«عدم المساواة».. التحدي التالي للجائحة

«كورونا» يزيد الفجوة بين الاقتصادات الغنية والفقيرة

تحذير من ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء مختلفة من العالم النامي. ■ أرشيفية

على الرغم من التوقعات الإيجابية لاقتصادات عدد من الدول، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والصين، فإن معظم اقتصادات الدول ذات الدخل المنخفض ستواجه تحديات بسبب جائحة «كورونا»، التي تسببت في زيادة الفجوة بين الاقتصادات في أغنى دول العالم وأفقرها، مدفوعة بمعدلات النمو التي تتحرك بقوة في اتجاهين متعاكسين، وهو ما قد يكبح الجهود التي بذلت خلال العقود الماضية للتخفيف من حدة الفقر العالمي.

نمو

ويتوقع الاقتصاديون في الولايات المتحدة، العودة إلى مستويات النمو في فترات الازدهار، بينما شهد الاقتصاد الصيني نمواً بمعدل قياسي بلغ 18.3% خلال الربع الأول من العام الجاري، ومثله اقتصاد المملكة المتحدة الذي ينمو بوتيرة أسرع من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في المقابل، فإنه من المتوقع أن تتراجع الاقتصادات في دول نامية في العالم بعد الانكماش القياسي الذي شهده العام الماضي، حيث لم يتم تطعيم أكبر عدد من السكان، وتقل قدرة الحكومات على تحمل كلفة التحفيز.

محرك رئيس

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإن الطبقة الوسطى في البلدان النامية، وهي المحرك الرئيس للتنمية الاقتصادية والتعليمية والسياسية، تتقلص بسرعة، مشيرة إلى أن البلدان ذات الدخل المنخفض ستستغرق سنوات للعودة إلى مستويات عام 2019.

ويحذر صندوق النقد الدولي، من أن العديد من الاقتصادات النامية يمكن أن تضعف لسنوات.

وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «لقد أصبح هذا فيروس عدم المساواة»، وهو التحدي التالي للجائحة.

فقر ومجاعات

وبحسب تقديرات البنك الدولي فإن ما يصل إلى نحو 150 مليون شخص سيقعون في براثن الفقر المدقع نتيجة أزمة تفشي «كورونا»، إذ أدت الجائحة إلى دفع 34 مليون شخص إلى حافة المجاعة، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، الذي حذر من الغضب من ارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما حذر من أن «كورونا» قد يتسبب في «مجاعات متعددة واسعة الانتشار».

فجوة اللقاح

وفيما تبدو فجوة اللقاح بين الأغنياء والفقراء الآن على أشدها منذ أن بدأت التطعيمات في نهاية العام الماضي، وفقاً لبنك «UBS» الاستثماري، فإن الاقتصادات النامية التي تعتمد على الخدمات، مثل السياحة، تضررت بشدة، مع ضعف قدرة الحكومات التي تعاني ضائقة مالية على حمايتها.

ويحذر صانعو السياسات من أن عبء الديون قد يجبر الحكومات على التحول إلى وضع انكماشي، ما يقلل فرص الانتعاش، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء مختلفة من العالم النامي، سيدفع البنوك المركزية إلى تشديد السياسة النقدية للحد من التضخم.

تنوع

ويقول صندوق النقد الدولي إن الاقتصادات الأكثر تنوعاً، نجت من الجائحة، حيث اتخذت الحكومات تدابير وقائية مبكرة، لكن في مناطق مثل إفريقيا جنوب الصحراء فإنها أبطأ منطقة نمو في العالم في عام 2021.

اقتصادات مختلفة

قال كبير الاقتصاديين في بنك التنمية للبلدان الأميركية، إريك بارادو، إنه «في عام 2019 كانت دول أميركا اللاتينية كطائرة تطير بمحرك واحد مكسور، لكن خلال العام الماضي، تضرر محركها الآخر أيضاً».

وتوقع بارادو أن تخرج تلك الدول من هذه الأزمة أفقر وأكثر مديونية، مع اقتصادات مختلفة للغاية من حيث هياكلها الإنتاجية.

• صندوق النقد الدولي أكد أن الاقتصادات الأكثر تنوعاً نجت من الجائحة.

تويتر