ميروسلاف فيبوه.. قصة النجاح السلوفاكية
قام رجل الأعمال السلوفاكي وقنصل سلوفاكيا الفخري لدى موناكو، ميروسلاف فيبوه، ببناء إمبراطورية في قطاع العقارات والمكاتب الفاخرة، مع السماح لنفسه بالتوغل في قطاعات أخرى، مثل النظارات الطبية. يترأس ميروسلاف فيبوه الآن في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، شركة "ميدل كاب" ، وهي شركة قابضة للاستشارات المالية والاستثمارية التي لها مكاتب في براتيسلافا وبراغ وبرلين ولندن وموناكو.
من الدفاع إلى العقارات الفاخرة
هذا هو طريق ميروسلاف فيبوه، الشخصية غير النمطية والناجحة بامتياز. ان اصوله هي من مدينة زفولين الواقعة في وسط سلوفاكيا حاليًا. لقد تخرج فيبوه من جامعة براتيسلافا في أواخر الثمانينيات مع شهادة مزدوجة في السياحة والأعمال والتجارة الدولية.
المهارات النظرية التي سيطبقها الشاب بسرعة خلال تجربته المهنية الأولى، كانت لدى شركة "زد تي اس ديتفا" حيث أمضى ثلاث سنوات كمدير للتصدير. كشركة رائدة في سوق الآلات الصناعية والمعدات العسكرية، سجلت الشركة السلوفاكية نجاحًا عالميًا من خلال نظام إزالة الألغام الخاص بها، والذي تم تصديره إلى كافة اصقاع العالم. من ثم انتقل ميروسلاف فيبوه الى القسم الدولي في شركة "مارتيمكس" . في هذا المجال، كرس الرئيس التنفيذي الجديد للعمليات بشكل خاص على تحويل المجموعة الى خارج سوق الدفاع، من خلال التعاون الوثيق مع شركة ألمانية للتجريف. بالتناوب بين هانوفر وسلوفاكيا، قاد فيبوه المشروع لعدة سنوات.
النجاح مرة أخرى كان على الموعد، حيث تركت الآلات المصانع السلوفاكية للعثور على مشترين في جميع أنحاء العالم. لكن في نهاية الثمانينيات كان الاتحاد السوفييتي على وشك الانهيار. تشيكوسلوفاكيا على وشك الانقسام إلى دولتين. وسرعان ما ستتحطم قواعد الأعمال الموروثة من الحقبة السوفيتية، مما يفتح مجالًا من الاحتمالات أمام رجال الأعمال الجريئين.
القطاع العسكري، نقطة انطلاق غير متوقعة للعقارات الفاخرة
مستفيدًا من خبرته ومواهبه في المفاوضات الدولية، يعود ميروسلاف فيبوه، بعد جولة قصيرة عبر شركتين سلوفاكيتين أخرتين، إلى قطاعه المفضل: الآلات الثقيلة والمعدات العسكرية. ففي مسقط رأسه، زفولين، أسس رجل الأعمال بعد ذلك شركة "ويلينغ" وهي شركة صغيرة نجحت في ترسيخ نفسها في غضون بضع سنوات كواحدة من أقوى شركاء وزارة الدفاع والجيش السلوفاكي. في الوقت الذي تبدأ فيه الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية عملية الانضمام إلى حلف الناتو، تكتسب "ويلينغ" زخماً كبيراً حيث فازت على سبيل المثال بتقديم خدمات حصرية بما يتعلق بالطائرات المقاتلة من طراز "ميغ" التي اكتسبتها سلوفاكيا نفسها في إطار انضمامها إلى الحلف الأطلسي، وتمتد هذه الخدمات إلى حوالي خمسين دولة. لقد كان ميروسلاف فيبوه مساهماً كبيراً في "ويلينغ" حتى عام 2011 ثم ابتعد تدريجياً عن المجال العسكري الذي رفع عالياً ثروته وسمعته، من خلال إعادة بيع أسهمه لكبار المديرين التنفيذيين في الشركة.
