وراء الاقتصاد

مع خروج روسيا.. النرويج المورّد الرئيس للطاقة في أوروبا

الطاقة في النرويج تمثل نحو ثلث الناتج الاقتصادي. أرشيفية

في الوقت الذي قلّصت فيه روسيا صادرات الغاز الطبيعي العام الماضي، قامت النرويج بتلبية طلبات أوروبا، وهي الآن المورد الرئيس للوقود في القارة، كما تزود النرويج جيرانها بكميات أكبر من النفط لتحل محل النفط الروسي المحظور.

وقالت الرئيس التنفيذي لشركة «بيتورو» التي تدير ممتلكات البترول النرويجية، كريستين فييرسكوف كراغسيث: «أظهرت الحرب ووضع الطاقة برمته أن الطاقة النرويجية مهمة للغاية بالنسبة لأوروبا»، مضيفة: «كنا دائماً مهمين، لكن ربما لم ندرك ذلك»، حسبما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز».

النرويج، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 5.5 ملايين نسمة، تمثل الطاقة فيها نحو ثلث الناتج الاقتصادي، حيث لا تمتلك الحكومة حقول النفط والغاز فحسب، بل تمتلك أيضاً حصصاً كبيرة في شركات استخراجها.

ومن خلال زيادة الطلب على هذه الطاقة، ساعدت الحرب في أوكرانيا على إضافة 100 مليار دولار إلى أرباح قطاع النفط والغاز في النرويج.

لدى الكثيرين في النرويج مشاعر مختلطة حول الاعتماد على الوقود الأحفوري، وقد هيمنت التوترات حول تغير المناخ والمزيد من الاستكشاف عن البترول على الانتخابات الوطنية الأخيرة، في عام 2021.

لكن يبدو أن الأهمية المفاجئة لإمدادات الطاقة أدت إلى إجماع على أن النرويج يجب أن تستمر، على الأقل لبضع سنوات، في إنتاج كميات قوية من البترول.

النرويج دولة صغيرة، لها حدود مع روسيا، وليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، لكنها تستمع عن كثب إلى جيرانها.

فبعد الحرب، دعت بروكسل والدول الأوروبية، لاسيما ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، أوسلو للمساعدة.

وقال رئيس وزراء النرويج، جوناس جار ستور، في مقابلة، إن «مساهمة النرويج في أوروبا كانت لدعم صادرات الغاز وزيادتها».

وكانت النرويج تنتج بالفعل كميات كبيرة من الغاز، تشحنه عبر خطوط أنابيب بحرية إلى شمال أوروبا، لكن الحكومة حالياً سمحت بإنتاج إضافي.

وقامت شركات الطاقة بإجراء تعديلات أدت إلى زيادة إنتاج الغاز على حساب النفط.

وكانت النتيجة زيادة إنتاج الغاز بنسبة 8% العام الماضي، ما جعل النرويج مصدراً لنحو ثلث الغاز المستهلك في أوروبا.

وحصدت النرويج مكافآت مالية كبيرة على تلبيتها لمساعدة أوروبا، تماماً كما حققت شركات الطاقة مثل «شيل» و«بي بي» أرباحاً قياسية العام الماضي.

تويتر