«نيويورك تايمز»: انبعاثات الكربون السنوية الناتجة عن تعدينها تعادل الكمية المنبعثة من نيوزيلندا

التغير المناخي يعيق التوسع في إنتاج «بيتكوين»

عملية تعدين «بيتكوين» معقدة، وترتبط بتكنولوجيا «بلوك تشين». أرشيفية

تستهلك عملية تعدين القطعة الواحدة من العملة الرقمية «بيتكوين» طاقة كهربائية كبيرة، تتجاوز الطاقة المخصصة لأي تعاملات رقمية أخرى معروفة عبر أجهزة الحواسيب، وبالتالي فهي «ليست شيئاً مناخياً رائعاً»، كما وصفها مؤسس شركة «مايكروسوفت»، بيل غيتس، أخيراً، في الوقت الذي تؤكد فيه الشركات الكبرى أنها تركز على قضايا المناخ والاستدامة، ما يجعلها على وشك الاصطدام بواقع مالي آخر، وهو أن قضية التغير المناخي تعيق التوسع في إنتاج عملة تبلغ قيمتها السوقية حالياً نحو تريليون دولار، وهي «بيتكوين».

فالعملة المشفرة، التي جاوز سعرها خلال الشهر الجاري أكثر من 50 ألف دولار، أصبحت أمراً لا مفر منه، خصوصاً مع اندفاع الشركات الكبيرة، مثل «تيسلا»، وعدد كبير من المستثمرين الأفراد لتخزين الرموز الرقمية.

انبعاثات

لكن بناء على دراسة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أخيراً، فإن انبعاثات الكربون السنوية من الكهرباء المطلوبة لتعدين الـ«بيتكوين»، ومعالجة معاملاتها تعادل الكمية المنبعثة كلياً من دولة مثل نيوزيلندا أو الأرجنتين.

وأوضحت الدراسة أن معاملة تعدين قطعة «بيتكوين» واحدة، تحتاج إلى ما يعادل البصمة الكربونية لنحو 735 ألفاً و121 معاملة شراء باستخدام بطاقة «فيزا» أو 55 ألفاً و280 ساعة من مشاهدة موقع «يوتيوب»، مشيرة إلى أنه بحسب مؤشر استهلاك طاقة «بيتكوين»، فإن متوسط سعر معاملة تعدين «بيتكوين» يبلغ 16 ألف دولار.

عملية معقدة

وأفادت الدراسة، بأن عملية تعدين «بيتكوين»، معقدة، وترتبط بتكنولوجيا «بلوك تشين»، مبينة أن الأشخاص الذين يقومون بتعدين العملات الرقمية هم أنفسهم حماة الشبكة، حيث تجري هذه العملية من خلال حل الكمبيوتر معادلات حسابية، لغرض التأكد من صحة المعاملات، وبالتالي تصنيع عملات جديدة.

وأضافت أن الحد الأقصى لعدد عملات الـ«بيتكوين» الممكن تعدينها يبلغ 21 مليون عملة، موضحة أن التعدين هو عملية حسابية تهدف إلى توثيق وتسجيل العمليات التي تجري بين المحافظ الإلكترونية، ثم تحفظ تلك العمليات في محافظ لا يمكن الخلط بينها، ما ينفي احتمالية التلاعب بالعملات الرقمية.

تحدٍّ

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك»، لورانس دي فينك، الذي تدير شركته أموالاً تقدر بنحو تسعة تريليونات دولار، إن «جميع الاستثمارات التي تقوم بها الشركة في المستقبل سيتم تقييمها جزئياً على كيفية التخطيط لمواجهة تحدي المناخ». وأضاف: «لعل الأهم من ذلك، هو أن المستثمرين يطالبون الشركات بالكشف عن بصمتهم الكربونية، حيث تعمل مجموعة تسمى (فرقة العمل المعنية بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ) على إنشاء معيار عالمي يحكم عمليات التعدين».

مؤيدون

إلى ذلك، أصبحت شركة «سكوير»، التي أسسها مؤسس شركة «تويتر»، جاك دورسي، أحد أكثر المؤيدين لـ«بيتكوين»، حيث تحتفظ بالعملة المشفرة في ميزانيتها العمومية. كما أن شركة «تيسلا»، التي تعمل للحد من تغير المناخ من خلال خفض انبعاثات الكربون، استثمرت أكثر من 1.5 مليار دولار من ميزانيتها العمومية في «بيتكوين».

من جهتها، خصصت شركة «سكوير» نحو 10 ملايين دولار للاستثمار في تقنيات الطاقة الخضراء الجديدة في تعدين الـ«بيتكوين»، التي تهدف إلى تسريع انتقالها إلى الطاقة النظيفة، فيما تعمل العديد من الشركات على بعض الأفكار غير التقليدية لتحويل «بيتكوين» إلى اللون الأخضر. وقالت شركة «سي تي»، وهي شركة استثمارية تعمل في مجال العملات المشفرة، إنها تخطط للاستثمار في «عمليات تعدين (بيتكوين) من خلال بناء محطات لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية».

مبالغة

اعتبر مؤيدو العملة الرقمية «بيتكوين»، أن تقديرات بصمتها الكربونية مبالغ فيها، مشيرين إلى أن أجهزة الكمبيوتر التي تستخرج عملات الـ«بيتكوين» وتساعد في تعدينها، متصلة بشبكة كهربائية تستخدم طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وقال المؤسس المشارك لشركة «تويتر»، جاك دورسي: «نعتقد أن العملة المشفرة ستُدعم في النهاية بالكامل بالطاقة النظيفة، ويتم القضاء على بصمتها الكربونية، مع تعزيز اعتماد مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم».


- تعدين «بيتكوين» واحدة يحتاج إلى ما يعادل البصمة الكربونية لـ 735.1 ألف معاملة شراء باستخدام «فيزا».

تويتر