخدمي الإنترنت من المتحدثين بالعربية بنسبة كبيرة بلغت 2064٪ خلال الفترة من عام 2000 ولغاية ،2008 وفقاً لما ورد في «تقرير المعرفة العربي»، إلا أن المحتوى المتوافر باللغة العربية لا تتجاوز نسبته حالياً 1٪ من إجمالي محتوى الإنترنت.

وتفصيلاً، قال ناصيف، إن «معظم مناطق الوطن العربي لاتزال في بداية مراحل استخدام الإنترنت، لذلك تسعى الشركة إلى تطوير منتجات تعزز من وجود المستخدمين العرب عبر الإنترنت، ثم إتاحة الفرصة لشركات الشرق الأوسط للتواصل معهم».

وأوضح أنه «ومع التوقعات بنمو الإنفاق على إعلانات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 35 الى 40٪ خلال العام الجاري، وفقاً لما ورد عن شركة مدار للأبحاث، فإن هذه الظروف ستلفت انتباه شركات الإعلان في المنطقة والعالم على حد سواء».

وأضاف أن «حجم سوق الإعلانات عبر الإنترنت في منطقة الخليج وبلاد الشام يقدر حالياً بـ 50 مليون دولار، من إجمالي الإنفاق الإعلاني الذي يراوح بين أربعة إلى ستة مليارات دولار»، لافتاً إلى أن «انتشار (ياهو)، و(مكتوب) معاً، والمقدر بنحو 30 إلى 35 مليون مستخدم شهرياً، يوفر أضخم منصة وصول للمستخدمين في المنطقة، كما أصبح من الممكن حالياً تحقيق انتشار عالمي».

واعتبر مدير عام شركة «ياهو مكتوب» أن «اندماج (ياهو) و(مكتوب) يعني أن كبار المعلنين سيحظون الآن بمنصة ذات انتشار وعمق كبيرين، ما يتيح لهم التواصل بشكل أفضل مع مستخدمي الإنترنت في المنطقة، بدعم من تكنولوجيا (ياهو) التي تركز على الإعلانات، وفريق المبيعات المتفوق لموقع (مكتوب)».

وكان موقع «مكتوب» احتل الصدارة في مجال الإعلانات عبر الإنترنت في المنطقة، كما وفر لشركات الإعلان مجموعة واسعة من فرص استهداف العلامات التجارية والتواصل مع المستخدمين.

وأوضح ناصيف أن «الاتفاقية تضمنت التزاماً من الطرفين بالسعي معاً نحو تحقيق الأهداف المشتركة، والمتمثلة في توفير أفضل تجربة عبر الإنترنت للمستخدمين في العالم العربي، فضلاً عن توفير منصة متميزة لشركات الإعلان الرقمي في المنطقة»، لافتاً إلى أن «من شأن هذه الاتفاقية أيضاً أن تسهم في تطوير المنتجات الحالية، وتوفيرها باللغة العربية، فضلاً عن فتح المجال للتعاون مع المطورين المحليين لإطلاق منتجات جديدة قوية».

ووصف الشراكة بين الشركتين بأنها «الخطوة التالية المنطقية بالنسبة لموقع (مكتوب)، الذي شهد زيادة كبيرة في أعداد المستخدمين من مليوني مستخدم عام ،2002 إلى أكثر من 18 مليون مستخدم حالياً».

وأوضح أنه «بالنسبة لشركة (ياهو)، فإن أحد أهم استراتيجيات نجاحها في الأسواق الناشئة تتمثل في تطوير محتوى معدل، بحيث يناسب المجتمع المحلي»، مشيراً إلى أن «استحواذ (ياهو) على موقع (مكتوب.كوم) يأتي منسجماً مع استراتيجية الشركة في الأسواق الناشئة، ومع ثقتها بتأثير الإنترنت وقدرتها على تغيير الأفراد والمجتمعات والظروف الاقتصادية في هذه الأسواق».

وأكد أننا في العالم العربي نقف على مشارف ثورة إنترنت ستشهد زيادة هائلة في محتوى الإنترنت باللغة العربية، وقد مثلت هذه الصفقة أول عملية استحواذ على نطاق واسع لموقع عربي من قبل شركة أجنبية، لافتاً إلى أن «هذه الصفقة قد لا تكون الأخيرة، فقد بدأ العالم يفتح عينيه على الإمكانات والفرص الهائلة التي يتمتع بها عالم الإنترنت في المنطقة العربية».
تويتر