توقعات بفائض كبير غير مستغل بعد الحدث

ازدهار القطاع العقاري في قطر رهن بمرحلة ما بعد «كأس العالم»

«غولدمان ساكس» توقع أن تنفق قطر 65 مليار دولار للاستعداد لكأس العالم. غيتي

تنفق قطر المليارات على بناء الاستادات الرياضية وشق الطرق ومد الجسور وبناء المساكن والفنادق على شريط صحراوي مطل على الخليج، في إطار الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام .2022

ومثل المدن التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية، التي تواجه خطر أن تترك بطاقة كبيرة غير مستغلة بعد مغادرة اللاعبين والمشاهدين، تراهن قطر على تسريع تحولها إلى وجهة مالية وسياحية للاستفادة من الطاقة الفائضة.

وقال المدير المالي بشركة «أرابتك للإنشاءات» في دبي، زياد المخزومي: «يتعين على القطريين أن يخططوا لما سيفعلونه بها بعد انقضاء الحدث، إنهم يحاولون تصميم ما يتسم بالعملية في المستقبل».

وشركة «أرابتك»، التي شاركت في بناء برج خليفة، هي أيضاً واحدة من شركات مقاولات خليجية عدة تتطلع لاقتناص عقود قبل بدء المباريات المقررة بعد أكثر من 10 سنوات.

وتشير تقديرات بنك «غولدمان ساكس» إلى أن قطر الغنية بالسيولة ستنفق نحو 65 مليار دولار على الاستعداد لكأس العالم، الذي سيجتذب نحو 500 ألف مشجع إلى البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 1.7 مليون نسمة 80٪ منهم مغتربون.

وقال محلل العقارات في «اليمبيك اتش.سي»، ماجد عزام: «يجب أن يفرق القطريون بين إنشاء بنية أساسية مفيدة لمدينة، وبين بناء أفيال بيضاء (أشياء جميلة لا قيمة لها)»، مضيفاً: «في نهاية المطاف كأس العالم والتوسع المتعلق به شيء تفعله قطر لتعزيز مكانتها، ولوضع اسمها على الخريطة»، مشيراً إلى أنه «بالتأكيد ستكون هناك فوائض في الطاقة الاستيعابية».

وتبني قطر خطوطاً للسكك الحديدية بكلفة 36 مليار دولار، ومطاراً جديداً بكلفة 11 مليار دولار، وميناء جديداً بكلفة 5.5 مليارات دولار خلال خمس سنوات.

وستنفق البلاد مليارات أخرى على 12 استاداً لكرة القدم مكيفة الهواء، ما يزيد الحاجة إلى مزيد من طاقة توليد الكهرباء في بلد تتجاوز درجات الحرارة فيه 50 درجة مئوية في الصيف، الذي تجري فيه عادة مباريات كأس العالم.

وزاد إنفاق قطر على المشروعات العامة إلى أكثر من ثلاثة أمثاله في السنوات الخمس الماضية، ليبلغ 58 مليار ريال (16 مليار دولار)، وتعتزم الدولة العضو في «أوبك» زيادة إنفاقها في السنة المالية الحالية حتى أبريل المقبل.

وربما تنافس شركة أخرى مقرها دبي هي شركة «الحبتور لايتون»، التابعة لشركة «لايتون القابضة الاسترالية» على عطاءات لشق أنفاق وبناء محطات لمشروع السكك الحديدية والمترو، الذي يتكلف 35 مليار دولار.

وستكون شبكة السكك الحديدية من بين أوائل خطوط القطارات في المنطقة، ويجري حالياً التخطيط لمشروع طموح لربط دول الخليج الست بالشبكة.

ومن المرجح أن تحاول قطر جذب حصة من ملايين السياح الذين يتدفقون على دبي التي نجحت في اجتذاب أكثر من 1.8 مليون زائر في الربع الأول من العام الجاري.

وكان لدى قطر 9574 غرفة فندقية متاحة بحلول نهاية عام ،2010 ومن المتوقع أن يزيد عدد الفنادق إلى 10 أمثاله على مدى 10 سنوات، ما سيؤدي إلى فائض محتمل في المعروض، بحسب رئيس إدارة الأصول في شركة الأوراق المالية والاستثمار في البحرين، شاكيل ساروار.

وأضاف ساروار «استناداً إلى مناقشات أجريناها مع بعض شركات العقارات، فإن جزءاً من الفنادق سيصمم بشكل يتيح استخدامها فيما بعد كشقق بعد انتهاء الحدث».

وتابع أن «استكمال بناء جسر يربط قطر بالبحرين قبل مباريات كأس العالم سيسهل الانتقال من المنامة إلى الدوحة، ما يمكن السياح من استخدام منشآت في البحرين.

وتعتزم قطر كذلك استخدام سفن فندقية لتسكين الزوار وقت كأس العالم.

وقال أمين الصندوق بغرفة التجارة والصناعة القطرية، علي بن عبداللطيف المسند «الهيئات الحكومية والشركات العقارية وقطاع الأعمال برمته يدرك أن المسابقة تمثل استثماراً».

ومن الفرص المحتملة كذلك تحويل الدوحة إلى مركز للاجتماعات والمؤتمرات.

وتركز الهيئة العامة للسياحة في قطر على الترويج للبلاد كوجهة لعقد الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في منطقة الخليج، وأطلقت العام الماضي حملة «48 ساعة في قطر» لتشجيع الزوار على مد إقاماتهم في البلاد.

وتخطط شركة فنادق «سان ريجيس الدوحة» لبناء فندق فاخر يضم 336 غرفة ليجتذب رجال الأعمال والمسؤولين التنفيذيين، الذين سيتدفقون على الدوحة وقت مباريات كأس العالم.

وقال المدير العام لـ«سان ريجيس»، طارق درباس: «لا نتطلع فقط للشهر الذي ستقام فيه المسابقة، الأهم هو ما يأتي قبل كأس العالم وبعده، سيكون الإشغال عالياً بالتأكيد قبلها، ونأمل أن يكون مرتفعاً كذلك بعدها».

تويتر