«القلعة»: الصناعات الغذائية أفضل استثمار خلال الأزمات

«القلعة» ضخت استثمارات ضخمة في مشروعات الأغذية.               تصوير: باتريك كاستيلو

اعتبر العضو المنتدب، المؤسس المشارك لمجموعة «القلعة للاستشارات المالية» (سيتاديل كابيتال) هشام الخازندار، الصناعات الغذائية أفضل قطاع يمكن الاستثمار فيه في الأوقات المختلفة، بما فيها أوقات الأزمات المالية».

وأكدت المجموعة اهتمامها بالمشروعات التي تخدم شريحة محدودي الدخل، واعتبرتها ضرورة للنمو الاقتصادي وللحد من الفقر.

وذكرت المجموعة التي حلت في المرتبة رقم 75 بين أكبر شركات الاستثمار في العالم أن القطاع الخاص في الدول المختلفة مطالب بابتكار استراتيجيات استثمارية، تهدف إلى إنجاح المشروعات التي تعمل على خدمة هذه الشريحة، من الذين يواجهون ظروفاً صعبة، وهو ما يترتب عليه تحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة، فضلاً عن توفير السلع والخدمات الجيدة لهم.

ووفقاً لتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي في العام الماضي، فإن شريحة محدودي الدخل تضم نحو 3.7 مليارات شخص حول العالم ووصل إجمالي دخل من يتقاضون ثمانية دولارات أو أقل يومياً، إلى نحو 2.3 تريليون دولار، بينما من المتوقع أن يصل إجمالي دخلهم بحلول العام 2015 ،إلى أربعة تريليونات دولار سنوياً، في حال بقيت معدلات النمو ثابتة.

تحدٍ

وتفصيلاً، دعا الخازندار المستثمرين العرب إلى «الاتجاه باستثماراتهم إلى المشروعات التي تخدم شريحة محدودي الدخل الواسعة».

وقال إن «هذه الشريحة تمثل (قاعدة الهرم الاقتصادي)، وتضم نحو 3.7 مليارات شخص حول العالم وتغفلهم معظم توزيعات الأسواق الرسمية».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، أن «الملايين من محدودي الدخل يشكلون سوقاً استهلاكية قادرة على النمو السريع وقطاعاً إنتاجياً لم يتم دعمه وتطويره بعد، فضلاً عن أنهم يمثلون طاقة هائلة يجب دعمها وإطلاقها في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم».

وأكد أن «توظيف محدودي الدخل كمنتجين، ومستهلكين، ورجال أعمال سيعمل على الحد من الفقر، ودفع النمو الاقتصادي على نطاق أوسع».

وأوضح الخازندار أن «هذه الشريحة من السكان على مستوى العالم، تمثل تحدياً فريداً بالنسبة لمستثمري القطاع الخاص، حيث تتيح لهم الفرصة لابتكار استراتيجيات استثمارية، تهدف إلى إنجاح المشروعات التي تعمل على خدمة هذه الطبقة، من الذين يواجهون ظروفاً صعبة وقاسية، وهو ما يترتب عليه تحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة، فضلاً عن توفير السلع والخدمات الجيدة لهم».

وبين أن «(القلعة) ضخت استثمارات في مثل هذه المشروعات، كمشروع ربط نحو 700 ألف وحدة سكنية مصرية، بشبكة الغاز الطبيعي الوطنية، الذي نفذته شركة (طاقة عربية) التابعة للمجموعة، كما ستقوم شركة (تنمية) لخدمات المشروعات الصغيرة، بتوفير الخدمات المالية والتمويل الذي تحتاجه الطبقات متوسطة ومنخفضة الدخل».

وأشار إلى أن «(القلعة) تقوم كذلك بضخ استثمارات ضخمة في كل من مشروعات الأغذية، والزراعة، والنقل، واللوجيستيات، على المستوى الإقليمي، من أجل خدمة المستهلكين من ذوي الدخول المختلفة».

نموذج

وتحدث الخازندار عن رؤيته لأوضاع المنطقة، في ظل التطورات العالمية الأخيرة، فقال إن «قدرة المجموعة المتواصلة على جمع وتدبير الأموال، وتحقيق العوائد النقدية للشركاء، وللمستثمرين المشاركين، يعد تأييداً قوياً لنموذج الاستثمار الذي نتبناه، ومؤشراً على استعداد المنطقة للاستثمار المباشر».

