مع معدلات التطعيم المرتفعة.. وانخفاض أعداد الإصابات بـ «الفيروس»

اقتصاد العالم.. توقعات بتعافي الاقتصاد الياباني مع انحسار «كورونا»

اليابان رفعت جميع القيود المفروضة على اقتصادها بعد تراجع الإصابات. أ.ب

أدى تفشي جائحة «كورونا» إلى التأثير في سلاسل التوريد، بما أعاق النمو الاقتصادي في اليابان، خلال الربع الثالث من العام الجاري، لكن معدلات التطعيم المرتفعة وانخفاض أعداد الإصابات بالفيروس وانحساره، يشيران إلى توقعات «مشرقة» وتعافٍ قريب، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

فقد شهد الاقتصاد الياباني تذبذباً لافتاً في الربع الثالث، حيث كافحت البلاد لإيجاد موطئ قدم لها في مواجهة قيود فيروس «كورونا»، وأزمة سلسلة التوريد التي ضربت أكبر منتجيها.

انكماش

وأظهرت بيانات حكومية أنه، خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين، انكمش اقتصاد اليابان، وهو ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، بمعدل سنوي قدره 3%، كما تراجع بمعدل ربع سنوي بنسبة 0.8%، لكنه توسع بشكل طفيف خلال الأشهر الثلاثة السابقة، عندما نما الناتج الاقتصادي بمعدل سنوي بمعدل 1.5%، أو بمعدل ربع سنوي قدره 0.4%.

تحسّن

وعلى الرغم من كل تلك المؤشرات، فإن الأيام المقبلة قد تكون أكثر إشراقاً وتحسناً، على الأقل في المدى القريب، فاليابان تتمتع الآن بواحد من أعلى معدلات التطعيم بين الدول الكبرى، مع تطعيم 75% من سكان البلاد بالكامل، كما أنها رفعت جميع القيود المفروضة على اقتصادها تقريباً، بعد انخفاض عدد حالات الإصابات بـ«كورونا»، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى أدنى المستويات في العالم، وتراجعت بشكل ملحوظ منذ منتصف أكتوبر الماضي، بانخفاض قدره نحو 99% منذ ذروتها في أغسطس الماضي، ما يبشر بعودة الإنفاق الاستهلاكي المكبوت منذ فترة طويلة. كما يستعد صانعو السياسة في البلاد، بعد الانتخابات المقبلة، لجولة جديدة من التحفيز، من شأنها أن توفر الدعم للشركات المتعثرة ومنح الأموال للناس في جميع أنحاء البلاد.

تحفيز

وقالت الخبيرة الاقتصادية في معهد «دايوا» للأبحاث في طوكيو، واكابا كوباياشي، إن «من المرجح أن تكون حزم التحفيز المقبلة أكثر فاعلية من السابقة، التي ستذهب مباشرة إلى حسابات الادخار للأفراد»، مضيفة: «الناس حالياً أقل تقييداً، فقد أصبح من المقبول الخروج من المنزل، وفي ظل هذه الظروف، يكون من الأسهل تعزيز الإنفاق الاستهلاكي».

مكافحة

وكانت اليابان كافحت قبل تفشي الجائحة، من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، رغم انتشار معدلات الشيخوخة بين سكانها وتراجع قدراتها التنافسية التجارية.

وعلى الرغم من عودة الاقتصادات الكبرى الأخرى إلى الحياة على خلفية تخفيف الإغلاقات، بدت اليابان غير قادرة على تخليص نفسها من التأثيرات الناجمة عن الفيروس.

وبحلول منتصف الصيف الماضي، كانت اليابان في خضم أصعب معاركها مع الفيروس، فقد تسبب متغير «دلتا» في ارتفاع الحالات، في الوقت الذي تستعد طوكيو لبدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، حيث تراجع الرعاة عن الحملات الإعلانية، وبقي السياح في منازلهم.

حزمة التحفيز

من المتوقع أن تمرّر الحكومة اليابانية حزمة التحفيز الاقتصادي، خلال الأيام القليلة المقبلة، وستوفر مساعدات نقدية للأسر التي لديها أطفال دون سن 18 عاماً، فضلاً عن تقديم المساعدة للشركات الصغيرة، إلى جانب اتخاذ إجراءات لتعويض ارتفاع الوقود.

تويتر