نقص في منتجـات الحـلـيب المجـفّف في الأســـــــــواق

أسعار الحليب المجفّف انخفضت 20٪ عالمياً. غيتي

شكا مستهلكون من نقص في أنواع من منتجات الحليب المجفف في مختلف منافذ البيع في أسواق الدولة أخيراً، لافتين إلى أن محال تجارية تعرض تلك المنتجات بأسعار مرتفعة، ومحذرين من أن تشمل عمليات التقليص، منتجات الحليب المجفف للأطفال، في ظل غياب بدائل لها.

وقال مسؤولو مراكز تجارية وتعاونيات، إن شركات رئيسة موردة لمنتجات الحليب المجفف قلصت عمليات توريدها، في محاولة للحفاظ على معدلات أسعارها، في مواجهة مطالب خفض الأسعار، مواكبة للأسواق العالمية.

وكانت وزارة الاقتصاد، أعلنت على لسان مدير إدارة حماية المستهلك، الدكتور هاشم النعيمي، أن الوزارة قررت خفض أسعار منتجات الحليب المجفف 10 دراهم، تماشياً مع خفض أسعارها عالمياً، مشيراً إلى وجود مباحثات مع شركات توريد لتنفيذ تلك التخفيضات، ومنحها مهلة لتصريف مخزونها من تلك المنتجات.

أزمة نقص
وتفصيلاً، قال مدير العلاقات العامة في دبي والإمارات الشمالية لـ«مجموعة إيبك غروب»، ومراكز اللولو التجارية، عمر كريم، إن «شركات توريد منتجات الحليب المجفف رئيسة، قلصت عمليات التوريد بشكل مفاجئ، تحت دعاوى عدم وجود مخزون كاف لتلك المنتجات حالياً، في إطار مواجهة مطالب وزارة الاقتصاد خفض أسعارها».

وأضاف أن «(المجموعة) أبلغت الوزارة بذلك، حيث من المنتظر عقد اجتماعات قريبة مع مسؤولي الوزارة لبحث الموضوع»، مشيراً إلى «وجود مفاوضات مع مسؤولي شركات موردة، لإعادة عمليات التوريد مرة أخرى، والالتزام بالأسعار الجديدة». وأوضح أن «أسعار منتجات الحليب المجفف، انخفضت في مختلف الأسواق العالمية بنحو 20٪، مقارنة بأسعارها خلال الفترات السابقة»، معبراً عن «مخاوف من تزايد عمليات التقليص، أو الإحجام عن التوريد بشكل أكبر، لتشمل في مراحل لاحقة منتجات الحليب المجفف المخصصة للأطفال، في ظل عدم وجود بدائل لها».

وبيّن أن «إدارة المجموعة توفر بدائل لمنتجات الحليب المجفف عموماً، في إطار مواجهة أي نقص في تلك المنتجات، نتيجة عمليات الضغط من بعض الشركات الموردة»، مؤكداً أن «البدائل بمواصفات الجودة نفسها للعلامات التجارية الأخرى، وبأسعار منخفضة».

توفير البدائل
من جانبه، قال نائب المدير العام في «جمعية الاتحاد التعاونية» في دبي إبراهيم البحر، إن «إحدى الشركات الرئيسة الموردة لمنتجات الحليب المجفف، أعلنت رفضها التوريد بأسعار منخفضة، ما جعل إدارة الجمعية تهتم بإبراز منتجات الحليب المجفف التي تستوردها بشكل مباشر، بديلاً جاهزاً لتلبية احتياجات المستهلكين».

وأضاف أن «إدارة الجمعية تسعى حالياً إلى توفير مخزون جديد لمنتجات الحليب المجفف الذي يحمل شعار واسم الجمعية»، لافتاً إلى أنه «يتم تجديد الحصول على المخزون من تلك المنتجات كل ستة شهور».

وأشار إلى أن «الجمعية ستبحث مسألة خفض أسعار الحليب المجفف، بما يتناسب مع كلفة أسعار استيراد تلك المنتجات، وبما يوازي حجم الانخفاضات في الأسعار في مختلف الأسواق».

وفي السياق ذاته، أوضح المدير العام في «جمعية الإمارات التعاونية» في دبي، فريد الشمندي، أن «توافر بدائل للعلامات التجارية الرئيسة للحليب المجفف، عبر حليب (التعاون) المطروح في مختلف منافذ بيع التعاونيات، يبعد مخاوف عدم إمكانية تلبية احتياجات المستهلكين»، مضيفا أن «غالبية شركات توريد الحليب المجفف، لم تتخذ أية خطوات لخفض الأسعار، وهي مستمرة في عمليات التوريد بالأسعار السابقة».

وفضل مسؤول في شركة رئيسة موردة لمنتجات الحليب المجفف في دبي، عدم التعليق، مكتفياً بالقول إن «الشركة تبحث سبل التوريد لمنافذ البيع التي تخلو منها تلك المنتجات».

انواع محددة
من جانبهم، أكد مستهلكون نقص كميات منتجات الحليب المجفف في مختلف منافذ البيع في أسواق الدولة، وقالوا إن المتوافر منها أنواع محددة، وتباع بأسعار مرتفعة.

وأوضح مندوب المبيعات في إحدى الشركات التجارية، وليد عبده، أن «بعض أنواع منتجات الحليب المجفف، التابعة لعلامات تجارية شهيرة، اختفت في عدد من منافذ البيع الكبيرة»، مشيراً إلى أنه «وجدها بصعوبة في بعض المحال ».

وعبر عبده عن قلقه من أن الاستمرار في عدم توريد تلك المنتجات، قد يتسبب في أزمة نقص كبيرة في تلك المنتجات، في ظل اعتياد مستهلكين على شرائها.

وقال المهندس في إحدى شركات المقاولات، محمد علي، إن «بعض المحال التجارية والبقالات الصغيرة، استفادت من نقص بعض منتجات الحليب المجفف، وبدأت ببيع ما لديها بأسعار مرتفعة، مقارنة بالأسعار الأساسية لتلك المنتجات في المراكز التجارية الكبيرة والتعاونيات».

من جانبه، أشار الموظف في إحدى الشركات في أبوظبي، أيمن محمد، إلى أن «لجوء شركات التوريد إلى تقليص عمليات توريدها لمنتجات الحليب المجفف، أسلوب متبع لضمان عدم خفض الأسعار، رغم انخفاضها عالميا»، مضيفا أن «توسع تلك الشركات في عدم توريد منتجات الحليب المجفف الذي يحتاج إليه الأطفال، سيزيد من خطورة المشكلة التي يجب أن يتصدى لها المسؤولون بقوة».

تويتر