أعمال شركات العلاقات العامة تنكمش بسـبب «الأزمة»

نشاط العلاقات العامة أقل كلفة من النشاط الإعلاني. تصوير: مصطفى قاسمي

قال مسؤولون في شركات تعمل في مجال العلاقات العامة، إن «حجم أعمال شركات العلاقات العامة في الإمارات تأثر بصورة ملحوظة بالأزمة المالية العالمية، خصوصاً مع تراجع أداء وأنشطة الشركات، وخفض ميزانياتها الموجهة لهذا القطاع، فضلاً عن قطاع التسويق».

ولاحظوا أنه «على الرغم من أهمية العلاقات العامة، قطاعاً مدعماً للنشاط الاقتصادي والأنشطة الحكومية، فإن شركات عديدة قررت تقليص إنفاقها على نشاط العلاقات العامة في أول رد فعل للأزمة محلياً».

وقالت المسؤولة في جمعية الشرق الأوسط للعلاقات العامة، ريبيكا هيل، إن «إيرادات شركات العلاقات العامة شهدت انخفاضاً خلال العام الجاري، فضلاً عن أن شركات عدة راجعت خطط نموها بسبب تداعيات الأزمة».

وكشفت دراسة أعدتها الجمعية في وقت سابق، عن أن «قيمة قطاع العلاقات العامة في الشرق الأوسط، تخطت حاجز الـ92 مليون درهم (25 مليون دولار) سنوياً، بسبب نمو عدد المؤسسات الإقليمية التي تعتمد العلاقات العامة ضمن استراتيجيتها المؤسساتية خلال عام 2007».

وقال الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة الإخبارية الدولية»، مازن نحوي، إن «شركات العلاقات العامة تأثرت بشكل واضح بالأزمة العالمية، فهناك فقدان للإيرادات، وانخفاض في عدد العملاء، وتسريح للكوادر من قبل شركات»، موضحاً أن «من الصعب قياس حجم التراجع بالأرقام، بسبب عدم وجود دراسات توضح بشكل محدد وضع هذا القطاع».

وأضاف أنه «توجد أسباب تستوجب من الحكومات الاعتماد على قطاع العلاقات العامة، ومن أهم هذه الأسباب حاجة الحكومات إلى التواصل مع شركائها والمؤسسات التابعة لها، فضلاً عن ازدياد التحديات المحيطة التي فرضتها التغييرات على المناخ الإعلامي في السنوات القليلة الماضية، والتي أدت إلى بروز حاجة لإيجاد آلية لتقييم نجاح الحملات الإعلامية».

تراجع
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أورينت بلانيت» للعلاقات العامة، نضال أبوزكي، إنه لاحظ تراجعاً في حجم نشاط قطاع العلاقات العامة خلال العام الجاري، بسبب تداعيات الأزمة العالمية، مضيفاً أنه «يُعد الأقل تأثراً مقارنة بالقطاعات المرتبطة بنشاط التسويق، مثل قطاع الإعلان».

وتابع «ما يظهر تأثر هذا القطاع بوضوح، الزيادة الملحوظة في عدد شركات العلاقات العامة خلال العامين الماضيين، مع الطفرة العقارية التي شهدتها الإمارات، لكن الأزمة (غربلت) السوق وأنهت أنشطة شركات ضعيفة، وأعادت هيكلة شركات كبيرة».

 قمّة للعلاقات العامة
أعلنت «المجموعة الإخبارية الدولية»، المتخصصة في مجال خدمات الأبحاث والعلاقات العامة، عن تنظيم الدورة الثالثة من «قمة تقييم فاعلية أداء العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط» يوم 22 نوفمبر المقبل في دبي».

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة، مازن نحوي، إن «القمة ستركز على تقييم أداء العلاقات العامة في القطاع العام والحكومات، وتناقش على مدى ثلاثة أيام، دراسات تقييم فاعلية أداء العلاقات العامة، والتحليل الإعلامي في تطوير ودعم حملات العلاقات العامة على مستوى القطاعات الحكومية». وأضاف أن «المؤتمر سيسلط الضوء على تعاون الشركات، والتنسيق في ما بينها لمواجهة تحديات الأزمة، وكيفية تقوية هذا القطاع المهم».

ورأى أبوزكي أنه «على الرغم من نتائج (الأزمة) على هذا القطاع، فإن هناك جانباً إيجابياً، يظهر في لفت نظر الشركات إلى أن نشاط العلاقات العامة أقل كلفة من النشاط الإعلاني، رغم فاعلية الأخير في عملية التسويق»، مقدراً حجم الميزانية السنوية لنشاط العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط بنحو 441 مليون درهم (120 مليون دولار).

وأوضح أن «أوجه التأثر التي بدت على الشركات، تمثلت في إعادة الهيكلة»، لافتاً إلى سياسة التوسع التي قامت بها الشركة في السعودية، وقطر، والكويت رغم «الأزمة».

ووفقاً لبيانات شركة «صحارى للعلاقات العامة» في الإمارات، فإن «حجم إنفاق الشرق الأوسط على العلاقات العامة يصل إلى نحو 367 مليون درهم (100 مليون دولار)، فيما يصل عدد شركات العلاقات العامة في الدولة إلى نحو 90 شركة». وتوقعت الشركة «نمو أعمال العلاقات العامة خلال السنوات المقبلة في المنطقة، لثبوت فاعليتها وقدرتها على إيصال الرسائل المطلوبة، بكلفة أقل بكثير من الوسائل التسويقية المعروفة».

وفي السياق ذاته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «رنو» للاتصالات التسويقية، سامر رنو، إن «للإمارات مكانة كبيرة على مستوى العالم في ما يتعلق بتطور أنشطة العلاقات العامة بها»، مشيراً إلى «الدور الإقليمي الذي لعبته الشركات في دبي، ما أسهم في استقطاب مؤسسات متخصصة في هذا القطاع».

وأكد أن «الشركات العاملة في الإمارات أصبحت تعي أهمية العلاقات العامة في إدارة سمعتها، وتسليط الضوء على نشاطاتها وخدماتها في القطاعات كافة».
تويتر