انتقال غير مسبوق لثروات بقيمة 68 تريليون دولار إلى الجيل القادم
عقدت مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي بجامعة نيويورك أبوظبي «ندوة عن تطور العطاء الاستراتيجي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في حرم الجامعة، وجمعت نخبة من الأسماء في مجال العمل الخيري والوسط الأكاديمي وقطاع الأعمال، لاستشراف مستقبل العمل الخيري الاستراتيجي.
وسلطت هذه الندوة الضوء على أكبر انتقال للثروات عبر الأجيال يسجله التاريخ تصل قيمته إلى 68 تريليون دولار في السنوات العشر المقبلة، ومن المتوقع أن يصبح مجال العمل الخيري في ظل هذا الانتقال ممولاً رئيسياً لجهود القطاعين الحكومي والخاص في سبيل مواجهة التحديات العالمية. ومن هذا المنطلق، بحثت الندوة كيف يمكن لدولة الإمارات تعزيز موقعها محوراً للعمل الخيري الاستراتيجي، وكيف للشرق الأوسط عموماً تطوير مجال العطاء بالاستناد إلى الأدلة والبيانات لتحقيق نتائج مستدامة.
وتحدثت في الندوة لجنة رفيعة المستوى ضمت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، أمين عام مؤسسة الوليد للإنسانية؛ وبدر جعفر، المبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بدولة الإمارات والراعي المؤسس لمبادرة العمل الخيري الاستراتيجي؛ ومنى القرق، نائبة رئيس مجلس مجموعة عيسى صالح القرق ومؤسِسة مؤسسة ميم وعضو مجلس تعهد العطاء؛ وفادي غندور، المؤسس والرئيس التنفيذي لومضة كابيتال؛ وفابيو بيانو، نائب الرئيس المؤقت لجامعة نيويورك أبوظبي.
وقال بدر جعفر: «العطاء في دولة الإمارات ثقافة أصيلة، وعقيدة متجذرة في نسيج قيمنا، وركيزة استراتيجية لتقدم الوطن. لقد أضحت الإمارات محوراً عالمياً للعطاء وحلقة وصل تجمع بين التطلعات الحكومية، ورأس المال الخاص، والرؤى والابتكارات المجتمعية. وهنا في الإمارات، نقود هذا التوجه على أسس متينة من البيانات المدروسة، والحوكمة القوية، والشراكات الوثيقة، التي تترجم الكرم إلى مبادرات فعالة ونتائج ملموسة فيها منفعة لشعوب العالم كله».
وقال فابيو بيانو، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي بالإنابة: «تساهم جامعة نيويورك أبوظبي من خلال مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي في توضيح فهمنا للسبل التي يمكن بها توظيف روح العطاء والكرم في التصدي للتحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه العالم. ويعكس هذا المنتدى مدى التزامنا باستضافة وجهات النظر المختلفة ودعم الأبحاث رفيعة المستوى وجمع المعلومات لتحقيق أكبر قدر ممكن من النفع المجتمعي. كما تفتخر جامعة نيويورك أبوظبي بكونها محوراً يجمع الأفكار والأدلة والعمل بهدف تشكيل مستقبل العمل الخيري داخل المنطقة وخارجها».
وشهدت الندوة أيضاً إصدار مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي لتقريرها «مقارنة للعطاء الاستراتيجي بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى»، وهي دراسة تحليلية لاثني عشر توجهاً رئيسياً يشكلون التحولات الجذرية التي يشهدها القطاع الخيري، منها الشراكات بين الممولين، والجوائز الخيرية، والمشاريع العالية المخاطر ولكن واعدة، ودمج مشاريع المسؤولية الاجتماعية مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وتبين هذه الدراسة أن 89% من الخبراء يتوقعون أن تكون أفريقيا وآسيا (بما فيها الشرق الأوسط) المصدر الأكبر لتنامي المبادرات والأعمال الخيرية في الربع قرن المقبل، لا سيما مع الانتقال المتوقع في هذه الأسواق لثروات تزيد على تريليون دولار في غضون عشر سنوات. وتختتم الدراسة بدعوة إلى تبسيط الأنظمة وتوفير سياسات داعمة، وتعزيز البيانات والوسائط الموثوقة لضمان تحقيق نتائج ملموسة من الأعمال والمبادرات الخيرية تكون قابلة للقياس ومستدامة على المدى البعيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news