دعا إلى إعادة النظر في السياسة النقدية وأولويات التنمية وتعزيز المرونة

«دافوس»: الجائحة كشفت هشاشة الاقتصاد العالمي

المنتدى العالمي أوضح أن الغرض من النمو هو تحسين مستويات المعيشة لجميع السكان. أ.ب

أفاد تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» بأن جائحة «كورونا» كشفت نقاط الضعف في الاقتصادات العالمية، ما يدعو إلى التغيير على مستوى العالم وقيادته، من التركيز على النمو الاقتصادي إلى التركيز على بناء اقتصاد أكثر مرونة.

وذكر التقرير، الذي نشره موقع المنتدى بالتعاون مع معهد سنغافورة للمديرين، وكتبه المؤسس والرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للغد، تشاندران ناير، أن الجائحة أدت إلى صدمة عالمية حقيقية، كشفت هشاشة الاقتصاد العالمي وشبكاته، موضحاً أنه بدلاً من تعزيز المرونة، أدى ترابط الاقتصاد إلى تضخيم تأثير الجائحة ونشر التداعيات الاقتصادية والاضطراب في جميع أنحاء العالم.

صدمة عالمية

وأشار التقرير إلى أن جائحة «كورونا» أثبتت أن الكثير من الحكومات حول العالم لا يمكنها منع حدوث صدمة عالمية أخرى، لكن يمكنها التأكد من أن الشركات والقطاع الخاص مستعدان للوفاء بالتزاماتهما تجاه المجتمع.

وأكد ضرورة إعادة دول العالم النظر في السياسة النقدية للمصلحة العامة بهدف الاستجابة للألم الاقتصادي الذي حدث، لافتاً إلى أن الحكومات عملت على تعطيل تأثيرات الجائحة وتعزيز تدابير الصحة العامة ذات الصلة، وتمرير حزم إغاثة ودعم، ذات حجم قياسي بقيمة تصل إلى مليارات الدولارات.

البنية التحتية

وبيّن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الحكومات يمكنها الاستثمار في البنية التحتية الضرورية، ودفع تكاليف توفير الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، وتعزيز الخدمات العامة للجمهور، فضلاً عن الاستثمار في البحث والتطوير لإعداد المجتمع لمواجهة تحديات المستقبل.

وذكر أن توفير مساكن منخفضة الكلفة، على سبيل المثال، من شأنه أن يمنح الأسر ذات الدخل المنخفض الأمن ووسائل الاستثمار في أنفسها.

النمو

ودعا التقرير إلى تخلي الدول عن زيادة النمو كهدف في حد ذاته، مشيراً إلى أن النمو الدائم يدفع المجتمع إلى استهلاك المزيد من الموارد بلا هوادة، مطالباً الحكومات في كل من الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، بأن تتذكر الغرض من النمو، وهو تحسين مستويات المعيشة لجميع السكان، وليس فقط لشرائح معينة من المجتمع.

الاستجابة

ولفت التقرير إلى أن «كورونا» أظهرت ضعف قدرة السوق، في بعض الدول، على الاستجابة بسرعة للأزمات الكبرى مع انتشار الوباء، إذ واجه المستهلكون نقصاً في المنتجات الأساسية، التي تضمنت أقنعة الوجه ومعقمات اليدين ومنتجات التنظيف المنزلية، كما عانت المستشفيات نقص الإمدادات الطبية.

وفي المقابل، لفت التقرير إلى أن الجائحة أظهرت أن البلدان ذات الحكومات القوية، كانت قادرة على حشد وتركيز القطاع الخاص على ما هو مطلوب للمجتمع.

التنمية

ودعا التقرير إلى إعادة صياغة أولويات التنمية، ومعالجة النقص بالاستثمار في البنية التحتية، للمساعدة على مكافحة الجائحة وتقليل مخاطرها، من خلال توفير المياه النظيفة، والتغذية الأفضل، والصرف الصحي، والبنية التحتية الأوسع للصحة العامة.

النظام الغذائي

وشدد التقرير على ضرورة إعادة بناء النظام الغذائي العالمي، لافتاً إلى أن الجائحة أدت إلى تأثيرين مختلفين في صناعة الأغذية، فمن ناحية، بدت أرفف بعض المتاجر فارغة، ومن ناحية أخرى تخلص المزارعون المنكوبون من فائض الإنتاج.

عالم ما بعد «كورونا»

ذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن عالم ما بعد «كورونا» سيكون فيه العديد من القوى المختلفة، مثل الصين والهند وروسيا وأوروبا وإفريقيا والبرازيل والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التوترات ستظل قائمة بين تلك البلدان، وسيتم التنازع على حدود نفوذها، لكنه أكد أن هناك أيضاً مشكلات عالمية كبيرة لا يمكن إدارتها إلا من خلال التعاون الوثيق بين الدول.

وقال إن البلدان والشركات والأفراد يحتاجون إلى التكيف مع الوضع الجديد، وتعزيز التعاون الدولي حتى بين الدول التي لديها خلافات شديدة في ما بينها، وإلا فإن المشكلات العالمية ستظل بلا حل وسيعاني المجتمع العالمي.

تويتر