مصدرها الرئيس الصين وتستهدف إغراق المواقع والأنظمة بكمية كبيرة من الزيارات المـــزيفة

«بروليكسيك»: تصاعد هجمات «الحـرمان من الخدمة» خلال الربع الأول

الدول التي تمتلك بنية تحتية شبكية ضخمة تشهد شن مزيد من الهجمات انطلاقاً منها. من المصدر

أفاد تقرير نشرته شركة «بروليكسيك» المتخصصة في تقديم الحلول المضادة لهجمات «الحرمان من الخدمة الموزّعة»، بأن حجم ومدة وتواتر هذا النوع من الهجمات الإلكترونية المستخدمة لإغراق المواقع والأنظمة بكمية كبيرة من الزيارات المزيفة، ازداد بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.

وبلغ متوسط عرض الحزمة، الذي رصدت «بروليكسيك» استخدامه في الهجمات خلال الربع الأول من عام ‬2013، نحو ‬48.25 غيغابِت في الثانية، وهي زيادة بلغت ثمانية أضعاف عن الربع الأخير من عام ‬2012، عندما وصل متوسط عرض الحزمة للهجمات إلى ‬5.9 ميغابت في الثانية.

وتم في مارس الماضي تسجيل أضخم هجمة «حرمان من الخدمة» في التاريخ، وكانت ضد مؤسسة «سبام هاوس» المتخصصة في محاربة رسائل البريد الإلكتروني المُزعج، إذ وصل حجم الهجمة إلى ما يزيد على ‬300 ميغابت في الثانية.

وقالت «بروليكسيك» إن نحو ربع الهجمات التي تم شنّها ضد زبائنها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام ‬2013 كانت متوسطة وحملت ما متوسطه أقل من (‬1) غيغابت في الثانية، إلا أن نحو ‬11٪ من الهجمات حملت متوسط عرض حزمة كبير وصل إلى أكثر من ‬60 غيغابت في الثانية، ما يشير، حسب التقرير، إلى أن المهاجمين أصبحوا أكثر تنظيماً وامتلاكاً للتجهيزات اللازمة لشن هجمات على نطاق واسع.

ويتم الوصول إلى مثل هذه الهجمات ذات الأحجام الضخمة، بالاعتماد على شبكات اختراق مكونة من مخدّمات «ويب» تم اختراقها من دون علم أصحابها، وعند اختراق هذه المخدّمات يتم التحكم بها من خلال برمجيات خاصة لشن الهجمات من خلالها.

وهذه هي الطريقة نفسها التي استخدمتها مجموعة الجناح الإلكتروني لـ«كتائب عزالدين القسام» في الهجوم على عدد من الهيئات المالية الأميركية.

وبحسب التقرير، فالزيادة لم تأتِ في حجم عرض الحزمة المستخدمة في شن الهجوم فحسب، بل كذلك بعدد الحزمات في كل ثانية، إذ وصل المعدل إلى ‬32.4 مليون حزمة في الثانية خلال الربع الأول من العام الجاري.

وأشار التقرير إلى أنه في حين أن الهجمات ذات عرض الحزمة الكبير قد ترفع الحمل على وصلة الإنترنت الصاعدة للهدف، تاركةً إياه غير قادر على التعامل مع الزيارات العادية، إلا أن المعدل المرتفع لعدد الحزمات في الثانية يمكن أن يجلب مشكلات تتعلق بالتوجيه، ومشكلات أخرى في التجهيزات الشبكية لمزودات خدمة الإنترنت، وحتى في تجهيزات الشركات المتخصصة في التصدي لهجمات الحرمان من الخدمة.

وازداد عدد هجمات «الحرمان من الخدمة الموزعة» خلال الربع الأول من عام ‬2013 بنسبة ‬1.75٪ مقارنةً بالربع الأخير من عام ‬2012، وبنسبة ‬21.75٪ خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

ومثّلت الهجمات التي استهدفت طبقة البُنى التحتية للشركات أكثر من ثلث جميع الهجمات التي تم تسجيلها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، في زيادة نسبتها ‬3.65٪ مقارنةً بالعام الماضي.

وذكرت الشركة في تقريرها أن ما ميّز هجمات الربع الماضي هو الزيادة في استهداف البنية التحتية لأجهزة التوجيه الخاصة بمزودات خدمة الإنترنت، ومُشغّلات الهاتف المحمول.

أما المصدر الرئيس للهجمات خلال الربع الأول من عام ‬2013 فكانت الصين التي خرجت منها نحو ‬40.68٪ من الهجمات، تبعتها الولايات المتحدة بنسبة ‬21.88٪، ثم ألمانيا بنسبة ‬10.59٪، فإيران بنسبة ‬5.51٪. وأفادت «بروليكسيك» بأنها رصدت عينة من الهجمات التي تخرج بشكل مستمر من بلدان معينة خلال أرباع عدة متعاقبة، لكنها قالت إن إيران لم تكن يوماً ضمن المصادر الـ‬10 الأولى من حيث مصدر الهجمات، إذ من المتوقع أن الدول التي تمتلك بنية تحتية شبكية ضخمة قد تشهد شن مزيد من الهجمات انطلاقاً منها، لهذا يبدو ظهور إيران ضمن القائمة أمراً مفاجئاً بحسب التقرير. وأضافت أن هذا هو الربع الثاني على التوالي الذي لا تحتل فيه روسيا موقعها واحدة ضمن البلدان الـ‬10 الأولى مصدراً لهجمات الحرمان من الخدمة، في حين كانت دائماً موجودةً ضمن القائمة. ومن جهة أخرى، تم تسجيل تصاعد هجمات من البرازيل وجنوب إفريقيا.

تويتر