الإمارات مستعدة لمواجهة تقلبات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

مع حدوث تغيّرات جذريّة في قطاع الذكاء الاصطناعي، ظهرت موجة من التردد والضبابيّة، مما أثار التساؤلات حول تقييم سوق الذكاء الاصطناعي، وهو القطاع الذي أصبح مفتاحاً للاستراتيجيّات الاقتصاديّة العالميّة وخطط الابتكار المستقبليّة. ومع اعتماد الشرق الأوسط، وخاصة الإمارات العربيّة المتّحدة، بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا للبنيّة التحتيّة للبيانات وكجزء من خطة تنويع الاستثمار بعيداً عن النفط، تمّ تخصيص أموال كبيرة للذكاء الاصطناعي والبيانات والابتكار.
تسبب سوق DeepSeek بزعزعة ثقة المستثمرين، مما دفع إلى إعادة تقييم تخصيصات المحافظ وإعادة التفكير في وضع قطاع التكنولوجيا كملاذ آمن مع حلول عام 2025. وبدأ المستثمرون في المؤسّسات والقطاع الخاص بالتحوّل نحو نهج أكثر حذراً مع التركيز على الأساسيّات الراسخة بدلاً من تقيّيمات الذكاء الاصطناعي المتضاربة.
وقالت رزان هلال، محلّلة السوق لدى FOREX.com: "احتدمت المنافسة مع طرح الصين لحلول الذكاء الاصطناعي الفعّالة من حيث التكلفة، مما يشكل تحديًا لبرنامج ChatGPT التابع لشركة OpenAI، بعد أسبوع واحد فقط من استثمار Oracle وSoftBank وOpenAI بقيمة 500 مليار دولار في توسيع البنيّة التحتيّة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتّحدة مما عزّز مكاسب السوق".
وتضيف: "لكن انتعاش السوق لم يدم طويلاً، حيث واجهت المؤشرات العالميّة، بما في ذلك ناسداك وستاندرد آند بورز 500 وداو جونز وداكس، تراجعات قوية. وفي الوقت نفسه، لم يشهد مؤشر MSCI الإماراتي سوى تصحيح طفيف، حيث ظلّ فوق أعلى مستوى له عند 17 نطاقاً، والذي شوهد آخر مرة في أغسطس 2022، بعد تسجيل ارتفاع بنسبة 18% بين أكتوبر 2024 ويناير 2025، متجاوزاً نطاق الأسعار بين مارس 2023 إلى أغسطس 2024".
وخلال هذا الأسبوع، جاءت أرباح الشركات الكبرى في الربع الرابع بنتائج متباينة، مما مهد الطريق للتحديّات في الأرباع القادمة، حيث جاء DeepSeek بمثابة جرس إنذار لتقيّيمات قطاع الذكاء الاصطناعي.
وأضافت هلال: "من المرجح أن يكون المستثمرون أكثر حذراً مع الأسهم ذات القيمة العالية طوال عام 2025، خاصة مع سياسات ترامب الحازمة التي زادت التوتر في السوق. ومع ذلك، من المتوقع أن تسهم الأساسيّات الاقتصاديّة القوية لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، والتركيز الاستراتيجي على الابتكار، ومكانتها كمركز للاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في التغلب على التقلّبات والحفاظ على جذب طويل الأجل للمستثمرين، والحفاظ على زخم القطاع على الرغم من الاضطرابات الأخيرة".
باختصار، سيظل قطاع الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسيّاً من الاقتصادات العالميّة، وبينما يظلّ الاتجاه الطويل الأجل سارياً، فقد تتباطأ وتيرة نموه المتسارع ، مما يؤدي إلى حركة أكثر استقراراً واستدامة.

تويتر