معدات الأمن تتأثر بإيقاف مشروعات عقارية

جهاز ياباني جديد يستطيع التعرف إلى الأشخاص الغرباء ويلقي شباكاً عليهم لمنعهم من الهرب. غيتي

كشف مسؤولو شركات متخصصة في صناعة وتجارة معدات وتقنيات الأمن وكاميرات المراقبة، عن وجود حالة من الركود وتراجع المبيعات في أسواق تلك المنتجات جراء انخفاض حجم إقامة مشروعات عقارية جديدة في أنحاء الدولة في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأشاروا إلى أن تراجع معدلات إقامة مشروعات عقارية جديدة، مقارنة بالأعوام السابقة، أسهم في إشعال المنافسة بين الشركات العاملة في إنتاج وبيع معدات الأمان نتيجة لقلة الطلب عليها.

وأضافوا أن نسبة تراجع مبيعات تلك المنتجات تقدر بنحو 30٪، الأمر الذي يدفع إلى ازدياد التنافس وتقليل الأسعار أو الاعتماد على طرح منتجات متطورة بتقنيات حديثة لجذب العملاء للشراء.

تراجع المبيعات

وتفصيلاً، قال مدير المنتجات في قسم التسويق في شركة «اي تي إكس»، لصناعة وتجارة تقنيات الأمن وكاميرات المراقبة دايفيد جو، إن «تراجع المبيعات في الأسواق المحلية يواكب ظاهرة الركود المنتشرة حالياً في العالم جراء الأزمة المالية»، مشيراً إلى أن «حجم الركود في أسواق الإمارات ودول الخليج بالنسبة لمعدات الأمان، مازال في الحدود المقبولة مقارنة بحجمه في أسواق بعض الدول الأخرى».

وأوضح أن «حجم المبيعات في الأسواق المحلية تراجع بنسبة تراوح بين 20 و30٪ أخيراً»، واستطرد «الشركات تزيد تنافسيتها في ظل الأزمة بشكل كبير للحفاظ على حصص وجودها في الأسواق، حيث تلجأ الشركات الصينية الموردة لتخفيض أسعار منتجاتها اعتماداً على نظام الحافز السعري».

ولفت إلى أن شركته «تفضّل الاعتماد على المنافسة السعرية إلى جانب عوامل المنافسة في طرح منتجات ذات جودة مناسبة لمواجهة الركود وزيادة التنافسية»، لافتاً إلى أن «تأجيل تنفيذ المشروعات العقارية جعل الشركات تتنافس فقط في البيع لعدد محدود من المشروعات الصغيرة، إلى جانب بعض المشروعات التجارية».

المنافسة التقنية

وقال مسؤول التخطيط التقني في شركة «باناسونيك» الشرق الأوسط أيمن الخضر، إن «الأسواق تشهد خلال الفترة الحالية تباطؤاً شديداً في مبيعات تقنيات الأمن، وبشكل خاص التي يتم توريدها للمشروعات العقارية الكبرى، ما زاد من المنافسة في أسواق معدات الأمن، وبشكل خاص كاميرات المراقبة التي كانت الأكثر ارتباطاً بالمشروعات العقارية والتجارية».

وأضاف أن «المؤسسة ستركز على طرح التقنيات الحديثة، وليس على المنافسة السعرية فقط»، مشيراً إلى أن «تداعيات الأزمة المالية كانت لها آثار كبيرة على المبيعات التي انخفضت مقارنة بالفترات السابقة».

وكشف أن «الشركات حالياً تركز مبيعاتها على المشروعات الصغيرة والمتوسطة بدلاً من المشروعات الكبيرة والفاخرة، إلى جانب التركيز على المشروعات التجارية التي مازالت تعمل في ظل الأزمة مع المشروعات الكبرى كتوسعات المطارات وغيرها من المشروعات اللوجيستية».

تقديرات التراجع

من جانبه، قدر مسؤول التسويق في شركة «كودريد» المحلية لتصنيع كاميرات المراقبة راشد محبوب، حجم تراجع المبيعات خلال الفترة الأخيرة جراء الأزمة الاقتصادية بنحو 35٪ مقارنة بالفترات السابقة، وقال «تأجيل تنفيذ عدد كبير من المشروعات العقارية كان له أثر سلبي انعكس على تراجع مبيعات كاميرات المراقبة ومعدات الأمن».

بدورها، قالت مسؤولة التسويق في شركة «شي تكس» لتجارة كاميرات المراقبة ومعدات الأمان غيسي ماو، إن «المبيعات انخفضت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بالنسبة للمشروعات العقارية في الأسواق على الرغم من استمرار الطلب على معدات الأمان بالنسبة للمنشآت السياحية والخدمية التي تستمر في الطلب على تلك المنتجات بنسب متباينة، وإن كانت أقل مقارنة بالأعوام السابقة».

وأضافت أن «زيادة التنافسية ستتيح المجال أمام الشركات للمنافسة في طرح المنتجات ذات القيمة السعرية، أو المنتجات ذات الجودة المرتفعة والمتطورة، ما سيولد حالة من زيادة المعروض أمام المستهلكين».

ولفتت إلى أن «نسب تراجع المبيعات تبلغ نحو 30٪ في مختلف أسواق المنطقة».

عودة الرواج

توقع مسؤول التسويق في شركة «كودريد» المحلية لتصنيع كاميرات المراقبة راشد محبوب، أن «تعود معدلات الرواج لمبيعات معدات الأمن خلال الفترة المقبلة، مع قرب تلاشي تداعيات الأزمة العالمية، ومن المنتظر أن يكون ذلك خلال نهاية العام الجاري»، مضيفاً أنه «من المتوقع أن تكون العودة تدريجية وببطء حتى تعود المبيعات لسابق عهدها».

وأشار إلى أن «تنافس الشركات في ظل حالة الركود سيعود في النهاية لمصلحة المستهلكين»، موضحاً أن «التركيز على الجودة وخدمات الصيانة سيشكل محور المنافسة الأكبر بين الشركات»
تويتر