"قطار المشاعر" يبدأ نقل الحجاج في مكة

القطار الأخضر سيسهل حركة الحجاج ويخفف من الازدحام

يبدأ اليوم تشغيل "قطار المشاعر" المعروف أيضا باسم مترو مكة لخدمة الحجاج قرب مكة المكرمة في أول أيام الحج، مما يؤمن حلاً جديداً للازدحام في موسم الحج.

وهذا القطار الخفيف يسير على مسارين، ويبلغ عدد محطاته تسعاً، وهو يربط بين المشاعر المقدسة (منى ومزلفة وعرفات) التي تكتظ بالحجيج خلال أيام الحج الستة.

وسيحل هذا القطار محل أربعة آلاف حافلة ركاب كانت تستخدم في السنوات السابقة لنقل الحجاج.

وستنطلق الرحلة الرسمية الأولى للقطار من منى عند الساعة الثامنة من مساء اليوم (17,00 ت.غ)، مع تجمع الحجاج خارج مكة في يوم التروية استعدادا للصعود إلى جبل عرفات غداً، وهو الركن الأهم في الحج، حيث يتوقع أن يجتمع مليونان ونصف الميلون حاج على صعيد عرفات والهضاب المحيطة.

وهذا القطار الصيني الصنع سيستخدم فقط خلال أيام الحج الستة من كل عام، وهو سيعمل هذا العام بنسبة 35% من قدرته الاستيعابية.

وقال رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة تجارة مكة سعد القرشي أن القطار سيستخدم هذا العام لنقل الحجيج السعوديين والكويتيين والبحرينيين حصراً، مقدراً عدد هؤلاء بحوالى 130 ألف سعودي و10 آلاف كويتي و10 آلاف بحريني.

وهذا الرقم يعتبر ضئيلاً جداً مقارنة بالعدد الإجمالي للحجاج، ولكن في المرحلة الثانية سيعمل القطار بكامل طاقته الاستيعابية مما سيتيح له نقل حجاج من جنسيات أخرى.

ومع غروب شمس التاسع من ذي الحجة ينفر الحجاج من عرفات إلى مزدلفة، الواقعة بين منى وعرفات، وسيكون بإمكان بعضهم هذا العام أن يستقلوا القطار للنفرة إلى مزدلفة، على أن يعودوا الثلاثاء إلى منى حيث عليهم أن يمضوا ثلاث ليال على الأقل.

ولاحقا سيربط القطار بين منى ومكة، علما أن المسافة بينهما لا تزيد عن  كيلومترات قليلة.

وأثناء رحلة تجريبية انطلق القطار المطلي باللون الأخضر الفاتح من محطة عرفات1 لاختبار جاهزيته، وكان العمال الصينيون لا يزالون يعملون على تصليح نظام التهوئة في محطة القطار الرخامية البالغ عرضها عشرة أمتار.

وقال ياسر السباعي المشرف السعودي على المحطة أن "قاعة المحطة قادرة على استيعاب ثلاثة آلاف راكب معاً".

وأضاف أن الخطة تقضي بإدخال ثلاثة آلاف حاج إلى عربات القطار دفعة واحدة ومن ثم إدخال ثلاثة آلاف آخرين إلى قاعة المحطة بانتظار قطار الرحلة التالية.

وقاعة المحطة مزودة ببوابات زجاجية تفتح جميعها في نفس الوقت الذي تفتح فيه أبواب عربات القطار، وذلك لضمان سلامة الحجاج المنتظرين.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى محطات القطار المرتفعة عن الأرض والمزودة بمصاعد كهربائية قادر كل منها على استيعاب 50 شخصاً في آن معاً.

ويبدو أن معظم العمال في محطات القطار هم إما سعوديون أو مصريون. ولجأت السلطات إلى المصريين الذين تمرسوا في العمل في مترو القاهرة لإدارة قاعات التحكم بالقطار.

وقال صابر برناوي وهو موظف سعودي لوكالة فرانس برس "شرف لنا أن نخدم الحجاج ونكون واجهة البلد".

وتم التعاقد مع شركة "سيركو" البريطانية للخدمات والاستشارات في مجال صيانة القطار، وذلك بالتعاون مع شركة "سي ار سي سي" الصينية لسكك الحديد.

وهذا المشروع البالغة قيمته 1,8 مليارات دولار هو الجزء الأول من مشروع يقضي ببناء خطين لسكك الحديد من أجل تسهيل حركة الحجاج. والجزء الثاني يقضي ببناء خط للقطار السريع يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بطول 444 كلم.

وفازت بالمرحلة الأولى من مشروع القطار السريع، البالغة قيمته 6,8 مليارات ريال (1,8 مليارات دولار)، والتي تقضي بتنفيذ الإنشاءات المدنية للقطار، مجموعة الراجحي السعودية بالاشتراك مع شركتي الستوم الفرنسية و"سي ار اي" الصينية لهندسة سكك الحديد.

وهذا القطار الذي سيمر بمدينة جدة على البحر الأحمر سيسير بسرعة تصل الى 360 كلم/ساعة ومن شأنه أن يسهل تنقلات الحجيج بين مكة والمدينة.

تويتر