استمراره يبقي أسعار الفائدة مرتفعة ويزيد مخاطر الركود

%3.53 معدل التضخم المتوقع في أميركا نهاية 2023

التضخم في أميركا بلغ 5% خلال مارس الماضي. أرشيفية ■ أ.ف.ب

أثبت الاقتصاد الأميركي أنه أكثر مرونة، لكن التضخم كان أكثر عناداً مما توقعه الاقتصاديون قبل بضعة أشهر، ونتيجة لذلك سيبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وفقاً لآخر استطلاع أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» لخبراء الاقتصاد.

وفي المتوسط، توقع الاقتصاديون أن ينتهي التضخم في الولايات المتحدة هذا العام عند 3.53%، بعد أن بلغ 5% في مارس الماضي، حسبما أفادت وزارة العمل الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له خلال عامين. ويبلغ متوسط المستهدف الحالي لـ«الفيدرالي الأميركي» في ما يتعلق بأسعار الفائدة حالياً، 4.9%، لكن اقتصاديين يرون أن المتوسط سيرتفع إلى 5.125% بحلول نهاية يونيو المقبل، ما يعني زيادة بمعدل ربع نقطة أخرى في مايو أو يونيو.

وبينما تتوقع الأسواق أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» بعد ذلك أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، يضع الاقتصاديون احتمالية حدوث ركود في مرحلة ما خلال الـ12 شهراً المقبلة، ويتوقعون أن يكون الركود سطحياً نسبياً وقصير الأجل، فيما يرجحون أن يبدأ الانكماش في الربع الثالث من العام الجاري.

وقال صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، إن شروط الائتمان الأكثر تشدداً، نتيجة حملة رفع أسعار الفائدة، وتقليل الإقراض المصرفي الناجم عن الفشل الأخير لبنكين أميركيين متوسطي الحجم، ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي هذا العام.

لكن، على النقيض من ذلك، فإن معظم رجال الأعمال والأكاديميين والاقتصاديين الماليين لا يرون أن الاضطراب المصرفي يسهم في تهديد الركود.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة «RSM U»، جو بروسولاس، إنه لا يتوقع تخفيضات في أسعار الفائدة خلال عام 2023، ما لم يكن هناك المزيد من الضغوط المالية الناجمة عن التحديات المحيطة بالبنوك الصغيرة والمتوسطة.

كما رأى كبير الاقتصاديين في مجموعة التوقعات الاقتصادية، برنارد بومول، أن التضخم سيظل في مساره التنازلي بقية عام 2023، باستثناء اندلاع تحدٍّ جيوسياسي كبير جديد، مثل الصراع في أوروبا أو آسيا أو الاضطرابات في إمدادات الطاقة.

ويتوقع الاقتصاديون ركود النمو هذا العام في أميركا، كما يتوقعون أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي المعدل حسب التضخم بنسبة 0.5% فقط في الربع الرابع من عام 2023 عن الربع الرابع من عام 2022، بينما لا يُتوقع أن يكون النمو في عام 2024 أفضل بكثير عند 1.6%.

وللمرة الأولى منذ أن بدأ المسؤولون رفع أسعار الفائدة قبل عام، قدم موظفو «الاحتياطي الفيدرالي» في مارس توقعات بأن يبدأ الركود في وقت لاحق من العام الجاري بسبب اضطراب القطاع المصرفي.

الوظائف

تباطأت وتيرة نمو الوظائف في أميركا خلال الأشهر الأخيرة، لكنها لاتزال أعلى بكثير من متوسط عام 2019 في فترة ما قبل الجائحة.

وأضاف أرباب العمل 236 ألف عامل في مارس، وهو مكسب تاريخي قوي، غير أنه الأقل منذ أكثر من عامين، وفقاً لوزارة العمل، فيما انخفض معدل البطالة إلى 3.5%.

تويتر