وأكد أنه «وعلى الرغم من أن العديد من الأسواق المتقدمة العالمية لاتزال تعاني من حالة ركود، فإن أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشهد نمواً، وإن كان بوتيرة أبطأ من العام الماضي».

وقال إن «المجموعة تركز اهتمامها على الصفقات الاستثمارية داخل المنطقة، واقتناص الفرص الاستثمارية الكبيرة، التي لا تحتاج إلى التزامات ضخمة نسبياً من حيث رأس المال المدفوع مقدماً فيها، إلى أن يعود الاقتصاد العالمي إلى الانتعاش، وتقوم المنطقة بدور أكثر فاعلية».

وتابع «على الرغم من استمرار الاضطرابات العالمية، فإنه من المتوقع لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أن يزيد قليلاً على 3.5٪ في العام الجاري، وفقاً لأحدث التوقعات والتقديرات من جانب (صندوق النقد الدولي)، ما يجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ثاني أسرع المناطق نمواً بعد آسيا».

وأوضح أن «(مؤسسة التمويل الدولية)، الذراع الاستثمارية لـ (البنك الدولي)، أبدت استعدادها لاستثمار 25 مليون دولار في صندوق الاستثمار المشترك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الذي ستطلقه (المجموعة)، والذي يصل حجمه إلى 500 مليون دولار، ويوفر استثماراً مباشراً في مجموعة من النشاطات الاقتصادية في عدد من الدول، بهدف تعزيز أداء الشركات، وتوفير فرص عمل جديدة».

وسيوجه الصندوق استثماراته إلى نحو 7 ــ 10 شركات متوسطة وكبيرة الحجم في المنطقة، تنشط في قطاعات مختلفة تتنوع بين التغليف، وإدارة النفايات وإعادة تدويرها، والمنسوجات، والأعمال الزراعية، والطاقة المتجددة.

ويُعد الاستثمار الجديد لـ «مؤسسة التمويل الدولية» في صندوق الاستثمار المشترك، استكمالاً للعلاقة القائمة بين «المؤسسة»، و«المجموعة»، حيث استثمرت (المؤسسة) خلال ابريل الماضي 17 مليون دولار في صندوق «سفينكس لإعادة الهيكلة»، الذي يستهدف الشركات المتعثرة، الصغيرة والمتوسطة الحجم في مصر.

وأشار الخازندار إلى أنه «ووفقاً لتقرير صدر أخيراً عن رابطة الاستثمار المباشر في الأسواق الناشئة، فإن حجم جمع وتدبير الأموال للاستثمار المباشر في الأسواق الناشئة، سجل رقماً قياسياً، بلغ 66.5 مليار دولار في العام الماضي، ويشمل هذا المبلغ أكثر من تسعة مليارات دولار موجهة نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بزيادة قدرها 23٪ في الالتزامات المخصصة للاستثمار المباشر بالمنطقة».

صناعات غذائية

وأفاد بأن «مجموعة (جذور) التي أسستها (القلعة) بالتعاون مع مجموعة من كبار المستثمرين الإقليميين، استحوذت أخيراً على شركة النيل للصناعات الغذائية (إنجوي)، المتخصصة في إنتاج العصائر ومنتجات الألبان في مصر»، موضحاً أن «الشركة درست عملية الاستحواذ، نظراً للنمو الهائل الذي تشهده السوق حالياً في قطاع السلع الغذائية، ومنتجات الألبان في مصر، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً، فضلاً عن فرص التكامل الواضحة بين (إنجوي) وكيانات أخرى تابعة لشركة (جذور)، ما جعل هذا التوقيت هو الأنسب لإتمام عملية الاستحواذ».

وبين أن «(إنجوي) تصدر جزءاً من منتجاتها إلى شمال أميركا، وغرب أوروبا، والشرق الأوسط وإفريقيا، وحققت نمواً في حجم مبيعاتها بنسبة تزيد على 50٪، بعد شرائها من (عائلة الطويل) في العام ،2006 وتعد الشركة حالياً ثاني أكبر شركة لإنتاج الألبان والعصائر المعلبة، ورابع أضخم شركة لإنتاج الزبادي المعلب».