يسمح مرور ميروسلاف فيبوه عبر قطاع الدفاع بالعبور الى قطاع العقارات، وذلك على هامش نشاطه. فابتداء من العام 2007، أسس الرجل شركة "أي ام دبليو" وهي شركة تطوير عقاري متخصصة في ترميم وتجديد المباني الشهيرة ذات رمزية معينة للعمارة في أوروبا الشرقية، على سبيل المثال، المركز المصرفي السابق والذي يعود تاريخه إلى بداية القرن العشرين، وايضاً الموقع التاريخي السابق لغرفة التجارة المجرية. وقد حازت بشكل تدريجي على العديد من هذه الإنجازات الكبرى على درجات الشرف المهنية وبعضها تم ترشيحه لجوائز مرموقة. مع تطورها، عززت "أي ام دبليو" سمعتها في ترميم المواقع الاستثنائية، حيث يتم الجمع بين تعزيز التراث الثقافي ودقة الحرف اليدوية المحلية والحداثة الوظيفية.
النظارات والشركات الناشئة ...: الحياة الأخرى لميروسلاف فيبوه
مثل عام 2018 نقطة تحول جديدة في مسيرة ميروسلاف فيبوه، الذي أصبح الآن معروفًا من قبل أقرانه كواحد من أكثر مطوري العقارات الموهوبين في جيله. من خلال حشد معرفته العميقة بالأعمال وفريق من المهنيين ذوي الخبرة، قام رجل الأعمال بدمج شركتين منفصلتين لإنشاء مجموعة "ميدل كاب" التي تجمع بين الاستشارات الاستثمارية والأنشطة العقارية. بصفته رئيس مجلس الإدارة والشريك في الشركة الجديدة، ضاعف ميروسلاف فيبوه عمليات الاستحواذ والمشاريع الجديدة، ولا يزال أكثرها رمزية هو إنشاء مبنى "سوث ووركس" الذي تبلغ مساحته أكثر من 6.000 متر مربع يقع في قلب لندن ومجهز بأهم التقنيات الحديثة... تعزز مشاريع أخرى مكانة "ميدل كاب" كشركة رائدة في قطاعها.
في عام 2021، انتقل ميروسلاف فيبوه إلى دبي لقيادة أنشطة "ميدل كاب" فهذا الخيار يتماشى مع قدرة إمارة دبي على تأكيد مكانتها كمعقل دولي للعالم المالي، بما يتماشى مع استراتيجية التنويع الاقتصادي للدولة والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط. في يونيو 2021، أطلقت الإمارات إصلاحات طموحة لزيادة تحسين مناخ الأعمال في هذه الدولة، حيث احتلت المرتبة 16 في تصنيف البنك الدولي لسهولة ممارسة الأعمال. وفي أكتوبر الماضي، عززت لوائح التأشيرات الجديدة المزايا التي يحصل عليها الوافدون، الذين يجب أن يتمتعوا بمزيد من الاستقرار والمرونة. انها استراتيجية ناجحة، على الرغم من الأزمة الصحية (الجائحة)، استمرت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلاد في التضخم في السنوات الأخيرة، بزيادة 11 ٪ بين عامي ٢٠١٩ و ٢٠٢١.
على رأس مجموعة "ميديل كاب"، قام ميروسلاف فيبوه بتنويع أنشطته. فمن خلال الاستحواذ على "فوكوس" ، أكبر سلسلة لأخصائيي النظارات الطبية في سلوفاكيا، ودمجها مع بعض منافسيها، فرضت "ميديل كاب" نفسها بسرعة كواحدة من اللاعبين الرئيسيين في هذا القطاع في سوق أوروبا الوسطى. بالاعتماد على خبرته وحرصه على مشاركتها مع الجيل الشاب من رواد الأعمال، يشارك ميروسلاف فيبوه أيضًا، من خلال شركته "اير فانتور" في تنظيم الشركة الناشئة "وورلد كاب سوميت" والتي تقدم جوائز تصل إلى عدة مئات الآلاف من الدولارات لأفضل الشركات الشابة الواعدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news