صناعـة السـيارات العـالمية «تترنح»

صناعة السيارات تأثرت سلباً بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية وتزعزع ثقة المستهلكين. أ.ف.ب

حذّرت كبرى شركات صناعة السيارات الأوروبية من أداء قاتم في عام ،2009 مع تزايد المؤشرات على أن الأزمة العميقة التي تواجه القطاع تتجاوز بمراحل صراع الحياة أو الموت الذي تخوضه الصناعة في الولايات المتحدة.

وقال رئيسا «رينو ـ نيسان» و«فيات» إن «سوق السيارات ستتراجع بدرجة أكبر العام المقبل بعدما دفعت انخفاضات حادة للمبيعات (الثلاث الكبار) في الولايات المتحدة إلى طلب تدخل الدولة لإنقاذها، وهو ما رفضه الكونغرس».

وأفادت وسائل إعلام يابانية، أمس، بأن «تويوتا موتور»، أكبر شركات صناعة السيارات في العالم، بصدد الإعلان عن خسائر بنحو 100 مليار ين (1.11 مليار دولار) للفترة من أكتوبر إلى مارس، ومن المتوقع أن تخفض توقعات أرباحها ثانية.

وبحسب صحيفة «فيرتشافت فوتشه» الأسبوعية، تجهز «بي.ام.دبليو» الألمانية، وهي أكبر شركات صناعة السيارات الفاخرة في العالم، مساعدة مالية لشبكة موزعيها في ألمانيا بما لا يقل عن 100 مليون يورو (132.7 مليون دولار)، وتبيع «بي.ام.دبليو» أيضا سيارات «ميني» الصغيرة، وسيارات «رولز رويس» الفاخرة.

وقد تتجدد الضغوط أيضاً إذا سعى وزراء منظمة «أوبك» خلال اجتماع لهم بعد غد إلى إجراء خفض كبير للإنتاج، كما هو متوقع، ونجحوا في درء تراجع حاد في أسعار النفط.

ومن شأن موجة صعود جديدة لأسعار البنزين في محطات التعبئة أن تلحق مزيداً من الشقاء بقطاع السيارات العالمي الذي يعمل به 50 مليون شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

وتأثرت صناعة السيارات سلباً بمزيج من ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية، فضلاً عن تزعزع ثقة المستهلكين من جرّاء الأزمة المالية.

وأفادت صحيفة «أوتوموبيل ـ فوتشه» الأسبوعية الألمانية بأن «فولكسفاجن»، كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبا، ستناقش خفض التكاليف الخميس المقبل، في حين تعتزم «روبرت بوش»، أكبر شركة أوروبية لمكونات السيارات تسريح 2000 موظف من أجل خفض النفقات في خضم التباطؤ.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الفرنسية «رينو» وحليفتها اليابانية «نيسان»، كارلوس غصن: «لا أرى حلاً سريعاً للأزمة في صناعة السيارات».

ونشرت تصريحاته في صحيفتي «لو فيغارو» و«لا تريبيون»، وأضاف «لم نلمس القاع بعد».

وقال غصن إن «الأزمة مالية في المقام الأول، وإن القطاع اعتمد كثيراً على الائتمان».

وأضاف «إذا استمرت أسواق المال على حالها فسنواجه جميعا مشكلات»، مضيفا أن «صانعي السيارات يحتاجون إلى تمويل بأسعار فائدة (معقولة) من 4 إلى 5٪ لأجل عامين إلى ثلاثة أعوام في 2009».

وفي تصريحات نشرتها صحيفة «لا روبابليكا» قال رئيس «فيات»، سرجيو مارشيوني إن «عام 2009 سيكون أصعب عام نشهده على الإطلاق».

ولم يشر مباشرة إلى مساعدة أميركية محتملة لشركات صناعة السيارات المتأزمة في الولايات المتحدة، لكنه قال إن «من شأن تقديم مساعدة عامة لبعض الشركات أن يسبب فوارق هائلة في المنافسة العالمية».

وكان مارشيوني توقع الأسبوع الماضي بقاء ست شركات لصناعة السيارات في الأجل الطويل من أصل 50 شركة تعمل حالياً.

وقالت صحيفة «ميلانو فايننتزا» إن «رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحثا فكرة قيام تحالف بين (فيات) و(بيجو سيتروين)».

البيت الأبيض: لا قرارات بشأن إنقاذ صناعة السيارات

 قال البيت الأبيض أول من أمس، إن «قراراً لم يُتخذ بعد بشأن سبل المضي قدماً في إنقاذ شركات صناعة السيارات الأميركية المتداعية، وإن الإدارة ستتمهل لإجراء ذلك على الوجه الأمثل». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، توني فراتو، «سنركز على محاولة التوصل إلى السياسة المناسبة مع الأخذ في الحسبان مصالح دافعي الضرائب واقتصادنا، وسنستغرق الوقت المتاح لنا للقيام بذلك على الوجه الصحيح، لذلك لم تُتخذ أي قرارات».

تويتر