وكشف الخازندار عن أن «شركة (دينا للاستثمارات الزراعية ــ مزارع دينا)، باعتبارها الذراع الاستثمارية في المجال الزراعي للمجموعة، وقعت منذ أيام اتفاقية مع ثلاثة بنوك مصرية للحصول على قرض بقيمة 200 مليون جنيه مصري، لتمويل التوسعات التي تقوم بها في عملية إنتاج الألبان، والتي تشمل شراء قطيع إضافي من الأبقار من السلالات الراقية، فضلاً عن النفقات الرأسمالية المرتبطة بها»، لافتاً إلى أن «حجم قطيع الأبقار الحلابة، من السلالات الممتازة فائقة الجودة، التي تمتلكه (مزارع دينا)، زاد ليصل إلى 6000 بقرة، مقارنة بـ 4000 بقرة كانت تمتلكها في نهاية العام الماضي، وبذلك أصبحت (مزارع دينا) تمتلك قطيعاً كبيراً يضم 11 ألف رأس من الأبقار الحلابة وغير الحلابة، لتصبح أكبر شركة لإنتاج الحليب الطازج في مصر».

عقود غاز

وعن آخر المشروعات التي تنفذها شركة «طاقة عربية»، التابعة للمجموعة، قال الخازندار إن «(القلعة) باعتبارها الشركة الأم لمجموعة توزيع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، تركز على تنفيذ التصميمات الهندسية وبناء شبكات توزيع الغاز، وتحويل وتموين السيارات بالغاز الطبيعي، وتوليد وتوزيع الكهرباء وتسويق المنتجات البترولية». وقال إن «الشركة تنفذ حالياً عمليات في الإمارات، ومصر، وليبيا، وقطر، وسورية، والأردن، ونجحت في بداية الشهر الماضي في الفوز بعقد قيمته 118 مليون يورو، لإنشاء البنية الأساسية لشبكة توزيع غاز، بهدف توصيل الغاز الآمن والنظيف لنحو 370 ألف وحدة في مدن طرابلس، وبنغازي، ومصراتة في ليبيا». وأضاف أنه «وفقاً لشروط العقد، ستقوم (طاقة عربية) بعمل التصميمات الهندسية لأربعة خطوط نقل غاز رئيسة، وتنفيذها، كما ستنفذ شبكات ضغط عالٍ ومتوسط، ومحطات تخفيض الضغط، فضلا عن تقديم (مشروع دراسة) المخطط الاستراتيجي لتوسيع شبكة توزيع الغاز في ليبيا، وهو المشروع الذي تقدر قيمته بنحو 2.5 مليون يورو».

استثمارات «القلعة»

تعد شركة «القلعة» من الشركات المتخصصة في مجال الاستثمارات المالية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وتركز على توظيف الاستثمارات الإقليمية التابعة لها في أنحاء المنطقة في صناعات منتقاة، من خلال عمليات الاستحواذ، وإعادة الهيكلة، وبناء المشروعات الجديدة، التي يتم تنفيذها عبر الصناديق القطاعية المتخصصة، وتمتلك الشركة حالياً 19 صندوقاً قطاعياً متخصصاً لإدارة مجموعة الشركات التابعة لها، والتي تصل استثماراتها إلى أكثر من 8.3 مليارات دولار في 14 مجالاً صناعياً متنوعاً من بينها التعدين والإسمنت والنقل والأغذية والطاقة».

وبحسب تقرير صادر عن مجلة «برايفت اكويتي انترناشيونال»، التي تجري تصنيفاً سنوياً لأكبر 300 شركة، لجمع وتدبير الأموال على مستوى العالم، فإن «مجموعة القلعة» استطاعت أن تجمع نحو 4.1 مليارات دولار، للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعني تصدرها المركز الأول بين شركات الاستثمار المباشر في إفريقيا، والمركز رقم 75 بين الشركات العالمية. ومنذ العام ،2004 نجحت «القلعة» في تحقيق عوائد نقدية للمستثمرين، تقدر بأكثر من 2.2 مليار دولار، متفوقة بذلك على غالبية شركات الاستثمار المباشر الأخرى في المنطقة.

تويتر