«فاينانشيال تايمز»: غمامة «الأزمة» بدأت تنقشع عن دبي

الازدحام دليل على عودة القوة للحياة الاقتصادية.                    تصوير: دينيس مالاري

يتنفس سكان في دبي الصُعداء عندما يشاهدون ازدحامات مرورية. وقال رجل أعمال كان يراقب بقلق، تناقص أعداد السيارات في شوارع دبي، حين توقفت أعمال البناء، بسبب الأزمة العالمية، «أشعر بالفرح عندما أتوقف في الشارع بسبب الازدحام».

بدأت غمامة الأزمة الاقتصادية تنقشع، وبدأ سكان دبي يعودون بعد إجازات صيف طويل، إلى المدينة التي تشعر الآن بأنها تقوم بـ«طرد» ما تبقى من تبعات الأزمة الاقتصادية.

لقد كان تعداد طلاب المدارس هو الاختبار الأول لعودة اقتصاد دبي إلى وضع صحي، حيث كان العديد من المحللين يخشون أن من شأن مغادرة عدد كبير من الوافدين للمدينة، أن يؤدي إلى حدوث هبوط كبير في الاستهلاك، وفي السوق العقارية. إلا أن العديد من المدارس التي زارتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، ذكرت أن هناك أعداداً كبيرة من الطلبة ينتسبون إليها، حيث شهدت ارتفاعاً بعدد طلابها بنسبة 5٪.

وقال أحد كبار مدرسي «كينغ سكول» في دبي، ديبي واطسون، إن «المدرسة لاتزال ممتلئة، ولم يغادرها كثير من الأطفال».

لكن سوق العقارات لاتزال تعاني ركوداً، حيث انخفضت قيمتها إلى نصف ما كانت عليه فترة الذروة العام الماضي، بيد أن هناك بشائر أمل في التحسن.

ويمكن لدبي الآن، أن تستعيد وضعها، باعتبارها مدينة منافسة، حيث يقول وسيط العقارات العالمي، جونز لانغ لاسالي، إن «بنية دبي التحتية، وأسلوب الحياة فيها، تجعلان الأسعار فيها تسير نحو التحسن، كما ساعد انخفاض إيجارات الشقق السكنية، العاملين في دبي، على تحسين ظروف سكنهم، من حيث الاتساع والموقع».

ويقول بعض سماسرة العقارات إن بعض المواقع السكنية تشهد ارتفاعاً في طلبات الشراء فيها، ما يبشر بإمكانية ارتفاع الأسعار فيها. ويتخذ العديد من الذين وجدوا عملاً في أبوظبي، الجزء الغربي من دبي مقراً لسكنهم، حيث يستخدمون السيارة ذهاباً وإياباً، لنحو ثلاث ساعات يومياً.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك البريطاني، سيمون ويليامز، إن «المزاج تغير الآن، وأشعر بثقة تتعزز الآن، وأقول إن من اعتقدوا أن دبي ستكون مدينة فارغة، بعد أن يغادرها الوافدون بحلول الصيف، أو ستضعف بعد انهيار أسعار العقارات فيها، إنهم مخطئون». ويرى ويليامز، أنه «مع تطور الاقتصاد المحلي، فإن الطلب على خدمات الأعمال التي تشتهر بها دبي، ستعود من جديد، في حين أن انخفاض التضخم، سيساعد دبي على المنافسة بفعالية أكبر».

وعلى الرغم من التفاؤل بتحسن الوضع الاقتصادي في دبي، إلا أن الإمارة لاتزال تواجه عدداً من العقبات في الطريق نحو النمو، مثل المديونية، وسوق العقارات التي لاتزال ضبابية حتى الآن، وسوق العمل غير المستقرة. وينشط وافدون فقدوا أعمالهم، في البحث عن عمل بديل، في مراكز تشهد نمواً جيداً مثل أبوظبي، وقطر، والسعودية. وقال وافد «أحب هذه البلد وأريد العيش فيه، لكن هل سأجد عملاً يمكنني من استمرار العيش هنا؟».

تويتر