أجرته الهيئة العربية للاستثمار مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

حوار افتراضي حول توطين التقنيات الحديثة لصغار المزارعين في الدول العربية

شارك الدكتور عبيد سيف حمد الزعابي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي كمتحدث رئيسي في حوار افتراضي تفاعلي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" حول "إشراك القطاع الخاص في تسريع تحول نظم الأغذية الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا"، وذلك يوم الثلاثاء الماضي. 

خلال الحوار قدم الدكتور عبيد الزعابي، ورقة بعنوان جهود الهيئة العربية لتحويل النظم الزراعية الغذائية من خلال نشر وتوطين التقنيات الزراعية الحديثة لصغار المزارعين في الدول العربية، أوضح من خلالها أن الهيئة تنفذ العديد من البرامج لنقل التقنيات الزراعية الحديثة وتوطينها بهدف زيادة الإنتاج والإنتاجية، وبالتالي المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي العربي على أسس مستدامة، ويتم ذلك من خلال استيعاب المعطيات البيئية مثل الأرض والمناخ والمياه لتطوير النظام بما يتوافق مع هذه البيانات، وتدريب وتأهيل المزارعين لمتابعة وتقييم التنفيذ، وتقديم الدعم المالي والفني من خلال خبراء أكفاء، والتعاون مع المؤسسات المالية واتحادات المزارعين ومراكز البحوث.
وأوضح أن هنالك عدد من التحديات التي تواجه صغار ومتوسطي المزارعين والمنتجين منها انخفاض الإنتاجية نتيجة الاعتماد على طريقة الزراعة التقليدية وصعوبة الحصول على التمويل اللازم للزراعة لأسباب تتعلق بطبيعة هذا القطاع وضعف التمويل المالي لصغار ومتوسطي المزارعين وصعوبة الوصول إلى الأسواق وضعف القدرة التنافسية، بسبب صغر مساحة الحيازات الزراعة وقلة الإنتاج. 
وأفاد بأن الهيئة العربية لديها نموذج في تمويل صغار المزارعين يتميز عن مؤسسات تمويل صغار المزارعين الأخرى، والتي تتمثل في تعزيز الشمول المالي في المناطق الريفية من خلال توفير التمويل للمزارعين في الوقت المناسب وبشروط مقبولة، توفير كافة مدخلات الإنتاج من بذور وأسمدة ومبيدات عينية والإشراف على تنفيذ العمليات الإنتاجية من تجهيز الأرض إلى مرحلة الحصاد، التعاون مع مراكز البحوث الزراعية لإنشاء مجالات إرشادية لبناء قدرات صغار المزارعين، استحداث التقنيات الحديثة في العمليات الزراعية، تقديم الدعم الفني والإرشاد الزراعي للزارعين، تقديم خدمة التأمين الزراعي كأحد شروط التمويل، تسهيل وصول المزارعين إلى الأسواق. 
وبين أنه تم تحقيق زيادة في إنتاجية الفول السوداني لصغار المزارعين في جمهورية السودان خلال الفترة 2015 – 2021 بنسبة 182% وذلك بعد استخدام الحزم التقنية المتكاملة والتقانات الحديثة، كذلك حدث تطور في إنتاجية محصول القمح بنسبة 133%، وقد بلغ عدد المستفيدين حوالي 287 ألف مستفيد في الدول العربية، وذلك خلال الفترة 2013 -2022 وتم إدخال تقنيات زراعية جديدة، وتم رفع وعي المزارعين وربطهم بشركات الهيئة والسوق لبيع منتجاتهم بأسعار مجزية إلى جانب توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. 
وأشار إلى أنه تم تخصيص نسبة تقديرية من التمويل للمرأة الريفية مما ساهم في تحسين مستوى معيشتها، حيث بلغ عدد المستفيدات من تمويل الأنشطة الزراعية بكل من جمهورية السودان والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الإسلامية الموريتانية عدد 4,280 امرأة خلال الفترة 2013-2022.

ولفت إلى أن للهيئة دوراً في برامج البحوث التطبيقية والتقنيات الحديثة والابتكار هدف إلى تحسين الإنتاج والإنتاجية لتعزيز الأمن الغذائي في الدول العربية، منها أنظمة الزراعة المحمية ونظام الري الحديثة ونشر وتوطين نظام الزراعة بدون حرث وإدخال نظام الزراعة بالإحكام الزراعي وتصنيع المخلفات الزراعية كعلف حيواني، ومشاريع حصاد المياه وإنتاج الموز النشوي في جزر القمر من خلال زراعة الانسجة. 
وفي الختام أكد الدكتور الزعابي أن رؤية الهيئة وتوجهاتها المستقبلية نحو التنمية الزراعية المستدامة تتمثل في تعزيز استخدام النظم الزراعية والتقنيات الحديثة، وخاصة تعزيز كفاءة أنظمة الري، البحوث الزراعية والتطوير الفني والإرشاد وبناء القدرات والتأهيل والحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة والتنوع البيولوجي ودعم وتطوير البنية التحتية الزراعية. وتحقيق الاستقرار في المجتمعات الريفية العربية.

تويتر