وراء الاقتصاد

الحرب فرصة لـ «أميركا اللاتينية»

جايير بولسونارو. أ.ف.ب

عند بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، لم يكن الأوكرانيون وحدهم من عانوا. فقد ارتفعت أسعار القمح والنفط والسلع الأخرى التي ينتجها كلا البلدين بكميات كبيرة، ما ألحق أضراراً بالغة بالدول التي تعاني ضائقة مالية، وتعتمد على الواردات.

لكن بعض قادة العالم رأوا ما وُصف بأنه «الجانب المشرق من الأزمة»، ومنهم رئيس البرازيل، جايير بولسونارو، الذي قال في مارس الماضي إن «هذه الأزمة فرصة جيدة لنا». وبالمثل، قال رئيس الأرجنتين، ألبرتو فرنانديز إن بلاده «مخزن لما يحتاجه العالم الآن: الغذاء والطاقة».

وتقول مجلة «إيكونوميست» إن اقتصادات أميركا اللاتينية تتخطى بالفعل الحرب بشكل أفضل من العديد من الأسواق الناشئة الأخرى.

كانت التوقعات لأميركا اللاتينية أنها ستكون من بين أكثر الأماكن اضطراباً، ففي يناير، توقع صندوق النقد الدولي أن يكون نموها في عام 2022 هو الأدنى من أي منطقة في العالم، كما ارتفع معدل التضخم في الأرجنتين والبرازيل.

في ظل هذه الخلفية، كان أداء أميركا اللاتينية جيداً إلى حد ما في الأشهر الثلاثة الماضية أو نحو ذلك. وارتفعت أسعار القمح والنفط بأكثر من 20% منذ بدء الحرب. وهذه أخبار جيدة للأرجنتين، ثالث أكبر مصدر للقمح في الأميركتين بعد الولايات المتحدة وكندا. كما أن ارتفاع أسعار النفط والغاز يوفر دفعة قوية لمصدري الهيدروكربونات مثل البرازيل وكولومبيا.

في أماكن أخرى من العالم الناشئ، تهدد الكلفة الباهظة للغذاء والطاقة بتحويل وضع اقتصادي كلي صعب إلى وضع مروع. لكن على النقيض من ذلك، فقد وفرت المشتريات الأجنبية للسلع الباهظة، عبر معظم أنحاء أميركا اللاتينية، تدفقاً ثابتاً للعملة الصعبة، ما مكن الأفراد والشركات هناك من شراء الواردات بشروط جيدة. كما اكتسبت العديد من عملات المنطقة قيمة مقابل الدولار، في تناقض صارخ مع الكثير من بقية العالم الناشئ. 

تويتر